لطيفة الخييلي: العادات الغذائية الصحية تبدأ من المنزل
مع بداية العام الدراسي، تسعى الأمهات إلى توفير وجبات غذائية صحية لأطفالهن. وفي هذا السياق، التقت مجلة «زهرة الخليج» أخصائية التغذية السريرية الإماراتية، لطيفة الخييلي، التي تعمل بمركز «صحة» لرعاية الكلى؛ لتسليط الضوء على أهمية التغذية السليمة للأطفال، خلال اليوم الدراسي. وتحدثت لطيفة عن تعزيز صحة الأطفال من خلال الطعام؛ لضمان نموهم السليم، وقدرتهم على الاستيعاب داخل المدرسة.. في هذا الحوار:
ما دور المنزل في تعزيز العادات الغذائية الصحية؟
من الضروري أن يبدأ تأسيس العادات الغذائية الصحية من المنزل؛ فعندما يدرك الأطفال أهمية التغذية في حياتهم، سيصبحون أكثر حرصاً على تناول الطعام الصحي. ومن خلال التخطيط لوجباتهم مع بداية العام الدراسي، يمكن للأهل توفير طعام مغذٍّ ومتنوع، يساعد الأطفال في تجنب الملل، ويحافظ على القيمة الغذائية العالية للوجبات.
نمو صحي
ما الذي يجب أن يتناوله الأطفال في المرحلة المدرسية؟
أطفال المدارس أكثر من يحتاجون إلى غذاء صحي؛ لأنهم في طور النمو وتجديد الخلايا، بجانب التحصيل الدراسي والمذاكرة، لذلك يجب أن يحتوي غذاء الطفل على البروتين، ومن أهم مصادر البروتين: اللحم والسمك والبيض والدجاج واللبن ومشتقاته، وكذلك الفول واللوبيا والفاصوليا والعدس وجميع البقوليات. أما المادة الثانية التي يحتاج إليها الطفل، فهي الكربوهيدرات، التي تعد المصدر الأساسي للطاقة والحركة، وتوجد في الخبز والمكرونة والبطاطس والقمح، وكذلك العسل الأبيض والأسود. كما يجب أيضاً أن يضم طعامهم الفيتامينات والمعادن، فهي مهمة جداً لنمو الطفل، بالإضافة للمواد الدهنية التي تمد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية، وتساعد في بناء جدار الخلية والهرمون اللازم للجسم، مثل: الزيوت والألبان والسمن والزبدة. وكذلك فيتامين «أ» له أهميته، فهو يدخل في تركيب شبكية العين، ويؤثر في البصر ونضارة الجلد، ومصدره اللبن والزبدة والقشدة وصفار البيض والخضروات والفاكهة والجزر، وفيتامين «د» الضروري للأسنان والعظام والأظافر والشعر، والموجود في صفار البيض والزبدة والقشدة واللبن، وزيت كبد الحوت والأسماك مثل: السردين، والتونة.
مما تتكون الوجبات الصحية للطفل؟
يجب أن تحتوي وجبة الطفل على نصف طبق من الخضروات والفواكه الملونة، وربع من الحبوب الكاملة، وربع من البروتينات الصحية. ويُنصح بأن يتناول الطفل حصتين إلى ثلاث من الخضار، وكأساً أو كأسين من الحليب يومياً، مع شرب كميات كافية من الماء.
هل هناك مشروبات معينة تفيد الأطفال؟
ينبغي تعليم الأطفال اختيار المشروبات الصحية، مثل: الحليب والماء. وإذا كان الطفل يحب العصائر، فإن العصير الطازج مع الألياف يعد الخيار الأفضل؛ لأنه يوفر جميع فوائد الفاكهة.
كيف نشجع الطفل على تناول الطعام الصحي؟
أنصح بإشراك الأطفال في تحضير وجباتهم؛ فهذا يساعدهم على اختيار المكونات الصحية، وإعداد الأطعمة بطريقة ممتعة، بعيداً عن الوجبات السريعة التي تشكل خطراً على صحتهم. كذلك، تقديم الطعام بطرق ممتعة وملونة يجعلهم أكثر تقبلاً لتناول الأطعمة الصحية.
أمراض مزمنة
«الوجبات السريعة» خطر كبير يعشقه الأطفال.. كيف يمكننا تجنبها؟
هذه الوجبات تساهم في زيادة نسبة السمنة بالمجتمع، ما يؤدي إلى أمراض مزمنة مستقبلاً، ويؤثر سلباً في ثقة الطفل بنفسه؛ لذلك يجب أن يحرص الأهل على تقديم بدائل صحية ومشوقة للأطفال؛ لتجنب الوجبات غير الصحية.
إذا كان الطفل انتقائياً، ولا يحب الطعام الصحي، فماذا نفعل معه؟
تناول الأطعمة الصحية، ومنها: البيض والحليب والخضروات والفواكه، مهم بدرجة كبيرة للأطفال؛ لذلك لا بد من تحفيزهم لتجربة أطعمة جديدة بطرق عدة، مثل: أن يتم تقديمها ملونة وجذابة، وجعل الطفل يشارك في اختيار المكونات الصحية، وأيضاً جعله يختار الفواكه والخضار وأي طعام صحي وطازج بوصفات متنوعة يحب أن يجربها. كما يمكن أن نجعل تذوق الطعام لعبة مسلية، يجتمع عليها أفراد الأسرة، كتذوق الخضروات أو الفواكه دون أن يكون شكلها واضحاً، ثم نسأل عن نوعها، وتكون كمسابقة وبها فائز، وله جائزة.
هل واجهت حالة صعبة في مسيرتك المهنية، وكيف تعاملتِ معها؟
نعم، إحدى الحالات كانت لطفل يعاني سوء التغذية، وانخفاضاً كبيراً في الوزن بسبب عدة أمراض مزمنة. كنا بحاجة إلى إيجاد طرق مبتكرة؛ لجعله يتناول الأطعمة الصحية، فقمنا بتجربة نكهات عدة حتى توصلنا إلى نكهة معينة نالت إعجابه.
بماذا تنصحين الأمهات للعناية بأطفالهن من ناحية النشاطات البدنية؟
أوصي الأمهات بتشجيع أطفالهن على ممارسة النشاطات البدنية اليومية، مثل: لعب كرة القدم أو السلة؛ للحفاظ على صحة الجسم والنمو الطبيعي، وعلى عمليات الأيض الطبيعية في الجسم.