ينسب العديد من مرضى اضطرابات الجهاز الهضمي السبب إلى مادة الغلوتين، باعتبارها ثقيلة على المعدة، كما أنها قد تكون مؤذية بصورة مباشرة لمن يعانون «حساسية الدقيق».
والغلوتين، مركب بروتيني عبارة عن خليط من مادتَي: «الغلوتينين» (glutenin)، و«الغليادين» (gliadin)، وهي تشكل 80% من البروتين الموجود في بذرة القمح. ويعتبر «الغليادين» مسؤولاً عن أكثر الآثار الضارة للغلوتين. كما تحتوي جميع الحبوب تقريباً على الغلوتين، لكن ليست كلها ضارة، فالغلوتين الموجود في الذرة أو الأرز، على سبيل المثال، آمن لمرضى الداء البطني، و«حساسية الغلوتين».
وبحسب تقرير، نشره موقع «NEW ATLAS» الصحي، نجح فريق بحثي طبي من جامعة ماكماستر الكندية، في تحديد كيفية ومكان بداية استجابة الغلوتين.
وقال الباحثون: إن مرض الاضطرابات الهضمية يحدث مثل الاضطرابات المناعية الذاتية الأخرى، عندما يطلق الجسم، عن طريق الخطأ، استجابة مناعية ضد جزيء غير ضار، في هذه الحالة يكون المحفز هو الغلوتين، وهو بروتين موجود في العديد من الحبوب، ما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض غير السارة، والعلاج الوحيد هو اتباع نظام غذائي صارم.
وتوصل الباحثون إلى أن الغلوتين يؤدي إلى إصابة البعض بحساسية تجاه الدقيق، لكن الاضطرابات الهضمية قد تنشأ، أيضاً، بسبب قيام الخلايا الظهارية، الموجودة في جسم الإنسان، بإرسال إشارات أقوى إلى الخلايا المناعية، في ظل وجود «Pseudomonas aeruginosa»، وهو نوع من البكتيريا المسببة للأمراض، التي لا تشكل عادةً جزءًا صحيًا من الميكروبيوم البشري. لكن الدراسة البحثية أكدت أن الحل الوحيد لمكافحة اضطرابات الجهاز الهضمي، طبياً حتى الآن، هو التوقف عن تناول أي أطعمة يدخل بها الغلوتين، حتى التوصل إلى عقار بديل.
وقال رئيس فريق الباحثين في جامعة ماكماستر، الدكتور توهيد ديدار، إن الخلايا الظهارية، التي تشكل البطانة الداخلية للأمعاء العلوية، تستجيب للغلوتين من خلال تحفيز إطلاق خلايا (CD4 + T) بشكل نشط. وتساعد الخلايا الظهارية في تحفيز استجابة مناعية مفرطة النشاط، يتم الشعور بها كأعراض شائعة لمرض الاضطرابات الهضمية.
وينصح خبراء الصحة، في موقع «مايو كلينك»، بتجنب القمح والحبوب، عند اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، مع اختيار البدائل التي توفر العناصر المغذية للحمية الصحية، ويمكن اعتبار العديد من الأطعمة الخالية من الغلوتين بشكل طبيعي جزءًا من نظام غذائي صحي، وهي: الفواكه والخضروات، والبقوليات، والبذور، والخضروات، والمكسرات بأشكالها الطبيعية غير المعالجة، والبيض، والدجاج، والأسماك، واللحوم غير المعالجة الخالية من الدهون، إضافة إلى معظم منتجات مشتقات الحليب القليلة الدسم.