الثقة بالنفس عنصر أساسي في النجاح الشخصي والمهني، فهي تؤثر في كل شيء، بدءاً من العلاقات الشخصية، وحتى التقدم الوظيفي. وبينما قد يتسم بعض الأفراد بالثقة بشكل طبيعي، فمن المهم أن نتذكر أن الثقة بالنفس مهارة يمكن تنميتها، من خلال العادات والممارسات اليومية.
وبما أن الثقة بالنفس مهارة، فعلينا ممارسة بعض العادات اليومية للوصول إليها.. إليكِ أبرز وأهم العادات، التي تساهم في تعزيز الثقة بالنفس، واحترام الذات.
أبرز العادات اليومية، التي تغير ثقتكِ بنفسكِ:
1- ممارسة الرعاية الذاتية:
يعتبر الالتزام بالرعاية الذاتية إحدى العادات الأساسية، التي تحول الثقة بالنفس، ويشمل هذا المفهوم مجموعة من الأنشطة، التي تعطي الأولوية للصحة البدنية والعقلية.
إن تطوير روتين يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنوم الكافي، والتغذية السليمة، هو الأساس لبناء الثقة. على سبيل المثال، يؤدي الانخراط في الأنشطة البدنية إلى إفراز الإندورفين، وهو هرمون «الشعور بالسعادة»، والذي لا يحسن الحالة المزاجية فحسب، بل يعزز أيضاً المظهر الجسدي والحيوية، وكلاهما يساهم في قبول الذات بشكل أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، إن ممارسة اليقظة من خلال أنشطة، مثل: التأمل أو اليوغا، تساعد على تركيز الأفكار وتقليل القلق. عندما يأخذ الأفراد وقتاً للعناية بأنفسهم، فإنهم يشيرون إلى أنفسهم بأنهم يستحقون الاهتمام والجهد، ما يعزز صورة الذات الإيجابية. وبهذه الطريقة، تعمل العناية الذاتية كأداة حيوية في الرحلة نحو زيادة الثقة بالنفس.
2- الاستيقاظ عندما يرن المنبه:
الضغط على زر الغفوة مراراً وتكراراً يسبب ضرراً أكبر من مجرد تأخير ما لا مفرَّ منه، حيث يؤثر ذلك في كيفية قيام نظام التنشيط الشبكي بتصفية المعلومات، التي يتم الاحتفاظ بها وتصفيتها من الدماغ. فأنتِ تقطعين وعداً عندما تضبطين المنبه في الليل، وتستيقظين في الوقت الذي تحددينه، يعني أنك تحافظين على هذا الوعد.
الثقة كفاءة ذاتية، ما يعني الاعتقاد بأنكِ ستحافظين على الوعود التي قطعتها على نفسكِ وستنفذينها، وعندما تحققين ذلك بالفعل ستشعرين بالمزيد من الثقة والإنتاجية في يومكِ، وتحقيق كافة الوعود.
3- ترتيب السرير:
هذه المهمة البسيطة لها الكثير من الفوائد النفسية عليكِ، فهي وسيلة أخرى تقوي عضلة الانضباط والالتزام بالأهداف اليومية حتى لو بسيطة.
أظهرت بعض الأبحاث أن عادة ترتيب السرير فور الاستيقاظ، تعمل على تحسين مزاجكِ وزيادة إنتاجيتكِ، فعندما تدخلين غرفة نومكِ بأغطية ووسائد غير مرتبة، يتغير مزاجك.
4- تحديد أهداف قابلة للتحقق:
تحديد الأهداف عادة قوية، تساعد على بناء الثقة بالنفس، وتحديد أهداف صغيرة وفعالة وتحقيقها يخلقان شعوراً بالإنجاز والإتقان. وعندما يضع الناس أهدافاً واقعية وقابلة للتحقيق، سواء كانت مرتبطة بالتنمية الشخصية أو التقدم التعليمي أو الطموحات المهنية، فإنهم يوفرون لأنفسهم فرصاً للنجاح.
ويعزز هذا التراكم من التجارب الناجحة الشعور بالقدرة والقيمة الذاتية، ومن الأهمية بمكان الاحتفال بهذه الانتصارات، مهما بدت صغيرة، لأن ذلك يعزز المرونة ويشجع على السعي لتحقيق أهداف أكثر تحدياً في المستقبل، ما يشعل حلقة ردود فعل إيجابية.
5- الانخراط في حديث ذاتي إيجابي:
عادة حيوية أخرى لتعزيز الثقة بالنفس، هي ممارسة الحديث الذاتي الإيجابي. يؤثر الحوار الذي نحافظ عليه مع أنفسنا بشكل كبير في عقليتنا ونهجنا في مواجهة التحديات، ويؤدي الحديث الذاتي السلبي إلى الشعور بعدم الكفاءة والشك الذاتي، لذلك يصبح من الضروري تحدي هذه الأفكار الضارة واستبدالها بالتأكيدات.
على سبيل المثال، بدلاً من قول: «أنا لست جيدة بما فيه الكفاية»، قولي لنفسكِ: «أنا قادرة ومستحقة للنجاح»، ويعزز هذا التحول في الحوار نظرة متفائلة، ويحول تدريجيًا تصور الفرد لقدراته، وقد يستفيد الأفراد أيضاً من تدوين التأكيدات الإيجابية وإعادة النظر فيها بانتظام. وبمرور الوقت، يمكن لممارسة الحديث الذاتي الإيجابي أن تغرس الثقة بالنفس بعمق في هوية الفرد.
6- تنمية عقلية الامتنان:
تنمية عقلية الامتنان تزيد بشكل كبير الثقة بالنفس أيضاً. فعندما يركز الأفراد على ما يشعرون بالامتنان له، فإنهم يحولون انتباههم من المقارنات أو أوجه القصور المتصورة نحو الاعتراف بإنجازاتهم والإيجابيات في حياتهم. ويساعد الاحتفاظ بمذكرات الامتنان، حيث يسجل المرء تأملات يومية أو أسبوعية لما سار على ما يرام أو ما يقدره، في تعزيز هذه العقلية.
ومن خلال الاعتراف بنقاط القوة والنجاحات والعلاقات الداعمة من حولهم، يعزز الأفراد شعورهم بالانتماء والقيمة الذاتية، وتؤكد هذه العادة على النمو الشخصي والقدرة على المنافسة، وتغذي ثقة ذاتية أكثر عمقاً متجذرة في الأصالة، بدلاً من التحقق الخارجي.
7- كتابة اليوميات:
تساعدكِ كتابة اليوميات على تحويل أحلامكِ من العقل الباطن إلى الواعي، ووضعها في مقدمة أهدافكِ وعقلكِ، فهي تعزز تجسيد أسعد لحظات حياتكِ في عقلكِ الباطن، ما يعزز نقلها على أرض الواقع. اكتبي بالضبط ما تشعرين به، ما يسمح لكِ بالوجود ومعالجة المشاعر (جيدة أو سيئة)، ثم دوِّني خمسة أشياء تريدينها، من خلال كتابة أحلامك، فأنتِ تثبتين صحتها وإمكانية تحققها بالفعل في حياتكِ.