في غمرة انشغال الناس واهتمامهم الملحوظ بتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي راجت عالمياً في العامين الأخيرين، انتهزت مؤسسات التكنولوجيا العملاقة العالمية رواج أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتحول معظم الشركات للاستعانة بالقدرات الخارقة لهذه الأنظمة والتقنيات، لدرجة الاستغناء عن بعض الوظائف البشرية، وإحلال العمالة الرقمية مكانها.
لكن، هل خطر ببال المهووسين بقدرات الذكاء الاصطناعي أن يسألوا أنفسهم عما إذا كان الرجل الآلي (الروبوت) يكذب عليهم، بناء على أسئلتهم الكثيرة المتعلقة بحياتهم ومستقبلهم؟
هذا السؤال فطن له باحثون تكنولوجيون، بجامعة جورج ماسون الأميركية، فأعدوا دراسة بحثية استقصائية، شملت 500 شخص من المتعاملين بصورة يومية مع الذكاء الاصطناعي، من خلال «روبوتات ذكية».
ووجدت الدراسة أن الفئة، التي استهدفها البحث الاستقصائي، قد تتسامح في حال عرفت أن «الروبوتات» تكذب عليها في بعض الأمور الهامشية، لكنها ستكون أكثر ضجراً في حال علمت أنها تمارس الرقابة، أو تتعامل معها باستخفاف!
المثير أن التقدم العلمي، في الغرب، يتيح للناس التعامل مع «الروبوتات»، في مجالات اجتماعية كثيرة، مثل: نظافة المنازل، والشراء والبيع، والرعاية الصحية، والتعليم واللعب، حيث تقوم هذه «الروبوتات» بمهام عدة، تعتمد فيها على تقنيات متقدمة، بحسب كل حالة، وحاجة الشخص الذي يستخدمها.
وتقدم شركات التكنولوجيا العملاقة، إلى مستخدمي «الروبوتات»، أنظمة تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تعالج المعلومات التي يتم إدخالها إلى «الروبوت»، ليتعامل مع الطرف المستفيد من هذه الخدمات.
وتشير صحيفة «ذا ميرور»، البريطانية، إلى أن قدرات «الروبوتات» مختلفة، بحسب طريقة تصنيعها ونظامها التشغيلي، إذ يمكن لها التحرك بسهولة، وفي أنماط متغيرة ومتعددة؛ لتخدم قطاعاً عريضاً من الأهداف الموضوعة لاستفادة الإنسان. ومع تعدد المهام الموكلة إليها، يصبح تعدد نمط تحرك الروبوتات أمراً بديهياً، وتتنوع طرق التحرك بين العجلات والأرجل بشكل رأسي مثل البشر، وبشكل أفقي على أربع أرجل مثل بقية الحيوانات، لكن ما زالت ذوات العجلات تحظى بأهمية مطلقة حالياً.
ومنذ بدء صنع «الروبوتات»، يسعى العلماء لجعلها نسخاً مطورة، تحاكي الأنماط الإنسانية في المشي والجري والتفكير والتفاعل وردود الأفعال؛ لتبدو طبيعية إلى أبعد حد، بهدف القيام بالأعمال التي تتطلب مجهوداً ذهنياً، وتناغماً بين القدرات الفيزيائية والبدنية والقدرات العقلية، مثل: مهام الفضاء وأعماق البحار والأماكن المرتفعة، إضافة إلى المهام الروتينية داخل المنازل والشركات، ليحتفظ الإنسان فقط في تلك الحالة بتوجيهها، واتخاذ الأوامر بتنفيذ مهامها.
ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى تصنيع «الروبوتات»، باتت مهمة تصنيع نسخ منها تشبه البشر بشكل حقيقي، أقرب إلى الواقع.