يعد امتلاك المهارات الاجتماعية أحد أهم الأمور الأساسية لبناء علاقات صحية، إذ إنها تمهد الطريق لعلاقات طويلة الأمد مع الآخرين، وتساعد في النمو الشخصي. وسواء كان ذلك في مكان العمل، أو في المنزل مع العائلة، أو بين الأصدقاء، فإن القدرة على التواصل بشكل فعال مع الأشخاص في حياتكِ اليومية ضرورة، رغم أنه بالنسبة للبعض لن يكون التواصل الاجتماعي أمراً سهلاً. والخبر السار هنا، هو أنه يمكنكِ تحسين مهاراتك الاجتماعية في أي عمر، وهنا نساعدكِ في ذلك.
ما المهارات الاجتماعية؟
هي مجموعة متنوعة من الأدوات، التي نستخدمها للتواصل، وتتضمن بعض المهارات الأكثر شيوعاً، مثل: الاستماع والمحادثة والتعاطف والابتسام، وتكوين الصداقات، وحل النزاعات، ويمكن أن يساعدنا فهم المهارات الاجتماعية المختلفة في تحديد نقاط قوتنا، وأيها يجب علينا تحسينه.
لماذا يعد افتقارك إلى المهارات الاجتماعية أمراً سلبياً؟
وبغض النظر عن عمركِ، فإن امتلاك مهارات اجتماعية جيدة يؤثر، بشكل إيجابي، في قدرتكِ على التواصل مع الآخرين، ويفتح الأبواب أمام فرص عظيمة. وعلى الجانب الآخر، تكون للفشل في تطوير هذه المهارات عواقب سلبية، فذلك يضعف قدرتكِ على تكوين علاقات صحية، والحفاظ عليها، الأمر الذي يؤثر، بدَوْره، في الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية.
طرق لتحسين مهاراتك الاجتماعية:
مارسي الاستماع النشط:
الاستماع النشط هو أخذ الوقت للاستماع بجدٍّ إلى ما يقوله شخص ما، والوجود بشكل كامل في المحادثة وإظهار الاهتمام، كما يتضمن الانتباه إلى ردود أفعالكِ العاطفية، وتجنب المشتتات. وهذه مهارة اجتماعية مهمة؛ لأنها تساعد على تجنب سوء الفهم، وعلى حل المشكلات، وبناء الثقة، وتعزيز العلاقات. لذا، خذي الوقت للاستماع إلى كل كلمة يقولها شخص ما، وحاولي وضع نفسكِ مكانه، وإجراء تواصلٍ بصري معه.
جربي التنفس الواعي:
إن الشعور بعدم الارتياح في المواقف الاجتماعية أمر طبيعي، بالنسبة للعديد من الأشخاص. لكن التنفس الواعي يساعد على تقليل التوتر، وزيادة الوعي الذاتي، كما يؤدي التركيز على التنفس إلى تهدئة جهازك العصبي، وخفض القلق الاجتماعي. وبالنسبة لبعض الأشخاص، فإن ما يعيق إقامة علاقات قوية هو الغضب، أو الميل إلى ترك المحادثات؛ عندما تصبح شديدة للغاية. وبناءً على ذلك، فإن ممارسة التنفس الواعي، يساعد على تحمل الانزعاج بشكل أفضل، ما قد يحسن المهارات الاجتماعية.
ابني الثقة:
يريد الجميع أن يشعروا بالرضا عن أنفسهم، لكن التنشئة الاجتماعية يمكن أن تثير مشاعر الشك الذاتي؛ لأنها تسمح لك برؤية أشياء تحتاجين إلى العمل عليها. وغالباً، يساهم الافتقار إلى الثقة في ضعف المهارات الاجتماعية، ولكن هناك طرق لبناء ثقتكِ بنفسكِ، مثل النظر في المرآة، وقول رسائل إيجابية لنفسكِ.
راقبي الآخرين أثناء المحادثة:
إن كيفية تفاعل شخص ما لفظياً، وغير لفظي، أثناء المحادثة، يبعث برسائل ثاقبة حول من هو، وكيف يشعر، أي إن الانتباه إلى هذه الإشارات يمكن أن يساعدكِ في تطوير التعاطف، والفهم الأفضل لشخص ما. لذا، ابدئي بملاحظة سلوكياتهم غير اللفظية، ولاحظي كيف يميل الناس إلى محاكاة بعضهم عند التفاعل.