سمعنا كثيراً عن أهمية أن يحظى المرء باحترام الذات!.. لذا، يمكن أن يتفق جميع الآباء والأمهات على رغبتهم في أن يتمتع أبناؤهم المراهقون بتقدير ذاتي صحي، الذي غالباً يكون هشاً خلال سنوات المراهقة.
ويتأثر احترام المراهقين لذواتهم بكل شيء، بدءاً من وسائل التواصل الاجتماعي، التي يتفاعلون معها، إلى نوعية مجموعات الأصدقاء التي يحيطون أنفسهم بها. وبالمثل، فإن كيفية أدائهم الأكاديمي، والأنشطة التي يشاركون فيها، وصحتهم العقلية بشكل عام، وما إذا كانوا قد عانوا إساءة أو صدمة، أو قد واجهوا أي أحداث مهمة في الحياة، يمكن أن تؤثر في احترامهم لذواتهم.
وإلى جانب كل ذلك، ورغم أنه قد يبدو غير واضح، إلا أن المراهقين يمكن أن يتأثروا، أيضاً، بوالديهم. لذلك نقدم، هنا، بعض النصائح؛ لبناء احترام الذات لدى المراهقين.
كوني حاضرة:
يقول الخبراء: إن أهم شيء يمكن للوالدين فعله؛ لبناء وحماية احترام الذات لدى أبنائهم المراهقين، هو أن يكونوا موجودين من أجلهم، وأن يحبوهم دون شروط، فعندما يعرف الابن أنه يستحق الحب، تكون لديه درع طبيعية ضد تلك القوى الخارجية، التي تقول إنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية. وفي حين أنه قد لا يستطيع الوالدان التأثير دائماً على احترام الذات لدى الأبناء المراهقين، لكنهم يمكن أن يؤثروا بعمق في شعورهم بقيمتهم الذاتية، وقد يكون احترام الذات شيئاً يشعرون به في اللحظة، لكن قيمة الذات شيء يحملونه مدى الحياة.
كوني قدوة لتقدير الذات الصحي:
كما اتضح، فإن كيفية قيام الآباء بنمذجة احترام الذات لدى الأبناء يؤثر، بشكل كبير، في كيفية تطوير المراهق لتقدير الذات، فلا يعيش الأطفال في فراغ، بل هم نتاج بيئتهم وعالمهم، وإذا كان أحد الوالدين يعاني نقص احترام الذات، فإن هذا الأمر يتم تقليده، ويكتسب الطفل أنماط التفكير والسلوكيات نفسها.
حافظي على التواصل مفتوحاً:
كوني منخرطةً بانتظام مع طفلكِ المراهق، واطرحي الأسئلة، وتأكدي من أنه يعرف أنه يمكنه إخبارك بأي شيء على الإطلاق، ولا تضغطي عليه، لكن تحققي منه بانتظام. وفي النهاية، إذا كنتِ تحاولين التواصل، فسيتحدث.
وعلّمي ابنكِ المراهق كيفية حل مشاكله بنفسه، ثم امنحيه الحرية للقيام بذلك. وامنحيه الأدوات اللازمة لحل المشكلات، ثم تراجعي للسماح له بالقيام بذلك، وعندما يتخذ خياراته بنفسه، ويشعر بالكفاءة في المواقف الاجتماعية والأكاديمية، سيشعر بتحسن تجاه نفسه. بالإضافة إلى ذلك، حاولي تعليمه أن الفشل جزء من الحياة، فكلما تعلم الأطفال كيفية التعامل معه بنجاح، كان ذلك أفضل لهم.
راقبي العلاقات الاجتماعية:
يشجع الخبراء على أن يكون الوالدان على دراية بأصدقاء أبنائهم المراهقين، ونوع العلاقات التي تربطهم، لكن دون الإفراط في المراقبة. لذا، ساعدي ابنكِ المراهق على معرفة السلوكيات الإشكالية إذا كانت موجودة، وأظهري له كيفية حل المشكلات، وأشيري إلى أنكِ لا تحبين الطريقة التي يعامله بها أحد الأشخاص، ثم احصلي على وجهة نظره بشأن ذلك.
كوني على دراية بوسائل التواصل الاجتماعي:
عندما نفكر في انخفاض احترام الذات، يشير الكثيرون منا، على الفور، إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك علاقة تربطهم. وفي حين يقول الخبراء إن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون إيجابية، خاصة عندما تسمح للأطفال الذين يشعرون بأنهم منبوذون بالتواصل مع الآخرين خارج مجتمعاتهم، إلا أنه مع ذلك، تبدأ هذه الوسائل في التأثير سلبًا في احترام المراهق لذاته، عندما تكون الرسالة هي أنك لست جيداً بما فيه الكفاية.
وبفضل انتشار الفلاتر والصور المعدلة بـ«الفوتوشوب»، يتعرض المراهقون - باستمرار - لموجة من صور الكمال، التي ليست حقيقية.
وقد يبدأ تقديرهم لذواتهم في التدهور؛ عندما لا يتمكنون من تحقيق هذه المثل العليا الزائفة، أو جمع عدد معين من الإعجابات، إذ إنه من الصعب عليهم معالجة هذا الكم الهائل من المعلومات، كونهم لا يتمتعون بالتطور العقلي، أو الخبرة الحياتية اللازمة.