لا يمكن على الإطلاق حصر الوظائف، التي يعمل بها الناس، ففي كل قطاع رئيسي مثل التعليم مثلاً، هناك آلاف الوظائف التي تتدرج من الأعمال القيادية، وصولاً إلى المستخدمين من عمال النظافة والمطبخ، وما ينطبق على التعليم ينطبق على جميع الوظائف الأخرى، في مختلف التخصصات: الطبية والهندسية والإعلامية والتكنولوجية والرياضية والفنية، وغيرها.

وتختلف مسؤوليات الوظائف في كل قطاع، لكنها جميعها مهمة في تسيير شؤون العمل، فكل موظف يضطلع بدوره في مهنته، ويشرف على حسن سير دوران العمل ضمن اختصاصه، لكن أي الوظائف هي الأكثر استنزافاً للطاقة؟

  • هل مهنتك منها؟.. هذه الوظائف الأكثر استنزافاً للطاقة

وعن السؤال يجيب تقرير، نشرته منصة التواصل الشهيرة «لينكد إن»، المختصة بإيجاد فرص عمل للمحترفين في جميع أنحاء العالم، ضمن تقرير استقصائي نشرته على صفحاتها، حيث اعتبرت المنصة الاحترافية أن أكثر الوظائف إرهاقاً، هي على الترتيب التالي: إدارة البرامج والمشاريع، وخدمات الرعاية الصحية، والخدمات المجتمعية والاجتماعية، وضمان الجودة، والتعليم. واستطلعت «لينكد إن» آراء أكثر من 16000 محترف في الولايات المتحدة، بين شهرَيْ مارس ويونيو الماضيين. ويلي هؤلاء العاملون في مهن: الاستشارات، والعقارات، وتطوير الأعمال.

تقول مديرة برنامج الماجستير في التعليم الطبي بجامعة بنسلفانيا الأميركية، كاندي وينز، في كتاب «Burnout Immunity»، إن الإرهاق المتأتي من العمل، لا تسببه فقط ساعات العمل الطويلة، بل تعدد المهام المستمر، والمواعيد النهائية الصارمة، والعمل كـ«وسيط» بين الموظفين والعملاء.

وبنت الباحثة استنتاجاتها، من خلال مقابلاتها مئات الأشخاص، الذين يعملون في بيئات عالية الضغط، ومنهم: موظفو المستشفيات، ومديرو المشاريع، والمديرون التنفيذيون للشركات.

  • هل مهنتك منها؟.. هذه الوظائف الأكثر استنزافاً للطاقة

وتوصلت الباحثة إلى أن وظيفة «مدير مشروع» الأكثر إرهاقاً واستنزافاً للطاقة، كون مديري المشاريع هم المسؤولون عن التخطيط وتنظيم وإدارة إكمال أي مشروع، وضمان الانتهاء منه في الوقت المحدد، وفي حدود الميزانية، وغالباً تراوح مثل هذه المشاريع بين بناء مبنى جديد وإدارة حملة تسويقية.

ويبني مديرو المشاريع اعتقاداتهم ومخاوفهم على أنهم لا يحصلون على الدعم أو التقدير الكافي؛ لمواكبة المطالب المتغيرة التي يواجهونها في أدوارهم، وينظرون إلى هذا التفاوت، باعتباره أحد الأسباب الرئيسية للإرهاق.

وأشارت الباحثة، كذلك، إلى أن موظفي مهن: «الرعاية الصحية، والتعليم، والخدمات»، يعملون دائماً تحت ضغط، وقد يضطرون للعمل ساعات إضافية دون تقدير مناسب لجهودهم، خاصة أن المواقف التي يتعرضون لها قد تكون لها عواقب كبيرة على صحة الناس مثلاً، أو التأثير في مسارهم الوظيفي أو الاجتماعي أو الحياتي، فيصبح الأمر مرهقاً نفسياً بصورة أكبر.