من الطبيعي أن تكون هناك ردود فعل عاطفية أو جسدية قوية بعد حدث مؤلم. لكن بالنسبة للمراهقين، الذين يعانون حدثاً مؤلماً أو مخيفاً، فإنهم غالباً يشعرون أيضاً بالقلق تجاه هذه المشاعر القوية، ما قد يعطل قدرتهم على المضي قُدماً بشكل طبيعي في الحياة اليومية.. لذا، من المهم أن يفهم الآباء، أو مقدمو الرعاية، الطرق التي يتعامل بها المراهق مع الضيق والصدمة.
حافظي على التواصل المفتوح مع ابنكِ المراهق:
يمكنكِ التأكد من أن الحدث، خاصة إذا كان في وسائل الإعلام، هو موضوع ساخن في المدرسة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك فإنه من المهم خلق جو يجعل ابنكِ المراهق يعرف أنه من الجيد التحدث عن التجربة، التي مر بها.
وتعد القيادة بالقدوة إحدى طرق القيام بذلك، لكن الاقتراحات الأخرى تشمل:
من الطبيعي أن ترغبي في حماية طفلكِ من الحقائق القاسية، لكن تجنب الحديث عن الحدث لن يؤدي إلا إلى زيادة قلقه، وعندما يبدو الأمر مناسباً، تحققي من ابنكِ واسأليه عن حاله.
كما يمكن للوالدين أن يقدما قدوة جيدة، من خلال التحدث عن جوانب تجربتهما الخاصة مع بعضهما أمام الأطفال، وتذكري أن مشاعر الضيق أو الغضب أو الحزن جزء طبيعي من الشفاء، والتعبير عنها عادة يؤدي إلى الشعور بتحسن.
أخبريه بردود أفعال الضيق والحزن، فهو يحتاج إلى الطمأنينة إلى أن ما يشعر به طبيعي.
ولا تتوقعي أو تطلبي من مراهقك أن يشعر بطريقة معينة تجاه الحدث. واحترمي مشاعره ومعتقداته، حتى لو لم توافقي عليها، أو تفهميها.
ساعدي ابنكِ المراهق على اكتساب منظور للشعور بالسيطرة:
يؤدي الحدث المؤلم أو المخيف إلى اهتزاز إيمان الشخص بأمن عالمه، وقابليته للتنبؤ، ويمكن أن يشعر المراهقون بالإرهاق والقلق بشكل خاص.
وتتضمن بعض الطرق، التي يمكنك من خلالها مساعدتهم على اكتساب منظور جديد لاستعادة الشعور بالسيطرة، ما يلي:
معرفة أكبر قدر ممكن عما حدث ولماذا، فالسبب والنتيجة مهمان للغاية، لذا تأكدي من حصولكِ على المعلومات من مصادر موثوقة، وذات سمعة طيبة، مثل مواقع الإنترنت الحكومية.
وبينما تعد الحقائق الصادقة ضرورية، فلا تبالغي في التفاصيل المروعة، أو تقديم معلومات إضافية غير ضرورية قد تزيد خوفهم، بل يتعلق الأمر بإيجاد التوازن بين القليل جداً، والكثير جداً من المعلومات.
وقد يشعر المراهق بأن العالم مهدد وخطير، خاصة في حالة المآسي الإنسانية، التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة النطاق مثل الكوارث الطبيعية. لذا، ساعديه على إدراك أنه مقابل كل عمل فظيع، هناك العديد من الأشخاص في العالم يحاولون تصحيح الأمور. وفي بعض الأحيان، من الجيد تحديد أمثلة ملموسة؛ قبل إجراء هذه المحادثة.
تفهّمي مشاعر المراهق.. وكوني صبورةً معه:
سيختبر المراهق مشاعر قوية وصعبة في بعض الأحيان، مثل: التقلبات المزاجية والحساسية، أثناء تعافيه من الصدمة.
وتتضمن الاقتراحات لمساعدته، خلال هذه الفترة الزمنية، ما يلي:
- توقعي أن يكون المراهق عاطفياً لبعض الوقت؛ لذا امنحيه بعض الراحة.
- قد يصبح المراهق متمرداً، وهذا يعكس حاجته إلى فرض السيطرة على حياته، وهنا قد يكون من المفيد أن تجلسا معاً، وتتفاوضا على طرق يمكن لطفلك من خلالها أن «يعيش حياته الخاصة» بأمان مع الاستمرار في اتباع قواعد المنزل.
- قد يبدو أن المراهق لا يريد دعمكِ، وقد يلجأ إلى الأصدقاء بدلاً من ذلك، لكن حافظي على خطوط الاتصال مفتوحة.
- قد يصبح المراهق متشبثًا، لذا امنحيه الكثير من الحب، والطمأنينة.
وتذكري أن طفلك المراهق هو نفس الشخص، الذي كان عليه قبل الحدث، حتى لو بدا مختلفاً.