يسعى «نادي صقاري الإمارات»، من خلال المشاريع والمبادرات التي ينفذها، إلى الحفاظ على الطيور الجارحة على مستوى العالم، لا سيما مع وجود واحد من كل خمسة أنواع من الطيور الجارحة مهدد بالانقراض.
ويعد «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة» أحد أهم هذه المشاريع الرائدة، التي يستعرضها النادي، خلال مشاركته البارزة في فعاليات «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية»، بدورته الحادية والعشرين، المقامة حالياً في مركز أدنيك - أبوظبي.
ومن أهم المبادرات، التي يستعرضها الصندوق أمام زوار المعرض، «مُبادرة الحدّ من صعق الطيور الجارحة بالكهرباء»، التي انطلقت في منغوليا الواقعة بآسيا الوسطى، باستخدام الصقر الحر المهدد بالانقراض كنموذج لجهود الحفظ الرائدة، التي ساعدت على حماية نحو 25 ألف طائر جارح من التعرّض للصعقات، التي كانت تؤدي إلى هلاك ما يقارب الـ4000 صقر حر سنوياً.
وتتمثل مهمة «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة» في ضمان حماية أنواع الطيور الجارحة في جميع أنحاء العالم، وازدهارها في مواطنها الطبيعية، حيث يعمل الصندوق على أربع ركائز أساسية؛ للحفاظ على البيئة، وهي: «الحفاظ على الأنواع»، و«البحث العلمي»، و«الشراكات العالمية»، و«تطوير القيادة في مجال الحفاظ على البيئة».
وبدأت مشاريع الصندوق الدولية من قضية ملحة، هي مشكلة الصعق الكهربائي لملايين الطيور سنوياً على خطوط توزيع الكهرباء ذات الجهد المنخفض، حيث تؤدي هذه الحوادث إلى نُفوق أعداد كبيرة من الطيور، وتتسبب أيضاً في انقطاع التيار الكهربائي، وتلف المُعدّات، والحرائق، ما يتسبب في خسائر مادية وأضرار بيئية كبيرة.
وعلى مدى السنوات الماضية، نجح «الصندوق» في عزل 30 ألف عمود؛ لتُصبح آمنة للطيور الجارحة، والطيور الأخرى في جميع أنحاء منغوليا.
ومن البرامج الأخرى، التي يُنفّذها الصندوق في منغوليا كذلك، إنشاء أعشاش اصطناعية للصقور بالأماكن التي يتوفر فيها الغذاء لها، ومنها القوارض الصغيرة ما يحُقق الحماية للمراعي والمحاصيل الزراعية من القوارض، من خلال الانقضاض عليها من قبل الصقور.
وبناء على النجاحات السابقة، يسعى «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة» إلى استخدام مشروع منغوليا نموذجاً إرشادياً، والدفع من أجل وضع مواصفات آمنة للطيور عند بناء خطوط الكهرباء، وجذب انتباه الممولين والجهات المعنية؛ لمعالجة مشكلة الصعق بالكهرباء على نطاق عالمي.
ويستعرض «نادي صقاري الإمارات»، عبر مشاركته في «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية»، أبرز مشاريعه، ومنها المعرض ذاته الذي ينظمه النادي، فضلاً عن «مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء»، و«مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة»، و«مركز السلوقي العربي بأبوظبي»، إضافة إلى مجلة «الصقّار».
وبإمكان زوار المعرض التعرف، كذلك، على مُبادرات تراثية وبيئية مُهمة، هي: «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة»، و«أرشيف الصقارة في الشرق الأوسط»، و«الاتحاد العالمي للصقارة والمُحافظة على الطيور الجارحة».