تعج محمية الوثبة للأراضي الرطبة الطبيعية، في أبوظبي، بالعديد من الحيوانات والطيور، التي تعتبر المحمية ملاذاً آمناً لها، وهو ما توفره لها هيئة البيئة - أبوظبي، من تجهيزات تتواءم مع طبيعة هذه الحيوانات والطيور.

ويعتبر «الفلامنجو» (النحام الكبير)، الذي يعرف محلياً باسم «الفنتير»، أحد أبرز الطيور التي تجد في الأراضي الرطبة بمحمية الوثبة مكاناً آمناً للعيش والتكاثر، ويعتبر موسم الشتاء فترة تكاثر هذا النوع من الطيور. وكانت محمية الوثبة قد سجلت، خلال عام 2023، 1270 حالة تعشيش لطائر الفلامنجو.

  • طيور الفلامنجو تختار محمية الوثبة في أبوظبي للاستقرار والتكاثر

لكن الظروف الجوية النادرة، التي شهدتها دولة الإمارات خلال شهر فبراير الماضي، بسبب «منخفض المزر الجوي»، الذي نتج عنه سقوط أمطار غزيرة، رافقتها زخات من حبات البرد، أثرت بشكل كبير في المحمية، ما أدى إلى نفوق عدد من هذه الطيور، فضلاً عن إصابة 10 طيور منها، الأمر الذي دفع فرق الاستجابة الطارئة لإنقاذها، وإعادة تأهيلها، بالتعاون مع «مركز ياس سي وورلد للبحث والإنقاذ».

كما نجحت، حينها، فرق الاستجابة الطارئة بهيئة البيئة - أبوظبي، في إنقاذ سبعة أفراخ حديثة الفقس آنذاك، كانت تراوح أعمارها بين يوم واحد وثلاثة أيام، وقُدمت إليها الرعاية الفورية في مركز العناية، إضافة إلى إنقاذ أربع بيضات كانت على وشك الفقس؛ لضمان بقاء الأفراخ تحت رعاية مركز العناية.

وبذل فريق الخبراء والأطباء البيطريين، في مركز ياس، جهوداً كبيرة لإنقاذ الطيور عبر نقلها ورعايتها في المركز، في إطار مهمة الحفاظ على الحياة البحرية، والبيئات الطبيعية، وحمايتها في دولة الإمارات، ومنطقة الخليج العربي.

  • طيور الفلامنجو تختار محمية الوثبة في أبوظبي للاستقرار والتكاثر

وتعد «سي وورلد» واحدة من أكبر الهيئات المعنية بإنقاذ الحيوانات البحرية في العالم، وقد أسهمت على مدار 60 عاماً في إنقاذ أكثر من 40 ألف حيوان حتى الآن.

ويتميز طائر الفلامنجو بساقين طويلتين ورفيعتين، وله رقبة طويلة، ومنقار معكوف لأسفل. و«النحام الكبير» هو أكبر أنواع طيور الفلامنجو وأشدها بياضًا. أما صغاره، فيكون ريشها باللون البني أو الرمادي، ويتحول إلى اللون الوردي عند بلوغها عمر السنتين. وطيور النحام من الأنواع الاجتماعية للغاية، وتبني أعشاشها في مستعمرات كبيرة وكثيفة.

وتعد محمية الوثبة الموقع الوحيد في منطقة الخليج العربي، الذي يتكاثر فيه طائر «النحام الكبير» بانتظام. وقد تمكنت هيئة البيئة من إبقاء هذه الأنواع على قيد الحياة لفترة طويلة، من خلال حماية مواقعها المهمة، مثل: محمية الوثبة للأراضي الرطبة، ومتنزه القرم الوطني، ومحمية بو السياييف. وكانت دولة الإمارات قد انضمت إلى معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية عام 2016.