تشكل «مدرسة محمد بن زايد للصقارة» جزءاً من الجهود المبذولة، الهادفة إلى تعميق التواصل بين الحاضر والماضي، وإحياء إنجازات الصقار الرائد على مستوى العالم، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونهجه الأصيل في المحافظة على هذه الرياضة، وتوريثها لأجيال المستقبل.
وبعد نجاح المواسم الثمانية السابقة، منذ تأسيسها عام 2016، في استقطاب راغبي تعلم هذا الفن، وتقاليد العيش في الصحراء، بدأت المدرسة التحضير لموسمها التاسع، عبر مشاركتها في الدورة الحادية والعشرين من «معرض أبوظبي للصيد والفروسية»، المقام حالياً، مُشرعة أبوابها للمشاركة في رحلة لا تُنسى، وتجربة تعليمية فريدة.
واستقطبت المدرسة، خلال ثمانية مواسم، 5039 طالباً من الجنسين، 2977 من الذكور، و2062 من الإناث، فضلاً عن تنظيم برامج خاصة جاذبة للسياح ولكبار الشخصيات، من ضيوف أبوظبي ودولة الإمارات؛ حتى غدت المدرسة، اليوم، وجهة تعليمية وثقافية وسياحية رئيسية في المنطقة.
واستعدت المدرسة، خلال فصل الصيف المنقضي، لموسم المقناص الجديد، حيث لا تزال تسجل الطلاب الراغبين بالمشاركة في الموسم الجديد، الذي سيقام في رماح ومنتجع تلال بمنطقة العين، نهاية شهر سبتمبر الحالي، حيث يتلقى المشاركون دروساً وورشاً تفاعلية، إضافة إلى تجربة التدريب العملي على الصقارة، بدءاً من إطلاق الصقور في البرية، وحتى اكتشاف الصحراء، وصناعة القهوة التقليدية.
كما يشمل الموسم التاسع، لـ«مدرسة محمد بن زايد للصقارة»، دروساً نظرية عن الصقور، والطرائد، والصيد المُستدام بالصقور، وجلسات عملية للصقارة، وفراسة الصحراء، وأنشطة مثيرة للزوار والسياح، وزيارات تعليمية للمدارس.
وتهدف المدرسة إلى زيادة الوعي بقيمة الصقارة؛ بوصفها تراثاً إنسانياً، وغرس المبادئ والممارسات الصحيحة لهذا التراث العربي الأصيل في النشء، بحسب تعريفها على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت.
ومن أهداف المدرسة، كذلك، نقل المبادئ والممارسات السليمة للصقارة العربية إلى الأجيال القادمة، وإبراز الطبيعة الفريدة للصقارة العربية في الإمارات العربية المتحدة، وشبه الجزيرة العربية، والعالم العربي محلياً وإقليمياً ودولياً، وترويج التقاليد المستدامة لها، فضلاً عن نشر مبادئها وأخلاقياتها دولياً عن طريق تدريب الصقارين من جميع أنحاء العالم، وتقديم التدريب للأجيال الشابة على المبادئ الأساسية والسليمة للصقارة العربية، بما في ذلك: تدريب الصقور، والصيد، والتغذية، والوقاية من الأمراض، والبيولوجيا والسلوك، وتعزيز الطبيعة التقليدية للصقارة، وتقديمها كواجهة تراثية وثقافية مهمة لأبوظبي.
وتسعى «مدرسة محمد بن زايد للصقارة»، كذلك، إلى دعم الجهود الدولية؛ للحفاظ على الصقارة كتراث إنساني حي، من خلال زيادة الوعي محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتثقيف الطلاب وتعريفهم بالتشريعات والسياسات المتعلقة بصون الصقارة واستدامتها، وإجراء البحوث والدراسات حول تراث الصقارة في العالم العربي، والحفاظ على أرشيفها، وتعزيز هذا التراث التاريخي في المحافل المحلية والإقليمية والدولية.