شريفة الهاشمي: أستمد إلهامي من أناقة السيدة الإماراتية
تتطلع مصممة الأزياء، شريفة الشريف الهاشمي، إلى ترسيخ بصمة علامتها التجارية «ONORI» وشهرتها عالمياً، وتعزيز حضورها كمصممة إماراتية في عالم الأزياء؛ لتترك أثراً كبيراً، وبصمة واضحة. وتقدم الهاشمي لموسم الخريف والشتاء تصاميم عصرية جريئة وحيوية، بإلهامٍ من أشهر الشخصيات النسائية في الثقافة الشعبية، وحياتها الخاصة، وحقبة سبعينيات القرن الماضي، بلمساتٍ تعكس هوية علامتها المميزة.. في هذا الحوار، نكتشف المزيد عن هذه المصممة الواعدة، المنطلقة بقوة وإصرار في عالم الموضة، ونطلع على أدق تفاصيل أزيائها وخياطتها الراقية، وتفاعلها مع النساء المحيطات بها، وماذا تستلهم منهن، وغير ذلك الكثير:
ما القصة، التي ألهمتك اسم «العلامة»؟
يحمل اسم «ONORI» في جوهره معنى خاصاً بالنسبة لي، فهو يجسد التزامي بأداء أعمالي بكل حب وفخر، كما أنه بمثابة تكريم لأختي الراحلة، والاحتفاء بذكراها من خلال شغفي بالأزياء، وتصاميمي التي تعبر عن تقديري وحبي لها. وانطلاقاً من تخصص «العلامة» في تصميم أزياء الشارع والقطع العملية، كان الاسم المقترح لها هو «W/ Honor»، ومع اقتراب موعد انطلاقها، أدركت أن هذا الاسم لا ينسجم مع فلسفتي؛ لأنني أردت لعلامتي أن تعكس الملامح الأنثوية الراقية، ما دفعني إلى تسميتها بـ«ONORI» في نهاية المطاف.
مسيرة متطورة
ما الذي جذبكِ إلى عالم تصميم الأزياء، وكيف تطورت مسيرتك منذ إطلاق أول تشكيلة؟
أحببت عالم الأزياء منذ نعومة أظافري؛ بفضل نشأتي في عائلة تعمل بمجال الموضة، وحالفني الحظ بحضور عدد من عروض الأزياء، والاستمتاع بأجوائها. ورغم أنني اتخذت، في البداية، مسيرة مهنية تقليدية، تمثلت في دراسة «إدارة الأعمال»، ثم العمل في شركات مالية، إلا أنّ إطلاق «ONORI» منحني القوة؛ لأحقق حلماً لطالما سعيت إلى تحقيقه. بعدها تحوّل طموحي إلى مشروع حقيقي، أعيش من خلاله حلم طفولتي؛ لذا أعتقد أن الثقة بالنفس وبإمكاناتها، هي مفتاح النجاح. كما ساهمت مطالعة كتب التحفيز الذاتي، والكتب الملهمة، في تشكيل رؤيتي حول الطريقة التي سأطور بها «ONORI».
من السيدات، اللواتي استلهمتِ منهنَّ إطلاق تشكيلة موسم خريف وشتاء 2024؟
لطالما حرصت على إبداع قطع تتماشى مع ذوقي وتفضيلاتي، وتلهمني التصاميم التي أحبها، لا سيما من إطلالات أيقونات، مثل: Cher، وBrigitte Bardot. أما تشكيلة موسم خريف وشتاء 2024، فتضم تصاميم مزينة بقطع الكريستال، التي تعكس إطلالات Cher، في حين تجسد الخيارات المتألقة بالريش الملامح الأنثوية المميزة في شخصية Brigitte Bardot.
ما الدور، الذي تلعبه السيدات المقربات منكِ في تصاميمك؟
لطالما استوحيت تصاميمي من النساء الملهمات في حياتي، لا سيما اللواتي يتألقن بإطلالات فريدة. إن تصاميمي تعكس تأثيرهن الرائع في رؤيتي؛ فعلى سبيل المثال، تتمتع واحدة من صديقاتي بذوق أنثوي أنيق، ألهمني إبداع الألوان الناعمة في تصاميم التشكيلة الأخيرة، في حين استوحيت القطع الجريئة من أناقة صديقة أخرى، وجاذبية أزيائها. أما أختي «Sara»، فتفضل الألوان الهادئة والدافئة، مثل: البيج، والتدرجات الفاتحة، التي شكلت مصدراً لإلهامي ابتكار العديد من تصاميمي. كما أنني أقدّر آراء السيدات في حياتي، وتسرني مشاركة أفكارهن معي.
ما الطابع العام والتفاصيل الأساسية المميزة لتشكيلة موسم خريف وشتاء 2024؟
تشكل قطع الكريستال والريش والألوان المرحة والحيوية الطابع العام لتشكيلة موسم خريف وشتاء 2024، إذ استلهمت تفاصيلها من مجموعة أفلامي المفضلة، بما فيها: «Austin Powers». كما تجسد قطع الكريستال والألوان المرحة طابع كوبا؛ فتضفي على التصاميم لمسات استوائية رائعة، وأطلقت اسم «Jazz 70’s» على التشكيلة؛ بوصفها تجسيداً لجوهر سبعينيات القرن الماضي. وحرصت على إبداع كل قطعة بأسلوب يحتفي بمشاعر الفرح، ويضيف مزيداً من البهجة إلى إطلالات عاشقات الموضة.
نجاح لا ينتهي
حدثينا عن الأقمشة، والخامات، والتقنيات المستخدمة في تصميم التشكيلة!
تتألق تصاميم التشكيلة بطابع تقليدي عتيق، وخطوط أنيقة مبتكرة من قماش «الليكرا الكريستالي»، المتميز بقابليته للتمدد؛ ليلائم شكل الجسم، ويبرز جمال الملامح الأنثوية. ويعكس قماش «الكريستال» الضوء من مختلف الجوانب، ما يمنح التصميم ألواناً متغيرة، ولمسات متلألئة. كذلك، استخدمت قماش الساتان، وتفاصيل من الريش؛ لأن الساتان ينفرد بملمسه الناعم واللامع؛ فيضيف لمسة عصرية أنيقة إلى أي قطعة، ويتكامل مع الريش المفعم بالمرح، ما يجسد الأجواء الحيوية التي كانت سائدة خلال سبعينيات القرن الماضي.
ماذا يعني النجاح بالنسبة لكِ؟
لا يقتصر النجاح على الوصول إلى هدف محدد، وإنما يتجلى في التمتع بالإصرار، والتماس التقدّم، خلال جميع مراحل التصميم، وفي جميع التفاصيل والتحسينات، فعندما يكتمل تصميم القطع وفق أعلى مستويات الإتقان والمهارة الحرفية؛ أشعر بإنجاز وانتصار حقيقيين. كما أتطلع إلى ترسيخ بصمة «ONORI» وشهرتها عالمياً، وتعزيز حضوري في عالم الأزياء؛ بصفتي مصممة إماراتية، تترك أثراً لا يخبو.
ما العلامات المعاصرة، التي تفضلينها في قطاع الأزياء؟
من أبرز العلامات، التي أحبها وأفضل التسوق منها: «Love & Lemons، وAje، وAcler»، بالإضافة إلى «C/MEO COLLECTIVE».
كيف تقاربين الثقافة والتراث الإماراتيين في تصاميمك؟
أستمد إلهامي من أناقة السيدة الإماراتية، الأمر الذي ينعكس بوضوح من خلال الخطوط والتفاصيل المبتكرة في تصاميمي، كما أعتمد العناصر التقليدية، التي تحتفي بالثقافة الإماراتية، مثل: قطع اللؤلؤ، والكريستال؛ لتضفي المزيد من الألق والفخامة على القطع.
كيف تساهم الأزياء في تمكين السيدات؟
تلعب الأزياء دوراً بارزاً في تمكين السيدات، من خلال تعزيز ثقتهن بأنفسهن، بأسلوب يعكس شخصيتهن الفريدة، وهويتهن الخاصة. وتتمتع السيدات في فريق عمل «ONORI» بشغف كبير تجاه العلامة وتصاميمها المميزة، إذ أحرص على إبداع قطع تحتفي بجمال المرأة، وقوة شخصيتها. كما يتمثل هدفي في تمكين السيدات، والارتقاء بهن، من خلال ابتكار تصاميم تجمع بين الأسلوب الشخصي، وإطلالات السيدات الملهمات في حياتي.
بين جانبين
هل يمكنك مشاركة تجربة، أو لحظة مميزة، اختبرتها في مسيرتك المهنية؟
شعرت بفرحة غامرة؛ عندما صورنا تشكيلة «Iconic 60’ s» لموسم ربيع وصيف، ونشرناها للمرة الأولى في الصحافة. كما كان حضور والدي افتتاح أول متجر مؤقت للعلامة لحظة لا تنسى، بالإضافة إلى المرة الأولى التي عرضنا فيها تشكيلة للعلامة في صالة عرض الأزياء، خلال أسبوع الموضة في باريس.
كيف وفقتِ بين الجانبين الإبداعي والعملي في إدارة علامة «ONORI»؟
شخصياً، أرى أن تحقيق الموازنة بين الجانبين الإبداعي والعملي رحلة تعلم مستمرة. وتستحوذ العناصر الإبداعية والتجربة في عملية التصميم على جزء كبير من اهتمامي، إلّا أنه يتوجب عليَّ التركيز على الجوانب العملية، مثل: المبيعات، وفهم احتياج العميلات. كما أحرص على العثور على طريقة مبتكرة؛ لأعيد استخدام القطع التي لا تحقق رواجاً في السوق، بدل التخلص منها. فالتحديات جزء من الرحلة، وأسعى، دوماً، إلى تخطيها وإنجاز العمل.
كيف تتصورين مسيرة تطور علامتكِ، خلال الأعوام القادمة؟
أتوقع أن تحقق «ONORI» نجاحاً واسع النطاق خلال السنوات القادمة؛ لتصبح علامة مفضلة لدى عاشقات الأزياء، فنتطلع إلى توفير مختلف القطع الأساسية والأزياء العملية، إضافة إلى فساتين السهرات الأنيقة، ما يتيح للسيدات التألق بأجمل الإطلالات في مختلف الأوقات والمناسبات. وأطمح إلى إرساء مكانة رائدة للعلامة في جميع مجالات الأزياء؛ لتلبية احتياجات السيدات كافة.
ما هواياتك خارج نطاق الأزياء؟
أحب السفر، لكن مؤخراً أجد صعوبة في إيجاد وقت له، بسبب التزامي بعملين، لكنني أعشق ممارسة البيلاتس، والتمارين الرياضية. وخلاف ذلك، أقوم غالباً بالأعمال الحسابية، والأمور المتعلقة بإدارة الأمور المالية للعلامة.
ما نصيحتكِ لمصممي الأزياء الجدد في المنطقة؟
أنصح مصممي الأزياء باصطحاب دفترٍ معهم في جميع الأوقات؛ لتوثيق الأفكار الملهمة، وذلك بدقة الملاحظة، والاعتماد على الخبرات؛ لابتكار تصاميم متميزة. وأنصحهم بالسعي إلى مواجهة التحديات، التي تشكل جزءاً كبيراً من مسيرة النجاح، وتشجع المصممين على الالتزام والمثابرة؛ لتحقيق مزيد من التطور والإنجاز. ويكمن السر في الإصرار على تحقيق الأهداف في تحويل العقبات إلى فرص؛ لابتكار أجمل التصاميم.