كثيراً ما يقول الناس للشباب، الذين يعرفونهم من عائلات أصدقائهم وأقاربهم: «أنت تشبه والدك»، أو «أنت ذكية مثل أمك»، أو «تصرفاتك تدل على أنك تتعامل مثل أخوالك عند الغضب»، أو «أنك تعتنين بنظافة غرفتك مثل عمتك».

كل هذه التشبيهات، وغيرها، تدل على جينات وراثية تنتقل من جيل إلى آخر، وقد تصبح حجر زاوية في مسألة تقدم الفرد أو تأخره؛ بناءً على تأثره بجينات والدَيْه.

  • هل جينات الإنسان مسؤولة عن نجاحه وفشله؟.. العلم يجيب

تبين دراسة بحثية، قامت بها الدكتورة مارغريتا مالاشيني، والدكتورة أدريا أليغريني، من جامعة كوليدج لندن في المملكة المتحدة، أن الذكاء الطبيعي الوراثي، الذي يرثه الأبناء من والديهم عبر الجينات، لا يكفي وحده لتحقيق النجاح، بل يجب أن يرافقه سلوك الشخص ذاته، ومعرفة دوافعه الشخصية، وحماسه، حيث يجب أن يعي الآباء ضرورة تنشئة الطفل على العمل الذاتي في كل مناحي الحياة، وألا يركنوا فقط لفكرة أن أبناءهم أذكياء بالفطرة والوراثة والجينات.

ونشر موقع «MEDICAL EXPRESS»، البريطاني، نتائج الدراسة البحثية، التي تدعو إلى تعزيز مهارات الأطفال العملية، إلى جانب تنمية ذكاء الأطفال، بنفس الوقت، لتحقيق أعلى درجات النجاح والتوفيق المطلوبة.

وردت الدراسة سبب فشل البعض في تحقيقات درجات النجاح، رغم كونهم أذكياء، إلى عدم تلقيهم الممارسات اليومية الحياتية لمطلوبة، وعدم قدرتهم على توجيه أدمغتهم نحو الهدف الحقيقي للنجاح.

وتؤكد الدراسة أنه على الرغم من دور علم الوراثة في تشكيل المهارات غير المعرفية، وتأثيرها على التحصيل الأكاديمي لدى الطلاب، تم اكتشاف أن التأثيرات الجينية المرتبطة بالمهارات غير المعرفية، تصبح أكثر قدرة على التنبؤ بالإنجاز الأكاديمي على مدار سنوات الدراسة.

  • هل جينات الإنسان مسؤولة عن نجاحه وفشله؟.. العلم يجيب

وأشارت الدراسة إلى ضرورة إيلاء التركيبة العاطفية والسلوكية للأطفال، المتأثرة بالجينات والبيئة، أهمية كبيرة، كونها تلعب دوراً حاسماً في رحلتهم التعليمية، كما تساهم البيئة المحيطة بالأطفال في تهيئتهم وتنشئتهم، حيث تمت مقارنة أشقاء نشؤوا في ظروف بيئية مختلفة، رغم تحقيقهم مستوى الذكاء الجيني ذاته، حيث بدا واضحاً مدى تأثير البيئة في تقدمهم.

ويلاحظ أن الاعتراف بالدور الحاسم للمهارات غير المعرفية، يساعد المدارس على تطوير تدخلات مستهدفة لدعم التطور العاطفي والاجتماعي للطلاب، جنباً إلى جنب مع التعلم الأكاديمي، كون النظام التعليمي أساساً هو نظام تقليدي، قائم على التطور المعرفي، ومن الضروري توفير بيئة تعليمية أكثر شمولاً وفاعلية لجميع الطلاب.