نشأت الشقيقات الليبيات: دانيه ومريم وآلا صويدق في سويسرا، وقد أسسن علامة «Kamushki» (كاموشكي) للمجوهرات، فقد ابتكر الثلاثي علامة تجارية، مستوحاة من نشأتهن المتعددة الثقافات، وحبهن المتأصل للمجوهرات. وقد تنقلت الأخوات الثلاث بين زيورخ ودبي وطرابلس، ما جعلهن يتمتعن بلمسة عالمية طبيعية في تصاميمهن الحديثة، التي تدمج مفاهيم العالم بسهولة. بعد دراستها تصميم المجوهرات بمعهد الأحجار الكريمة الأميركي في لندن، تتولى مريم الجانب التصميمي للعلامة التجارية، فتبتكر التصاميم المرحة، التي تشكل جوهر فلسفة «كاموشكي». وتخصصت دانيه في الإعلام والاتصالات، وتتولى إدارة العلاقات العامة. أما آلا، الحاصلة على شهادة جامعية في تسويق الأزياء، فتدير - بكل جدارة - قسمَي التسويق والمبيعات.. ولنعرف أكثر عن تجربة الشقيقات الثلاث، وإبداعاتهن؛ أجرينا معهن الحوار التالي:
ماذا عن نشأتكن، وكيف أَثْرَتْ نهجكن في تصميم المجوهرات؟
نحن أصلاً من ليبيا، لكننا ولدنا ونشأنا في سويسرا، وقد ساهم العيش بين لندن وزيوريخ ودبي، على مر السنين، في تشكيل نهجنا في التصميم بشكل كبير. بدأ الأمر برغبة في سرد قصص ثقافتنا الليبية، وأردنا التأكد من أن لكل قطعة في مجموعاتنا قصةً، يتردد صداها مع هوية علامتنا التجارية. إن مجموعتنا الأساسية هي «Wishbone» (السمكة)، التي تُعرف في ثقافتنا بأنها رمز للحماية، وقد أردنا أن تتواصل عميلاتنا مع نماذج أولية معينة من كل خلفية ثقافية عشناها، وكل بيئة مررنا بها.
ذكريات.. وإلهام
كيف ساهمت ذكرياتكن في تشكيل شغفكن بهذه الحرفة؟
من ذكرياتنا الأولى الذهاب إلى سوق الذهب مع والدتنا، وبالتحديد مريم، التي تشغل منصب رئيسة مصممي العلامة التجارية، فقد كانت ترافقها إلى الأسواق، ومعارض المجوهرات في جميع أنحاء العالم، من سوق الذهب في دبي، إلى معارض المجوهرات في آسيا، حيث بدأ كل شيء. كما أحببنا، أيضاً، ملابسنا التقليدية الليبية، خاصة القطع الذهبية المزينة برموز معينة تهدف إلى الحماية؛ فانجذبنا إلى هذه الرموز، وأردنا أن يعرفها العالم.
ما الذي ألهمكن مشروع «Kamushki Jewelry»، وماذا يعني اسم «Kamushki»؟
أردنا، دائماً، أن نفعل شيئاً معًا كأخوات، وكان بدء علامة تجارية للمجوهرات أمراً منطقياً تماماً. كان هدفنا إنشاء شيء يدوم إلى الأبد، شيء يمكن لعميلاتنا تقديره، والاعتزاز به؛ لأن قطعنا جزء من التاريخ، وتتميز برموز ترفع معنويات من ترتديها. كلمة «Kamushki» تعني الأحجار الكريمة باللغة الروسية؛ ولأننا ولدنا في الخارج، وتحديداً في سويسرا، فقد كان لدينا أصدقاء من خلفيات مختلفة، وقد انجذبنا بشكل خاص إلى الثقافة الروسية، حيث نشأ اسم العلامة.
كيف أثرت خلفيتكن المتعددة الثقافات في جماليات تصاميمكن؟
لقد أثرت تربيتنا، وسفرنا، في جميع تصاميمنا؛ لذلك أردنا أن نربط بين الثقافتين: الليبية والغربية؛ فمجوهراتنا ليست تقليدية بشكل كبير، وحديثة إلى حدٍّ ما. نريد أن تشعر عميلاتنا بأنهن، دائماً، مطلعات على أحدث الاتجاهات، مع الحفاظ على الجاذبية الكلاسيكية لقطعنا؛ فكل قطعة بمجموعاتنا وراءها قصةٌ ما، سواء «Wishbone»، أو «Ayat Al Kursi» أو «I Heart Me».
ما الخامات المفضلة لديكن، ولماذا؟
نعمل بشكل أساسي بالذهب عيار 18 قيراطاً، لكننا نحب استخدام المينا، والأحجار ذات الألوان المختلفة.
تصميم العلامة المميز «عظم السمكة»، متجذر بعمق في الثقافة الليبية، فما أهميته وما سبب اختياره؟
كان هدفنا أن يطلع العالم على الثقافة الليبية؛ فاخترنا دمج رموز معينة في قطع المجوهرات الخاصة بنا؛ لمشاركة هذه الثقافة؛ فالسمكة رمز مهم في ثقافتنا، وغالباً يتم ارتداؤها في المجوهرات، أو إهداؤها للمواليد الجدد.
كيف تدمجن القصص التراثية في تصاميم المجوهرات؟
يتماشى كل تصميم مع مصدر إلهامنا الأساسي، الذي يدور حول الثقافة والتقاليد، ونستخدم، دائماً، العناصر التي تجلب الحظ والتراث والتجارب الشخصية إلى تصاميمنا. على سبيل المثال، لا تتعلق مجموعة «I Heart Me» بالتراث فقط، بل تحتفي بحب الذات. لقد مررنا كلنا بتجارب مختلفة في النمو، وتنمية المزيد من حب الذات، وتركز هذه المجموعة على النمو الشخصي، وأن الحب يأتي من الداخل.
إدارة سلسة
كشقيقات.. كيف يتم توزيع الأدوار بينكن في إدارة «كاموشكي»؟
لكل منا دور تتميز فيه؛ فأنا (دانيه) أتولى العلاقات العامة والاتصالات؛ ومريم مسؤولة عن التصميم والعمليات؛ وآلا تدير التسويق والمبيعات. ورغم اختلاف الأدوار التي نؤديها، إلا أننا نتخذ القرارات بشكل جماعي في كل شيء، كبيراً أو صغيراً، لذلك تعد عملية الإدارة سلسة دائماً.
ما التحديات، التي تواجهكن كشقيقات أثناء العمل معاً، وكيف يتم التغلب عليها؟
من الطبيعي أن نواجه تحديات، خاصة كأخوات، لأن كل واحدة منا لديها آراؤها القوية؛ ولأننا شقيقات، فهناك رابط خاص يساعدنا في التغلب على أي تحدٍّ يواجهنا. على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بإنهاء التصاميم، تكون لمريم الكلمة الأخيرة؛ لأن هذا دورها، ونحن نحترم ذلك؛ فهناك تفاهم متبادل، ورابط لا يمكن كسره، ولا نريد طريقة أخرى للإدارة.
خلال الطفولة، كنتن تقضين فصول الصيف في مزرعة جدكن؛ فكيف ألهمتكن مجموعة «حدوة الحصان المحظوظة»؟
عندما كنا صغيرات، قضينا العديد من فصول الصيف في مزرعة جدنا، فقد كان لديه حوالي سبعة خيول جميلة، وكان لديه العديد من حدوات الخيول المعلقة في الإسطبل، وكان هناك شيء ما في شكلها يتحدث إلينا. علمنا جدنا الكثير عن خيوله، وأهمية العناية بالمزرعة، التي تعد جزءاً من تراثنا الليبي. وخلال سفرنا حول أوروبا، رأينا أيضاً «حدوة الحصان المحظوظة» في أماكن مختلفة، خاصة في إيطاليا؛ فهي المكان الذي قررنا فيه إنشاء هذه القطعة، التي تُعرف كذلك بأنها رمز للحظ والثروة، كما في المعتقدات القديمة بالأساطير اليونانية، والثقافات الأخرى.
«حدوة الحصان».. هل هناك أهمية شخصية يحملها لكنَّ هذا الرمز، ولماذا قمتنَّ باختياره ثيمةً لإحدى المجموعات؟
لطالما انجذبنا إلى «حدوة الحصان»، فهي رمز معروف في العديد من الثقافات. ومع ذلك، أردنا اللعب بالتصاميم، وخلط الذهب الأبيض والأصفر، وإضافة زخارف مختلفة، كالوردة التي ترمز إلى الحب والاحترام والإعجاب. وغالباً تتضمن المجوهرات الليبية التقليدية رموزاً عدة، أحدها «حدوة الحصان»، لأن لدينا ارتباطاً عميقاً بالحلي والرموز، وعندما نسافر نتعمق في ثقافات مختلفة؛ لاستكشاف رموزها، وكيفية ارتباطها بالتراث والثقافة، هذا التركيز من القيم الأساسية لـ«كاموشكي»، وكان ربط ذكرى مزرعة جدنا بمفهوم «حدوة الحصان المحظوظة» أمراً طبيعياً.
اكتشاف الذات
الألماس، والورود، والنجوم، والشمس.. كيف تعمل هذه العناصر على تعزيز رمزية الحظ والحماية في تصاميمكن؟
يرمز الألماس إلى الثروة والوفرة، وتمثل الوردة الحب والاحترام والإعجاب، وترمز النجوم إلى القوة، والشمس إلى التنوير. وكما ذكرنا من قبل، تتجذر قطعنا بعمق في الارتباط الروحي والحماية والحظ السعيد، ونحن نحب دمج هذه الرموز الصغيرة؛ لإضافة المزيد من القوة إلى قطعنا، والاستمرار في زخم الخير والحب والحماية.
كيف تتخيلنَ ارتداء السيدات هذه القطع مع مجوهرات «كاموشكي» الأخرى؟
تم تصميم قطعنا بحيث يمكن تكديسها، ونحن أيضاً نحب شراء المجوهرات التي تعجبنا من العلامات التجارية الأخرى؛ لذلك نضمن أن تحافظ تصاميمنا على جودة التكديس؛ فدائماً نستوحي من الطريقة التي ترتدي بها عميلاتنا مجوهراتهن، ويدمجنها في أسلوبهن الشخصي.
مريم.. ما الذي ألهمك مجموعة «I Heart Me»، وكيف تعكس رحلتك الشخصية؟
عام 2018، شرعت في رحلة اكتشاف الذات، وممارسات، مثل: دورات التأمل التجاوزي في سويسرا، وقراءة العديد من الكتب حول حب الذات؛ فأردت إنشاء مجموعة لـ«كاموشكي» تعمل كتذكير بحب الذات لجميع النساء؛ فهذا شيء ننساه غالباً، ونحتاج إلى التذكير به بانتظام؛ لذلك استوحينا قطعاً عدة من قصائد جلال الدين الرومي حول العثور على الذات والحب.
ما أهدافكن طويلة المدى لمجوهرات «كاموشكي»؟
مريم: هدفنا على المدى الطويل، بالنسبة لـ«Kamushki»، التوسع في أسواق جديدة؛ فنحن نريد أن تصل تصاميمنا القصصية من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق.
دانيه: لطالما ناقشنا توسيع نطاق علامتنا التجارية، واستكشاف اتجاهات أخرى، حيث يمكننا دمج تصاميمنا بخامات مختلفة؛ فلكل واحدة منا شغفها الخاص، ونريد استخدام «Kamushki» أداةً لاستكشافه.