يحظى جناح «مركز السلوقي العربي»، المقام ضمن فعاليات «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية»، الذي تتواصل فعالياته حتى الثامن من شهر سبتمبر الحالي، في مركز «أدنيك» للمعارض بأبوظبي، باهتمام الزوار، وترقبهم كذلك لحضور «مسابقة جمال السلوقي»، التي يختتم المعرض بها فعاليات دورته الحادية والعشرين في يومه الأخير.

ويعتبر السلوقي جزءاً مهماً من تراث الصيد العربي والصقارة، إذ تنال سباقات ومزاينات الكلاب السلوقية إعجاب جمهور المعرض سنوياً، فمسابقات جمال ومزاينات السلوقي، التي بدأت منذ مئات السنين في شبه الجزيرة العربية، ما زالت مُستمرّة إلى يومنا هذا، فكلاب السلوقي تستطيع الركض بسرعة تصل إلى 75 كيلومتراً في الساعة، ويُمكنها الحفاظ على هذه السرعة لمسافة تصل إلى 3 أميال.

و«مركز السلوقي العربي» مؤسسة مُتخصصة في أبوظبي للعناية بكلاب الصيد، وهو أحد أبرز مشاريع «نادي صقاري الإمارات»، وتم افتتاحه عام 2001، كأوّل مركز من نوعه في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، بهدف إحياء تقاليد الصحراء، التي قامت إحدى أهم ركائزها على الصيد باستخدام الكلاب السلوقية.

ويهدف المركز، أيضاً، إلى حفظ السلالات الأصيلة لكلاب السلوقي، وتوفير مرجعية موثقة لها، وتزويد المُهتمّين بالمعرفة اللازمة عن هذه الرياضة العريقة، والسمات الفريدة للكلاب السلوقية، وكيفية الاهتمام بها.

ويقدم المركز، لزوار معرضه، مطبوعات بمعلومات موثقة، ومواد تعليمية أساسية، تتعلق بالسلوقي والخدمات المُتنوّعة التي يُقدّمها المركز، مُتيحاً لهم التفاعل المُباشر مع كلاب السلوقي، خلال فعاليات المعرض.

ويُحسب لـ«معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية» أنّه كان أولى الفعاليات التراثية في المنطقة العربية، التي احتفت بالصديق الوفي للإنسان، والذي رافقه منذ آلاف السنين، فكانت «مُسابقة جَمال السلوقي» ظاهرة فريدة من نوعها؛ لتعزيز الاهتمام بالسلالات الأصيلة من كلاب الصيد، وتعزيز علاقة الجيل الجديد بركائز تراث الأجداد.

ويختص «مركز السلوقي العربي» بتوفير أفضل سلالات كلاب الصيد العربية الأصيلة، لمن يرغب في اقتنائها، إضافة إلى إيلائها الاهتمام والرعاية، من حيث تربية السلوقي وتدريبه، والعناية الصحية به، وإكثاره، وزراعة الشرائح التعريفية، وكذلك تسجيل المواليد وإصدار جوازات السفر وشهادات النسب له، وأيضاً إجراء ترتيبات التنقل والسفر وفق القوانين المُعتمدة، سعياً للمحافظة على العادات والتقاليد المرتبطة بالصيد التراثي في إمارة أبوظبي.

والسلوقي نوع من كلاب الصيد، موطنه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، وقد أصبح الكلب الذي يمتاز برشاقته ومظهره الجميل، جزءاً مهماً من التراث العربي، ويشكل عنصراً مهماً في الحياة البيئية بمعظم دول الوطن العربي.

ويعتبر السلوقي من أسرع الحيوانات ذات الأربع قوائم، بعد الفهد الصياد، الذي تصل سرعته إلى 80 كم تقريباً، وهو أطول نفساً من الفهد، إذ إنه يجري لمسافات طويلة دون تعب، ويتحمل مشقة المطاردة في مختلف الظروف، ويساعده على ذلك احتفاظه بالسوائل في جسمه؛ لأنه لا يفقدها عن طريق العرق (لأن جلود الكلاب خالية من المسام الجلدية إلا القليل)، الذي يتبخر عن طريق اللسان، وذلك سر لهاثه الدائم في التعب والراحة.