الدهون الذاتية، وما تحمله من خلايا جذعية، هي أقوى ما عرفته البشرية إلى الآن في حربها ضد علامات تقدم العمر. وهي بديل آمن للفيلر، وتخلصك تماماً من مشكلات، كنا نعتقد إلى زمن قريب، أنَّ لا حلَّ لها، مثل: التجاعيد، وآثار حب الشباب، والهالات الداكنة، وتشوهات الأنف، وتهدل الفكين.. «زهرة الخليج» تلقي بالضوء على الأنواع الثلاثة لعملية نقل الدهون، وهي: «الماكرو، والميكرو، والنانو»، والفرق بينها، والإيجابيات والسلبيات التي تنطوي عليها.
دفعت معاناة الهالات الداكنة أسفل العينين البعض إلى حقنها بالفيلر، لكن هذا الإجراء لا يناسب الكل، فقد تنجم عنه أضرار بالغة؛ نظراً لدقة تشريح المنطقة أسفل العينين، وسهولة انسداد مساراتها الليمفاوية، فتأتي النتيجة عكسية تماماً من حيث تكتل الفيلر، وإصابة هذه المنطقة الفائقة الحساسية بالانتفاخ المزمن، واحتباس السوائل فيها. والإقبال المحموم، الذي شهدته السنوات العشر الماضية على الفيلر، أدى إلى تفشي تلك الظاهرة، التي أطلقت عليها الأكاديمية الأميركية لجراحات الوجه التجميلية والترميمية اسم «Filler Fatigue»، والمقصود بذلك تراجع تأثير الفيلر بمرور الوقت بسبب الحقن المتكرر، واللجوء إلى إزالته، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع حقن أسفل العينين بالفيلر، بعد التحذيرات التي أطلقها أطباء التجميل بشأنه على نطاق واسع.
«ماكرو.. وميكرو.. ونانو»
هناك ثلاثة أنواع مختلفة من تقنيات نقل الدهون، تستخدم في الإجراءات التجميلية، هي: «الماكرو، والميكرو، والنانو». وتُستخدم، فـــــي المقام الأول، الدهون «الماكرو»، بجزئياتها الكبيرة الحجم؛ لحقن مواضع معينة من الجسم بغرض تكبيرها مثل الصدر، بعد أن يتم شفطها من مواضع مختلفة كالبطن، أو الأرداف. أما الدهون «النانوية»، أو المتناهية الصغر (النانو جزء من ألف مليون)، التي تتكون من دهون تمــــت معالجتها للتخلص مـــن أي خلايا دهنية حية بها، فتحولت إلى صــــورة سائلة، ما يعني أنها تفتقر إلى خصائص زيادة الحجم، فتكون مثالية لتجديد البشرة، وتحسين ملمسها. أما «المايكرو» أو المصغرة (المايكرو جزء من المليون)، فهي تحتوي على خلايا دهنية سليمة، تمت معالجتها لمنع أي تكتلات، وتُستخدم لزيادة حجم مناطق مثل الوجه، ما يساعد على الحد من ظهور التجاعيد، واستعادة الامتلاء الصحي.
«النانوفات.. والبلازما»
وللحصول على الدهون «النانوية»؛ تتم إزالة ألياف الدهون، التي تزيد من حجمها، ما يسمح للأطباء بتوجيه تركيز أعلى من الخلايا الجذعية، وعوامل النمو، والخلايا المحيطة بالأوعية الدموية، نحو تحفيز الأنسجة؛ لتكوين ألياف الكولاجين والإيلاستين، وتحسين جودة الجلد. كما تشكل الدهون «النانوية» علاجاً مساعداً، سواء بالجراحة أو من دونها، ويمكن دمجها مع الدهون «المايكرو»، وليزر ثاني أكسيد الكربون، وجهاز الوخز بالإبر الدقيقة، سواء التقليدي، أو الذي يعمل بترددات الراديو، والبلازما الغنية بالصفائح الدموية المشتقة من دم الحالة نفسها؛ للحصول على نتائج رائعة.
الإيجابيات.. والسلبيات
تتمثل إيجابيات حقن الوجه بالدهون في أنها لا تتطلب تخديراً كلياً أو فترة تعافٍ طويلة، ولا ينجم عنها أي خطر للإصابة بحساسية تجاه المادة المحقونة، كما أن تكلفتها مناسبة، ونتائجها طويلة الأمد، إضافة إلى أنه يمكن الحصول على الدهون، وتخزينها لفترة، ثم إعادة حقنها عند الحاجة. أما السلبيات، فهي احتمالية إصابة المنطقة التي يتم حقنها بالاحمرار والتورم، وربما التنميل والخدر، وظهور بعض الكدمات، والنزيف، بالنسبة للاتي يعانين ضعف الشعيرات الدموية، والأسوأ من ذلك عدم الشعور بالرضا التام عن النتيجة، التي قد تأتي مخيبة للآمال.
هؤلاء لا يناسبهن حقن الدهون
يجب أن تكون الصحة العامة للحالة جيدة، مع عدم معاناتها أي مشكلة صحية مزمنة، أو مناعية تتعلق بالجلد والأنسجة، وألا تكون ممن يواظبن على تناول مسيلات الدم كالأسبرين. وهذا الإجراء مثالي، للاتي يعانين تجاعيد بسيطة، أو آثار حب شباب قديمة، أو ندوب جروح صغيرة، أو ترهلاً جلدياً طفيفاً، أو يراودهن حلم إكساب الوجه استدارة أنثوية، بدلاً من ميله إلى الطول أو النحافة، وذلك بنفخ الخدود قليلاً. ويبقى أن الفحص الأولي، الذي يجريه الطبيب، هو المحدد الأساسي لمدى ملاءمة هذا الإجراء للحالة، كما أن الاستجابة تختلف من حالة إلى أخرى.