كثيرة هي أسباب خجل الأطفال، وقد ينمو معهم خجلهم منذ نعومة أظافرهم، والسبب الرئيسي وراء ذلك الأهل، تحديداً!
في عصر السرعة ودخول التكنولوجيا، تغيرت كثيراً مفاهيم تربية الأبناء، عن الزمن الماضي، الذي كان به الأطفال ينمون بطريقة اجتماعية أشمل، حيث يختلطون مع باقي أبناء العائلة والجيران والأصدقاء، حيث كانت تجمعهم النشاطات الاجتماعية والزيارات العائلية وممارسة الألعاب في الحديثة، أو في الشارع القريب. لكن مع دخول عصر التكنولوجيا إلى حياة الناس، وانشغال الأبوين بأعمالهما طيلة اليوم، صار قسم كبير من الأطفال يفضلون الاختلاء بهواتفهم النقالة، وأجهزتهم اللوحية، وألعاب «البلايستيشن»، أكثر من ممارسة الألعاب والنشاطات البدنية مع أقرانهم، سواءً في المدرسة، أو النادي، أو الحديقة.
وكل الأسباب السابقة، وسواها، تدفع الطفل لينمو وحيداً، الأمر الذي يعيقه عن التعامل مع أقرانه، عند دخوله المدرسة، ومن الطبيعي أن يكون خجولاً عند الكلام أو التصرفات الطبيعية، وحتى قد يخجل إذا طلبت منه معلمته المشاركة بالصف في حل الدروس، خاصة إذا كان وحيد والدَيْه.
ومع بداية العام الدراسي الجديد، قد يكون اختلاط الأطفال مع أقرانهم في الصفوف الدراسية الحل الأنجع للتخلص، رويداً رويداً، من عادة الخجل، بالتعاون بين الأهالي والمعلمين. يقول خبراء الصحة النفسية، في موقع «مايو كلينك»، إن فهم مشاعر الطفل ورغباته، أول الحلول للتخلص من الخجل الزائد، وأن مخالطة الأطفال زملاءهم في المدرسة فرصة ذهبية للبناء عليها، لإطلاق العنان لمشاعرهم المخفية والمكبوتة.
ويشير خبراء الصحة النفسية إلى أن الخوف من ردات الفعل، المتمثلة في السخرية والرفض، قد يدفع الطفل إلى التزام الصمت، ما يعني أن على المرشد التربوي، بالتعاون مع المعلمين والمعلمات، تشجيع الطفل الخجول على المشاركة في الحديث، والمحاولة مرة تلو مرة إجابة الأسئلة حتى لو أخطأ مرات عدة، ليستطيع الطفل تدريجياً الوصول إلى حالة الاندماج الطبيعية.
ومن الملاحظات المهمة، التي يجب على الوالدين الانتباه لها، جعل الطفل يشعر بأنه محبوب، بغض النظر عما يقوم به من أفعال.
في هذه المرحلة يبدأ بها المعلمون إخراجه من قوقعة الخجل، ودمجه بمحيطه المدرسي التعليمي والأكاديمي، لأن ذلك مفيد في تطوير ثقته بنفسه، ومن الضروري عدم مقارنة الطفل بالآخرين، في أيِّ المراحل.
ومن أهم الأمور، التي تشجع الطفل على التخلص من خجله، دمجه مع مجموعات مشاركة كبيرة العدد، وأطفال لديهم نفس الاهتمامات الرياضية والمواهب، فدمج الطفل الخجول مع أقرانه الذين يفضلون ذات الاهتمام، سيشجعه على مشاركتهم الاهتمام نفسه، وتكوين علاقات صحية. ولا ننسى أن متابعة الطفل، هي الدافع الرئيسي لجعله يشعر باهتمام من حوله، في البيت والمدرسة.