إذا كان طريقٌ ما أفضل من آخر، فتأكد أنه الطريق نحو الطبيعة، ولأنها أجمل الطرق، يبقى السؤال: أين نقضي الإجازة، أو شهر العسل، ولماذا تتجه العيون إلى جزر المالديف؟
وهل هناك أجمل من اختيار المالديف، التي تشكل حلماً حقيقياً لقضاء إجازة برفقة أفراد العائلة، أو بصحبة الأصدقاء، في فضاء زرقة الماء الفيروزي، وأناقة تصاميم الشاليهات، وكل أجواء الرفاهية، التي تجدد الرّوح، وتمنح كل زائر طاقة لا تنتهي من الجمال!.. يكفي أن يعيش السائح أجواء الحياة البحرية، ويطلع على المهن اليدوية، وصناعة القوارب، وأطواق الصدف، والأهم الاقتراب من الماء أحد أهم عناصر الحياة والطبيعة، وهذا المدى من الشجر والطرقات والزرقة اللامتناهية، التي تصل البحر بسماء الأحلام.
جزر المالديف
جزر المالديف من الوجهات، التي تفتح أمامنا أبواب الهدوء والحلم، وتعيدنا إلى المشي والسباحة والرياضات البحرية. حينما نقول: «المالديف»؛ تقف صور الجزر والشواطئ وأوقات الاستجمام، وشجر جوز الهند، ويكفي أن نعرف أن «أرخبيل المالديف» يتكوّن من 1192 جزيرة، من أفضل وجهات السياحة في آسيا، وبين هذا العدد تقف سلسلة جزر مرجانية، تتألف من 26 جزيرة، تقع في قلب المحيط الهندي، وتحدّها الهند وسريلانكا من الجهة الجنوبية الغربية، وبجنوبها يمرّ خط الاستواء، الذي يعيدنا إلى جمال الغابات، ويكفي أن نعرف في هذه الرحلة أنّ مدينة «ماليه» أكبر مدن البلاد، وعاصمة المالديف، وفيها أكبر مطار يستقبل الزوار طيلة العام، إلى جانب مطارات أخرى. لهذا ليس غريباً، أبداً، أنها إحدى أروع الوجهات لقضاء إجازة لا تنسى، ففيها تتعدد الخيارات لقضاء رحلة رائعة بعيداً عن كلّ ضغوط الحياة، وهو ما ندعوكم إلى اختباره في جزيرة «ميلايدو» (Milaidhoo).
جوهرة النقاء
تبعد جزيرة ميلايدو حوالي 30 دقيقة عن العاصمة «ماليه»، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر رحلة طائرة بحرية من مطار ماليه الدولي، أو رحلة بالقارب السريع. و«ميلايدو» جزيرة نقيّة، ومتجذرة في تقاليد الجزر المحلية بالمالديف، ويظهر ذلك من خلال وسائل الراحة المعاصرة، والاهتمام الدقيق بالتفاصيل في جو مريح وآسر؛ فالخدمة هناك نموذجية، والعناية غامرة، في محيط طبيعي عنوانه البساطة.
قصة جزيرة صغيرة
بدأت قصة جزيرة ميلايدو الصغيرة، التي تبلغ مساحتها 5.4 هكتارات، عندما كانت بقعة خصبة وخالية من السكان. لكن عند اكتشافها، عُرفت بأنها جزيرة سرية ذات شواطئ رملية بيضاء، تقع في بحيرة محيطية، تعج بالحياة البحرية، وتحيط بها شعاب مرجانية مزدهرة. وعندما أتيحت الفرصة؛ لإنشاء أماكن إقامة للضيوف؛ كانت لدى العائلة المالديفية، التي تمتلك «ميلايدو» رؤية حول منتجع جزيرة من الفخامة والراحة، لتحويل هذا المكان إلى جزيرة سياحية، مصممة من مواد عضوية من البيئة، وبطريقة ساحرة.. من المفروشات، وحتى الأرضية الخشبية الطبيعية والأسقف، التي صُنعت كلها على أيدي حرفيين محليين.
وتشتمل «ميلايدو» على صفات نادرة من حيث البساطة، والأسلوب الطبيعي، واحترام المحيط البيئي، فالمساحة والعيش في الهواء الطلق شرطان أساسيان يقومان على ترجمة التراث المحلي بأسلوب معاصر.
وتلهم الجزيرة ضيوفها حبّ الطبيعة، ليستمتعوا بحياة خالية من الهموم، وليشعروا فعلاً بالانتماء إلى ذلك العالم الساحر.
منتجع فاخر
يضمّ منتجع الجزيرة الفاخر 50 فيلا وشقة، مع مسبح خاص على الطراز المالديفي، لتمنح بتصميمها الخاص الراحة، وهناك يمكنك ممارسة الكثير من الأنشطة، منها: علاجات السبا فوق المياه، ودروس اليوغا عند شروق الشمس، ورحلات الغطس لمشاهدة الشعاب المرجانية الرائعة، إلى جانب الصيد ورحلات مشاهدة الدلافين.
رقصة الأسماك
من أهم ما تقدمه هذه الجزيرة هو درس الطبيعة في الحفاظ على كائناتها، فالسباحة بجوار أسماك «المانتا» في خليج «هانيفار»، الذي يقع في قلب محمية «اليونسكو» الحيوية، تجربة ساحرة، فبينما تسبحون مع هذه المخلوقات العملاقة اللطيفة برشاقة في المياه النقية كالكريستال، يمكنكم مشاهدة هذا الجمال عن قرب، لتعيشوا لحظات تترك أثراً عميقاً في النفس، وذكريات تبقى في الذاكرة إلى الأبد.
وفي هذه التجربة، يُمكنكم اكتشاف أعماق البحار، وأعماقكم، بالسباحة مع أسماك «المانتا»، والعثور على السكينة بداخلكم.
وجبات لذيذة
يشكل الطعام جزءًا ممتعًا من الرحلة، فهناك ثلاثة مطاعم عالمية المستوى، أحدها مطعم «باتيلي»، الذي يعكس تراث الجزر الفريد. وقد تمّ بناؤه على شكل ثلاثة قوارب تقليدية، على أعمدة فوق البحيرة، ويقدم وجبات مبتكرة ولذيذة، مُغرقة في التقاليد المالديفية، فكلّ طبق مستوحى من الأطباق المفضّلة في تاريخ «درب التوابل» البحري القديم.