لا يتوقف خبراء التغذية عن ابتكار حميات، وأنظمة غذائية جديدة، يستهدفون بها الراغبين في إنقاص أوزانهم، ويرتكز هؤلاء الخبراء، عند تقديم أي حمية جديدة، على مبدأ تقديم نصائح تتعلق بالغذاء الصحي، ولا يطالبون باستخدام أي نوع من الأدوية، ما يعني أنهم يطلبون فقط تنظيم طرق تناول الطعام، ومقداره، ونوعيته.

وتشير دورية «Healthline»، المعنية بالصحة، إلى «حمية داش» (DASH)؛ باعتبارها تشكل حلاً مناسباً، وخياراً جيداً، لتركيزها الكامل على اللحوم الخالية من الدهون، والخضروات والفواكه، والحبوب الكاملة، استناداً إلى أن من جرب هذه الحمية، ومعها شرب الماء بكميات كافية، وممارسة التمارين الرياضية، أكد أن «حمية داش»، وهي اختصار لعبارة «Dietary Approaches to Stop Hypertension»، ساهمت في خفض ضغط الدم، وحسنت الصحة القلبية، لدى شريحة من الناس، استجابت لهذه الحمية وطبقتها.

  • «حمية داش».. نظام غذائي للمبتدئين في رحلة إنقاص الوزن

وتستدرك الدورية الطبية بالقول: إن «حمية داش» قد لا تكون مناسبة للجميع؛ باعتبار ضرورة وجود بعض المعايير الصحية لدى من يرغب في تطبيقها، فقد تكون صعبة التطبيق على من يعانون مثلاً أمراض الكلى، كونهم يحتاجون لنظام غذائي خاص بهم، كذلك قد يرفض الأصحاء من البدناء، والذين لا يشتكون أمراضاً مزمنة، التقيد بنظام غذائي محدد لفترة طويلة، عدا الاحتياجات الغذائية، التي تتطلبها أجساد الرياضيين والنساء الحوامل والمرضعات.

لكن «حمية داش» تعد مثالية للمبتدئين، الذين لم يسبق لهم المرور بتجارب إنقاص الوزن سابقاً، كونها تقريباً تضم معظم أنواع الطعام المفضل، حيث تركز الحمية على تناول الفواكه والخضروات، مع احتوائها على مصادر بروتين خالية من الدهون، مثل: اللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك.

ويبدو أن أحد الأسباب الرئيسية، التي تفيد من يتبع «حمية داش»، هو قلة تناول الملح في هذه الأطعمة، إذ يجب أن لا تزيد نسبة الملح المستخدمة في الطعام عن ثلاثة أرباع الملعقة، أو ما يعادل 1500 ملغم من الصوديوم يومياً.

والفوائد التي توفرها «حمية داش» كثيرة، ومنها أنها: تخفض ضغط الدم، وتحافظ على صحة القلب، وفعالة في فقدان الوزن، كونها تمنع تكدس الدهون في منطقتي البطن والأرداف، كما تتراجع فرص الإصابة المباشرة بالسرطان، خاصة سرطانات: الثدي والكبد والبطانة الرحمية وسرطان القولون والمستقيم.

وتقلل «حمية داش» خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي بنحو 50%، عدا تراجع فرص الإصابة بالسكري بنوعَيْه: الأول والثاني، كون هذه الحمية تحسن مقاومة الأنسولين في الدم، بجانب عدم إصابة الجسم بالكوليسترول.

ويمكن تنويع الأطعمة التي يتم تناولها أثناء تطبيق «حمية داش»، بتناول المزيد من الخضروات والفواكه الطازجة، واستبدال الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة، والحرص على تناول منتجات الألبان قليلة الدسم، ومصادر البروتين الخالية من الدهون من اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن والفاصوليا، وطهي الطعام بالزيوت النباتية.

  • «حمية داش».. نظام غذائي للمبتدئين في رحلة إنقاص الوزن

ما مكونات «حمية داش»؟

تعتمد «حمية داش» على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، مع التركيز على:

  • الفواكه والخضروات: تشكل هذه المجموعة الجزء الأكبر من الوجبات، فهي غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن، التي تساعد على خفض ضغط الدم.
  • الحبوب الكاملة: مثل: القمح الكامل والأرز البني والشعير، وهي مصدر جيد للألياف، ومغذيات أخرى.
  • منتجات ألبان القليلة الدسم: الحليب والزبادي والجبن قليلة الدسم توفر الكالسيوم والبروتين الضروريين لصحة العظام والقلب.
  • اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك: تعتبر مصدراً جيدًا للبروتين، لكن يجب اختيار الأنواع القليلة الدهون.
  • المكسرات والبذور: غنية بالدهون الصحية والألياف والمغنيسيوم.
  • الفاصوليا والعدس: مصدر ممتاز للألياف والبروتين.