نتساءل كثيراً عما إذا كان المال قادراً على شراء السعادة حقاً.. ففي حين تشير المقولة إلى أنه ليس بإمكانه ذلك، إلا أن الأبحاث النفسية الحديثة تكشف أن بعض المشتريات تساهم بالفعل في رفاهيتنا العامة. لذا، نرصد هنا طرقاً مدعومة علمياً لإنفاق المال، فتؤدي إلى زيادة السعادة.

الاستثمار في التجارب:

عندما يتعلق الأمر بإنفاق المال على السعادة، فإن التجارب تتفوق على الممتلكات المادية. وهنا، يؤكد علم النفس أن الذكريات التي نصنعها من خلال التجارب، تصبح جزءاً لا يتجزأ من سردنا الشخصي، فتساهم بشكل كبير في رضانا على المدى الطويل.

وعلى عكس العناصر المادية، التي تفقد بريقها بمرور الوقت، تستمر التجارب في جلب الفرح لفترة طويلة بعد انتهائها، نتيجة عوامل عدة، مثل الشعور بالتفرد، حيث إن كل تجربة مميزة، ما يجعلها أقل عرضة، للمقارنة بممتلكات الآخرين، أو النمو الشخصي، وغالباً تتحدانا التجارب، وتؤدي إلى التطور الشخصي.

فكري في تخصيص ميزانيتك لمغامرات السفر، أو تذاكر الحفلات الموسيقية، أو دروس الطبخ، أو الأنشطة الخارجية، أو الأحداث الثقافية، حيث تمنحك هذه التجارب ذكريات وقصصاً دائمة لمشاركتها.

إعطاء الأولوية لمنتجات الصحة والعافية:

يؤدي الاستثمار في صحتكِ الجسدية والعقلية، بشكل مباشر، إلى زيادة السعادة، ويمكن للمنتجات التي تعزز الصحة والعافية أن تؤثر بشكل عميق في جودة حياتك بشكل عام، حيث يفرز النشاط البدني المنتظم: الإندورفين، والسيروتونين، والدوبامين، وهي النواقل العصبية المرتبطة بالعواطف الإيجابية.

وبناءً على ذلك، فكري في الاستثمار بمعدات تمارين عالية الجودة للتمرينات المنزلية، أو أجهزة تتبع اللياقة البدنية لمراقبة تقدمك، أو تطبيقات أو اشتراكات التأمل، أو أثاث مريح لتحسين الوضع والراحة.

  • وفقاً لعلم النفس.. اشتري هذه الأشياء لتكوني أكثر سعادة

اغتنام الفرصة للاستفادة من الخدمات التي توفر الوقت:

في عالمنا سريع الخطى، أصبح الوقت سلعة ثمينة بشكل متزايد، لذا من المهم الشعور بوجود وقت كافٍ لممارسة أنشطة مفيدة. لذا، فإن الاستثمار في الخدمات التي توفر الوقت يعزز سعادتك بشكل كبير، من خلال تقليل التوتر، وتوفير ساعات للأنشطة التي تستمتعين بها حقاً.

ويمكنكِ التفكير في خيارات توفير الوقت التالية: خدمات توصيل الوجبات، وخدمات تنظيف المنزل، أو غسيل الملابس، والمساعدين الافتراضيين للمهام الإدارية، والدفع الآلي للفواتير، وتوصيل البقالة.

ممارسة الإنفاق الاجتماعي:

إن إحدى أكثر النتائج التي ستدهشكِ إنفاق المال على الآخرين، فهو يجلب المزيد من الفرح، مقارنة بالإنفاق على الذات، لأننا بحاجة فطرية للتواصل، وعندما ننفق المال لصالح الآخرين، فإننا نشعر بإحساس بالرضا يفوق المتعة العابرة للمشتريات التي تركز على الذات.

وتشمل طرق المشاركة في الإنفاق الاجتماعي: شراء هدايا مدروسة للأصدقاء والعائلة، والتبرع للجمعيات الخيرية التي تتوافق مع قيمك، ودعوة صديق لتناول وجبة أو تجربة، والمساهمة في مشاريع المجتمع أو جمع التبرعات.

الاستثمار في التعليم.. وبناء المهارات:

النمو الشخصي، والتعلم مدى الحياة، من المكونات الرئيسية للسعادة، لذلك فإن الاستثمار في التعليم، وفرص بناء المهارات، يعزز شعور الفرد بالكفاءة الذاتية، ويوفر مصدراً مستمراً للإنجاز والغرض.

لذا، فكري في الاستثمارات التعليمية، مثل: الدورات التدريبية عبر الإنترنت في الموضوعات التي تهمك، أو ورش العمل للتطوير المهني، أو برامج تعلم اللغة، أو فصول الفنون الإبداعية.