نشأ الفنان السوري بدر رامي في الدار البيضاء، حاملاً في قلبه شغفًا عميقًا بالموسيقى العربية الأصيلة، فقد تأثر بشكل كبير بالفنان الراحل صباح فخري، الذي اشتهر بغناء القدود الحلبية والموشحات، وأيضاً بعدد من عمالقة الفن من أمثال: «كوكب الشرق» أم كلثوم، و«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، والموسيقار ملحم بركات، فحافظ على التراث الموسيقي الأصيل.
ومنذ صغره، أبدى بدر رامي اهتمامًا كبيرًا بهذا الموروث الفني، لاسيما أنه نشأ في عائلة محبة للفن والثقافة.
بدأ بدر رامي مشواره الفني وهو لا يزال طالباً، وسرعان ما لفت الأنظار بصوته القوي، وإحساسه المرهف. وقد تمكن في وقت قياسي من فرض نفسه كأحد الأصوات الشابة الواعدة في عالم الموسيقى العربية الأصيلة، فحرص على تقديم أغانٍ تحمل في طياتها أصالة التراث، مع لمسة عصرية تجذب شريحة واسعة من المستمعين. وقد حظي بشرف المشاركة في أكبر المهرجانات العالمية، مثل: جرش للثقافة والفنون، وموازين الدولي بالرباط، وفاس الدولي للموسيقى الروحية، كما غنى على أكبر مسارح العالم، وأحيا حفلات في أهم دور الأوبرا العالمية، مثل: دار الأوبرا السلطانية بمسقط، ودار الأوبرا المصرية، ودار الأوبرا في ليل الفرنسية، ومعهد العالم العربي بباريس، وأحيا عدة حفلات على مستوى كبير في العالم العربي، خصوصاً في الإمارات والخليج، فقدم ما يسعد الجمهور من طرب أصيل، يتناسب مع قدراته الصوتية وإحساسه.
ويرى الفنان بدر رامي أن تقديم الفنان الراحل صباح فخري له كحامل لشعلة التراث والقدود الحلبية في المغرب، شرف ومسؤولية كبيرة. ويعتبر هذا التشريف حافزًا له للسير بخطى ثابتة وقوية في تقديم هذا الموروث الفني الراقي. وعلى الرغم من أن الجمهور يطلق عليه ألقابًا عدة، مثل: «سلطان الموشحات»، و«سفير القدود الحلبية»، إلا أنه يفضل أن يُنادى باسمه الذي يحبه «بدر».
ويدرك بدر أن النجاح والنجومية يتطلبان دعمًا أكبر من مجرد المجهود الشخصي، ويشدد على أهمية المساندة الإعلامية، ويعبر عن شكره للإعلام والصحافة في جميع الدول العربية، ويخص بالشكر مجلة «زهرة الخليج»، التي يعتبرها من المجلات الأولى عربيًا، كما يشكر الجمهور الذي كان الداعم الأكبر له.
وعن حال الفن الطربي اليوم، يقول: «الفن الطربي موجود دائمًا لأنه الأصل، وهو المدرسة الأولى والمرجع لجميع أنماط الفنون العربية. وخير دليل على ذلك هو المشاركات في المسابقات الفنية في أشهر البرامج، حيث يؤدي أغلب المشاركين الأغاني الطربية، ما يثبت أنها المرجع الأساسي»، ويضيف واصفاً الأغاني القصيرة بقدرتها على أن تعكس التراث، ومنها: «مالك يا حلوة»، و«قدك المياس»، و«يا مال الشام»، و«زوروني كل سنة مرة» وهي على نمط القدود من ألحان الشيخ سيد درويش، وهي اليوم من أغاني التراث القصيرة.
ويرى الفنان بدر رامي أن هناك العديد من المطربين والفنانين في حلب وسوريا ولبنان والعالم العربي بشكل عام، يغنون القدود والموشحات، ولكل منهم طريقته وأسلوبه في الأداء وحضوره، وكل منهم له جمهوره ومعجبوه.
وعن نصيحته، التي يقدمها إلى فناني هذا الجيل، يشدد بدر رامي على ضرورة محافظتهم على تراثهم لأنه هويتهم، وأن يوازنوا بين الطرب الأصيل والأغنية الحديثة الجيدة، حتى يرتقي الذوق العام للجمهور.