رشا الخميس: «الملاكمة» تعكس ازدهار الرياضة النسائية في السعودية

رشا الخميس واحدة من رائدات دعم وتمكين المرأة الرياضية السعودية، فقد فتحت أمام الفتيات السعوديات باباً؛ لارتداء قفازات الملاكمة، وممارسة هذه الرياضة التي كانت مقتصرة على الرجال. في فترة قصيرة، تمكنت الخميس من استقطاب 170 لاعبة سعودية مُعتمدَة؛ للمشاركة في المحافل الدولية. بدأت رشا مسيرتها كلاعبة، ثم

رشا الخميس واحدة من رائدات دعم وتمكين المرأة الرياضية السعودية، فقد فتحت أمام الفتيات السعوديات باباً؛ لارتداء قفازات الملاكمة، وممارسة هذه الرياضة التي كانت مقتصرة على الرجال. في فترة قصيرة، تمكنت الخميس من استقطاب 170 لاعبة سعودية مُعتمدَة؛ للمشاركة في المحافل الدولية. بدأت رشا مسيرتها كلاعبة، ثم أصبحت أول امرأة سعودية معتمدة في مجال التدريب من الاتحاد السعودي للملاكمة، حتى تم تعيينها نائباً لرئيس الاتحاد، وعضواً في الاتحاد الآسيوي، ومستشارة للتخطيط الاستراتيجي في الاتحاد الدولي للملاكمة، وأيضًا رئيسة لجنة المرأة في الاتحاد العربي.. في هذا الحوار مع مجلة «زهرة الخليج»، تحدثت رشا عن المؤهلات التي ساعدتها في قيادة منظومة تطور رياضة الملاكمة النسائية بالمملكة، وعن مسيرتها، في الحوار التالي:

متى بدأ شغفكِ الرياضي؟

بدأ شغفي بالرياضة منذ أن كنت في السابعة من عمري، فقد نشأت في منزل غرس بداخلي القيم والمبادئ الرياضية، فقد كنت ألعب كرة السلة مع أخي في المنزل بدعم من أمي، بعد الانتهاء من واجباتي الدراسية، كما كان والدي يشجعنا على ممارسة الرياضة خلال عطلات نهاية الأسبوع، ويعلمنا القواعد الأساسية لتحسين أدائنا. في هذه الأجواء الداعمة، نشأت دون تفرقة بين البنات والأولاد. ولاحقًا، مارست رياضات عدة، مثل: كرة القدم، والتنس الأرضي، والجري لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وتسلق الجبال، و«الركمجة» (ركوب الأمواج)، وفي النهاية «الملاكمة»، التي قررت احترافها بعد ذلك.

كسر الحاجز

لماذا اخترتِ احتراف رياضة الملاكمة تحديداً؟

 اختياري احتراف الملاكمة جاء بعد سفري إلى الولايات المتحدة؛ لمتابعة دراساتي العليا، فقد دفعتني الوحدة والبعد عن العائلة والوطن، خلال الفترة الأولى من دراستي هناك، إلى البحث عن رياضة تحسن حالتي النفسية؛ فوجدت في «الملاكمة» القوة التي أعادتني إلى حياتي النشطة، ومنحتني الثقة بالنفس. وبعد شهرين من ممارستها، بدأت أشارك في البطولات، وخلال عامين شاركت في أربع بطولات، ساعدتني في تطوير مهاراتي الفنية الرياضية. بعد حصولي على الماجستير في السياسة الدولية والإدارة العامة من جامعة جنوب كاليفورنيا، عدت إلى السعودية؛ لأكمل مسيرتي.

  • رشا الخميس: «الملاكمة» تعكس ازدهار الرياضة النسائية في السعودية

ما التحديات التي واجهتكِ، خلال مسيرتكِ في «الملاكمة»؟

من الطبيعي أن يُطرح مثل هذا السؤال على امرأة سعودية، فتحت المجال للعنصر النسائي لدخول رياضة كانت حكراً على الرجال. لم تقابلني تحديات خلال مسيرتي الرياضية إطلاقاً، فقد وجدت كل التشجيع من عائلتي، التي تعتبر عائلة أدبية؛ فجدي هو الشيخ الشاعر الروائي عبدالله بن خميس، رحمه الله. فقد منحتني العائلة كل الدعم والترحيب؛ لأحقق ذاتي، وأختار مساراتي الحياتية. وفي الوسط الرياضي، وجدت ترحيباً كبيراً من الاتحاد، الذي ضمني إلى مجلس إدارته؛ كوني أول امرأة سعودية معتمدة في مجال التدريب بالاتحاد، ولخبراتي العالية في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي. توالت النجاحات؛ بعدما أصبحت نائب رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة، وعضواً في الاتحاد الآسيوي، ومستشارة التخطيط الاستراتيجي بالاتحاد الدولي، ورئيسة لجنة المرأة بالاتحاد العربي. 

تطور.. وازدهار

تقومين بجهود كبيرة؛ لتمهيد الطريق للنساء الرياضيات للتنافس دولياً.. حدثينا عن الأثر الذي تركتِه!

لدينا، الآن، 170 لاعبة، يمارسن الرياضة باحتراف، ويشاركن في بطولات محلية ودولية، وأطلقنا بطولة خاصة بالسيدات، يشارك فيها 15 نادياً، ولدى كلٍّ منها فرق نسائية، وكذلك لدينا 50 مدربة، و30 حكمة سعودية، ما يعكس التطور والازدهار، اللذين تعيشهما الرياضة النسائية في المملكة.

حدثينا عن الأرقام القياسية، التي سجلتها في موسوعة «غينيس»!

لديَّ أربعة أرقام قياسية مسجلة باسمي في موسوعة «غينيس»: الأول: لعب مباراة كرة قدم على أعلى ارتفاع فوق سطح البحر بجبل كلمنغارو في يونيو 2017. الثاني: خوض مباراة في أدنى ارتفاع تحت قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم، في غور الصافي بالأردن في أبريل 2018. الثالث: خوض أطول مباراة كرة قدم لمدة 69 ساعة متواصلة بمدينة ليون في فرنسا خلال مايو 2019. والرابع: إقامة مباراة كرة قدم هي الأكثر تنوعاً وشمولية بين الجنسيات، من خلال اشتراك أكثر من 50 جنسية فيها، بمدينة ليون أيضاً.

هل تمارسين الملاكمة إلى الآن؛ مع انشغالك بالمهام الإدارية؟

نعم، فحياتي لا تكتمل من دون ممارسة الرياضة بشكل عام، ومنها الملاكمة؛ لذلك أحرص على ممارسة الرياضات التي أحبها؛ لأنها تمدني بالنشاط، والحيوية.

ما أحلامك، وطموحاتك، المستقبلية؟

أسعى إلى تمهيد الطريق أمام اللاعبين واللاعبات في رياضة الملاكمة؛ ليتمكنوا من المشاركة والتألق دولياً، وكتابة صفحات مجيدة في سجل الرياضة السعودية.

بمناسبة اليوم الوطني السعودي، ما كلمتك للمرأة السعودية؟

في هذه المناسبة العزيزة، أشيد بالإنجازات التي حققتها المرأة السعودية محلياً وعالمياً، وبما قدمته من إسهامات كبيرة لتعزيز مسيرة التنمية والازدهار، وأقول لكل امرأة سعودية: «أنتِ رمز القوة والمثابرة». وأتمنى لكل فتاة وسيدة سعودية مزيداً من التقدم والنجاح.