على مقربة من حلول شهر أكتوبر، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، وهو ما يعرف بالشهر الوردي، الذي ترتفع به أصوات التوعية بمخاطر سرطان الثدي.. أدخلت دراسة طبية حديثة الأمل إلى قلوب المصابات بالمرض، بالشفاء السريع والتعافي، بعد أن قدمت دراسة طبية إلى فعاليات المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام، الذي يعقد حالياً في مدينة برشلونة الإسبانية، تفيد بإمكانية اختصار مدة العلاج الإشعاعي إلى ثلاثة أسابيع.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) الخبر عن باحثين مشاركين في فعاليات المؤتمر، قالوا إن دراستهم، التي تقدموا بها، فحصت حالات 1265 مريضة على مدى خمس سنوات، وقارنوا فيها بين تحسن صحة وشفاء مصابات بسرطان الثدي، خضعن لخطة علاجية على مدى ثلاثة أسابيع، وخمسة أسابيع على التوالي، وكانت النساء المشمولات بالدراسة مصابات بسرطان الثدي، الممتد إلى العقد الليمفاوية، أي أن الورم لديهنّ لم يعد موضعياً.
وقالت الباحثة الرئيسية في معهد غوستاف روسي الفرنسي، طبيبة الأورام والمعالجة الإشعاعية، صوفيا ريفيرا، إن الهدف من تقصير مدة الجلسات، رغم زيادة جرعة الإشعاع كل مرة، هو المساندة النفسية للمريضات، وتقليص مدة العلاج، وصولاً للشفاء.
وبينت الدكتورة صوفيا، لوكالة الأنباء الفرنسية: «عند معالجة الثدي والغدد الليمفاوية أيضاً، يطال الاستهداف أحجاماً أكبر بكثير، تشمل الأنسجة السليمة كالرئة أو القلب أو المريء. وبالتالي عندما تكون الجرعة أعلى، كان يُخشى أن تؤدي إلى المزيد من الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج».
وتتنبأ الدراسة، في حال تم إقرارها واعتمادها للعلاج، بأن يوفر العلاج الإشعاعي المختصر فرصاً أكبر للنجاة من المرض، حيث يؤدي تقليل عدد الجلسات بالفعل إلى الحد من زيارات المريضات لمراكز معالجتهن، كما ستصبح أجهزة العلاج الإشعاعي متوفرة لعدد أكبر من المريضات.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أهمية التوعية من سرطان الثدي، وتحث النساء على القيام بالفحص المبكر، إذ إن التوعية والفحص المبكر يسهمان إلى حد بعيد في زيادة الوعي بسرطان الثدي، وتوفير الدعم الضروري للتوعية بأهميته، والتشجيع على الكشف المبكر والعلاج، وأيضاً يهدف إلى تقديم الرعاية المخففة لأثره في المصابات به، خاصة أن سرطان الثدي أحد أكثر الأمراض انتشاراً بين النساء في البلدان المتقدمة والنامية، حيث ترتفع معدلات الإصابة به في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، نتيجة زيادة معدلات العمر المتوقع، وتبني أساليب حياة غريبة.
وتبين منظمة الصحة العالمية أن فرص الشفاء من المرض تعد كبيرة جداً، في حال اكتشافه مبكراً، ولهذا السبب تنشط حملات التوعية؛ للحث على الفحص المبكر، وتوفير الرعاية النفسية للمريضات وأسرهن؛ لتخفيف معاناتهن في هذه الحالة الصعبة.