لا تخلو عروض الأزياء من عنصر الإبهار، إذ تحاول كل علامةٍ تجارية أن تخطف الأنظار، وتحظى بالنصيب الأكبر من عناوين الصحف، من خلال إطلالاتها أو الموضة التي تقدمها أو طريقة عرض أزيائها.
وفي حين أن بعض العلامات التجارية تقدم عروضها على مدارج ذات ديكورٍ كلاسيكي، معتمدةً على أزيائها في أن تقوم بمهمة الإبهار، تقوم أخرى بتقديم عروضٍ في مدارج ذات ديكوراتٍ غريبةٍ أحياناً، ومميزة أحياناً أخرى، مستلهمةً ذلك الديكور من روح مجموعاتها.
فكرة عروض الأزياء:
بدأت فكرة عرض الأزياء لأول مرة في باريس، خلال منتصف القرن التاسع عشر، عندما استخدم المصمم البريطاني الشهير، تشارلز فريدريك وورث، عارضات أزياء لعرض تصميماته.
وكان ما قام به تشارلز مفهوماً فريداً، ثم تبعته بقية العالم. وبحلول أوائل القرن العشرين، بدأت «عروض الأزياء» في لندن ونيويورك.
وكانت هذه العروض أحداثاً تستهدف المشترين فقط، وليس الصحافة، حيث كان التصوير الفوتوغرافي محظوراً عادةً لتقليل فرصة ظهور تصاميم مقلدة.
وتبلورت فكرة عروض الأزياء كعروض بصرية للدعاية في عام 1947، على يد كريستيان ديور، حيث قام بإعادة صياغة قواعد الموضة عندما كسر التقاليد، ودعا المصورين إلى الكشف عن مجموعة «Corolle»، الخاصة به.
ومع ذلك، لم تكن عروض الأزياء أحداثاً جذرية، حتى ستينيات القرن العشرين، عندما نقل بعض المصممين عروضهم من الصالونات المزدحمة وقاعات الرقص والفنادق المعتادة، إلى أماكن غير متوقعة.
هنا، نقدم بعضاً من أجمل العروض، وأغربها.
«ديور».. خريف وشتاء 2012:
لم تكن هذه المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يمكن لكِ فيها رؤية جدارٍ من الزهور، إلا أن جدار دار السلع الفاخرة «ديور» لخريف وشتاء 2012، كان الأكثر أناقة، إذ تم تركيب زهور: الدلفينيوم والأوركيد والميموزا، وامتدت من الأرض إلى السقف، خالقةً تأثيراً ملوناً مع انتقال العارضات من غرفة إلى أخرى.
«لويس فويتون».. ربيع وصيف 2013:
قدمت دار الأزياء الفاخرة «لويس فويتون» مجموعة مجنونة بالمربعات باللونين الأبيض والأصفر والأسود لربيع وصيف 2013، وفي العرض حملت أربعة سلالم متحركة كبيرة العارضات إلى منصة عرض كبيرة بمربعات صفراء، حيث سرن في أزواج، مرتديات قطعاً مستوحاة من الستينيات.
«شانيل».. خريف وشتاء 2014:
حوّل المصمم كارل لاغرفيلد قصر «غراند باليه» بطريقة سحرية إلى سوبر ماركت، يحمل شعار «شانيل» في موسم خريف وشتاء 2014، حيث كانت الأرفف مليئة بمنتجات «شانيل»، من البقالة إلى ممر كامل من الأدوات المنزلية مع خوذ صلبة، ومناشير كهربائية.
«كوتش 1941».. ربيع وصيف 2017:
شهدت مجموعة المصمم البريطاني ستيوارت فيفرز لربيع وصيف 2017، أجواءً أكثر صرامةً وإثارةً، حيث عُرضت المجموعة التي استوحي موضوعها من ساحة الخردة بين سيارات قديمة صدئة مكدسة.
«تومي هيلفيغر».. خريف وشتاء 2016:
ابتكرت العلامة التجارية «تومي هيلفيغر» سفينة حقيقية لخريف وشتاء 2016، حيث سارت جيجي حديد، وغيرها من الأسماء الكبيرة، على سطح السفينة «تي إتش أتلانتيك» في أحد أكبر عروضه.
«ميو ميو».. خريف وشتاء 2017:
اتخذت «ميو ميو» نهجاً مريحاً في تصميم الديكور لخريف وشتاء 2017، حيث غطت المكان بالكامل بفراء اصطناعي بلون اللافندر. وكانت الجدران الكبيرة والأعمدة العملاقة والسلالم الفخمة، مغطاة باللون ذاته.
«فيليب بلين».. خريف وشتاء 2018:
كانت الثلوج الاصطناعية، والأجسام الطائرة المجهولة العملاقة، والروبوتات التي تغني، بعض الأشياء العديدة التي لفتت الانتباه خلال عرض «فيليب بلين» لخريف وشتاء 2018، الذي حضره عدد كبير من النجوم، وجاء كل ذلك ليتناسب مع المجموعة المستوحاة من الخيال العلمي.
«غوتشي».. خريف وشتاء 2018:
في واحدة من أكثر المجموعات غرابة على الإطلاق، ابتكر أليساندرو ميشيل غرفة عمليات، لتقديم مجموعته، ومع وجود عارضات يحملن تنانين وثعابين ورؤوساً مستنسخة، فقد أعطى ذلك أجواء مثالية لعرض مخيف.
«إيف سان لوران».. خريف وشتاء 2019:
في المواسم الأخيرة، اختارت «إيف سان لوران» عروض الأزياء في الهواء الطلق تحت برج إيفل، بدءاً من عرض سبتمبر 2018 لمجموعة خريف وشتاء 2019.
وحملت العروض طابعاً ساحراً مع أضواء برج إيفل، حيث جلس المدعوون على المدرجات، وأمامهم المدرج مغطى بالمياه، مع انعكاس 10 أشجار نخيل بيضاء زاهية عليها، ومشت أول عارضة أزياء على المدرج، جنبًا إلى جنب مع الملابس والمناظر الطبيعية المحيطة، ما جعل التجربة رائعة للغاية، وبالتأكيد لا تُنسى.
«جاكيموس».. ربيع وصيف 2020:
قبل «فرساي»، وقبل الشاطئ، وقبل حقل القمح، كان لدى «جاكيموس» ممشى وردي مميز بحقول الخزامى في فالينسول، وبروفانس. وهو مكان ساحر، احتفل فيه سيمون بورت جاكيموس بمرور عشر سنوات على إطلاق علامته التجارية. فرائحة الخزامى، واللون الأرجواني، كانت بمثابة احتفال بالفن والجمال وتاريخ المصمم، المرتبطة منذ الطفولة بهذه الأماكن.
«فالنتينو».. مجموعة الأزياء الراقية لربيع 2023:
قرر المصمم بيير باولو بيتشولي إقامة عرض أزياء راقية في قلعة، ليتحول عرضه إلى حكاية خرافية تروي الجمال والتفرد والحرية والمرح، فضلاً عن الأزياء الراقية بالطبع. ولموسم 2023/2024، قدمت «فالنتينو» مجموعة الأزياء الراقية في «Château de Chantilly».
وتحولت حدائق هذا المكان التاريخي وممراته المائية إلى منصات لعرض الفساتين المنسدلة والجينز والبدلات الحريرية والكريستالات الضخمة كمجوهراتٍ لامعة بألوان الزاهية.