يعرف تاريخ 15 سبتمبر، من كل عام، بأنه اليوم العالمي المخصص للتوعية بمرض «الليمفوما»، الذي يعتبر واحداً من أنواع مرض السرطان، والذي يصيب الجهاز الليمفاوي في جسم الإنسان، وهو جزء من الجهاز المناعي في الجسم، يتكون من شبكة الأوعية الليمفاوية، التي تحتوي على خلايا الدم البيضاء، المسؤولة عن مقاومة العدوى، والتصدي للأمراض.

ورغم أن الإصابة بهذا المرض في ازدياد، إلا أن عدداً كبيراً من الناس مازالوا يجهلونه، وغير مدركين طبيعته، وأعراضه، والطرق المثلى لعلاجه.

  • اليوم العالمي للتوعية بـ«الليمفوما».. تعزيز الوعي لمكافحة السرطان الصامت

ما «الليمفوما»؟

يعرّف أخصائي علم الأورام، الدكتور علي الغزاوي، في حديثه إلى «زهرة الخليج»، «الليمفوما» بأنه من أنواع سرطانات الدم، التي تؤثر في الخلايا الليمفاوية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء تلعب دورًا أساسيًا في الجهاز المناعي للجسم. ويكمل: إن تقدم الإصابة بالمرض يسبب تراكم الخلايا الليمفاوية غير الطبيعية في العقد الليمفاوية والأعضاء الأخرى، ما يضعف القدرة على مقاومة الأمراض والعدوى.

ويضيف: هناك أنواع متعددة من «الليمفوما»، لكنَّ النوعين الرئيسيين، هما: «الليمفوما الهودجكينية»، و«الليمفوما اللاهودجكينية». ويختلف كل نوع عن الآخر في الأعراض وطرق العلاج، لكنهما يتشابهان في أن كليهما يشكل تحديًا صحيًا كبيرًا على مستوى العالم أجمع.

أعراض «الليمفوما»:

وفق الدكتور الغزاوي، إن الأعراض الشائعة لمرض «الليمفوما»، تشمل: تضخم العقد الليمفاوية في مناطق، مثل: الرقبة، والإبطين، والفخذين، وكذلك الشعور بالتعب المستمر والحمى، إضافة إلى فقدان الوزن غير المبرر، والتعرق الليلي.

وعن تشابه هذه الأعراض مع غيرها، التي تخص أمراضاً أخرى، يقول: «على الرغم من أن هذه الأعراض قد تكون مشابهة لأمراض أخرى، إلا أن استمرارها لفترة طويلة يستدعي استشارة الطبيب». ويؤكد أن التوعية بـ«الليمفوما» باتت بالغة الأهمية؛ نظرًا لقلة المعلومات المتاحة حول هذا المرض، مقارنةً بأنواع السرطانات الأخرى كسرطان الثدي، أو الرئة.

ويزيد الغزاوي: إن أهمية اليوم العالمي للتوعية بـ«الليمفوما»، تكمن في تسليط الضوء على هذه المشكلة، وتشجيع الأشخاص على معرفة الأعراض، والسعي للحصول على فحوص طبية عند الضرورة، ودعم الأبحاث العلمية لتحسين طرق العلاج.

  • اليوم العالمي للتوعية بـ«الليمفوما».. تعزيز الوعي لمكافحة السرطان الصامت

أهمية التوعية:

وحسب أخصائي علم الأورام، فإن أهم القضايا المرتبطة بمرض «الليمفوما» هي نقص البحث العلمي الممول بشكل كافٍ؛ لفهم المرض بشكل أفضل، وتطوير علاجات جديدة له. لذا، إن اليوم العالمي للتوعية بـ«الليمفوما» يعد فرصة ممتازة؛ لجمع الأموال، ودعم البحوث، وتقديم الدعم إلى المرضى الذين يعانون هذا المرض الصامت.

وأكد أن المنظمات الصحية تلعب، اليوم، دورًا كبيرًا في نشر الوعي، وتشجيع الفحوص المبكرة، والدعم النفسي والاجتماعي للمرضى. ومع ذلك، لا يمكن تحقيق النجاح إلا من خلال المشاركة النشطة للمجتمع وأفراده في نشر المعرفة، لتحقيق تقدم في علاج المرض.

وفي ختام حديثه، يؤكد الدكتور علي الغزاوي أن يوم 15 سبتمبر، من كل عام، يشكل فرصة عظيمة للجميع؛ للانخراط في حملات التوعية، ودعم المصابين بمرض «الليمفوما»، من خلال جهود منسقة بين المؤسسات الصحية والمجتمع، تمكّن من المساعدة في إنقاذ المزيد من الأرواح، وتقديم الدعم الضروري لأولئك الذين هم بأمس الحاجة إليه، فيوضح: «لا شك في أن (الليمفوما) مرض صعب.. لكن من خلال الوعي والدعم، يمكننا أن نُحدث فرقًا كبيرًا»