تحتضن منارة السعديات في أبوظبي، يومَي الإثنين والثلاثاء المقبلين، فعاليات الدورة الثانية عشرة من «المؤتمر الخليجي الثاني عشر للتراث والتاريخ الشفهي»، الذي يقام تحت عنوان: «التراث البحري الخليجي المشترك»، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي.
وتسلط الدورة، ضمن جلساتها، الضوء على المقومات المُشتركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في تراثها البحري، ويعد فرصة أيضاً لتبادل التجارب والخبرات بطرق المحافظة على هذا التراث وصونه؛ لضمان استدامته للأجيال القادمة، ويتطلع المؤتمر إلى تبني استراتيجية خليجية موحدة في هذا المجال.
ويشارك، في فعاليات المؤتمر، ممثلو الجامعات والجمعيات والمؤسسات المتخصصة في فنون الأداء البحري، إلى جانب جمعيات التراث، وأيضاً الباحثون والمؤرخون في فنون الأداء البحري، والمبدعون في ممارسة فنون الأداء البحري، وأمناء التراث البحري في دول الخليج العربي، وتسعى دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي إلى توفير فهم معمق للتراث البحري لدول الخليج العربي، واستكشاف خصائصها المشتركة في فنون الأداء البحري.
وتركز جلسات المؤتمر على مدى ارتباط دول الخليج العربية بالبحر منذ قديم الأزل، باعتباره المصدر الأساسي للرزق وسلة الغذاء وقتها، حيث يُشكل بقيمته الجناح الثاني للمسيرة الثقافية والتراثية المشتركة للدول الخليجية، والنافذة المفتوحة على الحضارات والثقافات المختلفة.
وسيكون بإمكان المشاركين، من مختلف الاختصاصات المتعلقة بعنوان المؤتمر، اكتشاف المبدعين في مجال فنون الأداء البحريّة، وتعزيز جهودهم، وربط التراث المشترك بمسيرة التراث البحري، ومسيرة التنمية المستدامة، من خلال التطرق إلى أنواع وأشكال ونماذج الحرف التقليديّة في التراث البحري، بما في ذلك حرفة «الجلافة» (صناعة أدوات صيد الأسماك)، والغوص، والصناعات الغذائيّة المرتبطة بالثروة البحرية، وطرق حفظها.
وتشارك في المؤتمر نخبة من المتخصصين المتميزين والباحثين، حيث يغطي المؤتمر في إطاره العام وتفاصيله اللوحة الثقافية الشاملة، علاوة على القرارات والتوصيات التي سينتهي إليها من خلال أوراق العمل المقدمة والمناقشات والجلسات الحوارية، ونماذج فنون الأداء، التي تزين المؤتمر بنماذج من هذه الفنون، وتعزز الأمل بوضع استراتيجية واعدة لتطويرها، وإبراز هويتها الخليجية المشتركة.
وكانت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي قد دأبت على استضافة فعاليات «المؤتمر الخليجي السنوي للتراث والتاريخ الشفهي»، على مدار عقد من الزمن، حيث يتم التركيز في كل دورة على جوانب التراث الشفهي المشترك في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأدواته، وسبل صون هذا التراث، وتوظيف ما يمتلكه من مقومات في الحفاظ على ثقافة وتراث المجتمعات الخليجية، لاسيما الجوانب المشتركة في الحرف التقليدية، والممارسات الاجتماعية، وفنون الأداء، والأدب الشعبي. كل ذلك في إطار ربط الأجيال الحالية والمستقبلية بتراث الآباء والأجداد، وصون هذا التراث كمعزز دائم لخطط التنمية الثقافية والاستدامة الشاملة، التي تحقق آمال المجتمعات الخليجية في غدٍ واعد بالتطور والازدهار.