يخشى الكثيرون فكرة إصابة أطفالهم بمرض التوحد، لذا يأخذون في الحسبان ملاحظة تطور نمو أطفالهم العقلي منذ الأشهر الأولى، حيث يمكن تمييز الطفل المصاب من خلال مجموعة من الأعراض التي تظهر عليه، وأبرزها: الميل للوحدة، وعدم التواصل مع الآخرين، والاعتماد بشكل كلي على الإيماءات والإشارات، وعدم استخدام الكلام في التعامل، سواءً مع الوالدين أو المعلمين، فضلاً عن ردود الفعل غير المتوقعة، والعنيفة غالباً.

  • «توحد الأطفال».. بارقة أمل للقضاء على المرض المؤلم

ولخطورة المرض وتأثيره في صحة الطفل المصاب، دائماً تدعو منظمة الصحة العالمية الأهالي لمتابعة أطفالهم، وتقديم العلاج المبكر لهم، في ظل إصابة طفل من بين كل 100 طفل حول العالم بهذا المرض.

ويبدو أن العثور على علاج نهائي لهذا المرض المؤلم، قد بدأ يكبر مع تطور تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، التي بدأ الاعتماد عليها بصورة كبيرة خلال العامين الماضيين، إذ يشير تقرير نشرته، صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، إلى تحقيق تقدم في فهم أسباب الإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال، بعد أن طور باحثون أميركيون تقنية تكشف المرض، من خلال تحليل صور الرنين المغناطيسي للدماغ، اعتماداً على قراءات الذكاء الاصطناعي.

ويعتقد الباحثون، الذين نشروا نتيجة دراستهم المتأنية في مجلة «ساينس أدفانسز» العلمية، أنه يمكن تشخيص المرض في بداياته بنسبة 95%، مطلقين على أداة الاكتشاف الجديدة اسم «قياس الشكل القائم على النقل»، وهي تقوم برصد أي تغيرات تطرأ في حركة المواد الكيميائية بالدماغ، انطلاقاً من فحص الشيفرة الوراثية لكل طفل.

وبحسب الأطباء، تلعب التغيرات في الشفرة الوراثية، التي تعرف بـ«اختلافات عدد النسخ» (CNVs)، دوراً مهماً في ظهور أعراض التوحد، حيث تربط التقنية المكتشفة بين التغيرات الوراثية الجديدة والتغيرات الملحوظة في بنية الدماغ، مثل: حجم المناطق المختلفة، وطريقة تواصل الخلايا العصبية معاً، ويعتقدون أن هذا الاكتشاف يعني خطوة مهمة نحو فهم الآليات البيولوجية، التي تؤدي إلى ظهور التوحد.

  • «توحد الأطفال».. بارقة أمل للقضاء على المرض المؤلم

وعلى الرغم من عدم تحديد السبب المباشر لإصابة الأطفال بالتوحد، إلا أن هنالك أسباباً تقود إلى ذلك بحسب خبراء الصحة في موقع «مايو كلينك»، من أبرزها:

- نوع جنس طفلك: يعتبر الذكور الأكثر احتمالاً للإصابة باضطراب طيف التوحد، بحوالي أربع مرات من الإناث.

- التاريخ العائلي: العائلة التي لديها طفل واحد يعاني اضطراب طيف التوحد، أكثر عرضة لولادة طفلٍ آخر مصاب بالاضطراب.

- اضطرابات أخرى: بعض الأطفال الذين يعانون حالات طبية معينة، لديهم مخاطر أعلى للإصابة باضطراب طيف التوحد، أو أعراض مماثلة لأعراض هذا الاضطراب.

- الولادة قبل اكتمال فترة الحمل: قد يكون الأطفال المولودون قبل مرور 26 أسبوعاً على الحمل أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد.

- عمر الأبوين: قد تكون هناك صلة بين الأطفال المولودين لأبوين أكبر سناً، والإصابة باضطراب طيف التوحد، لكن ليست هناك أبحاث كافية تثبت ذلك.