سنوات زاخرة بالعطاء، شرعت المملكة العربية السعودية، خلالها، أبواب الفرص أمام المرأة؛ للظفر بما يوائم الطموحات، ويرقى إلى التوقعات. وبلا حواجز أو معوقات، قدمت المملكة إلى بناتها الطالبات العديد من المنح الدراسية، وأَثْرت خبراتهن المعرفية بتخصصات حديثة ونوعية، فتولين المناصب الرفيعة، وتحلين بالمسؤولية في مختلف المؤسسات، فأبدعن علماً وعملاً. وعلى وقع الإنجازات والنجاحات، تحتفل مجلة «زهرة الخليج» باليوم الوطني الـ94 للمملكة العربية السعودية، مع الدكتورة إخلاص عبدالعزيز سندي، الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز، ووكيل كلية البترجي الطبية للعلوم والتكنولوجيا، التي تعتبر نموذجاً رائداً يعكس قوة المرأة السعودية في القطاع الأكاديمي، إذ برزت كقائدة في مجال التعليم، وباحثة وناشطة مجتمعية تسعى إلى تمكين الأفراد، وإحداث تأثير إيجابي في المجتمع.. في هذا الحوار:
كيف بدأت مسيرتك الطموحة نحو الإنجازات الأكاديمية؟
منذ طفولتي، كنت أحلم بترك بصمة إيجابية باسم المرأة السعودية. وبمرور السنوات، حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة. وبفضل دعم القيادة الرشيدة، حصلت على منحة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي إلى مدينة بريزبن الأسترالية. بعدها، بدأت مرحلة الماجستير في تخصص الجينات الوراثية بجامعة كوينزلاند بأستراليا، ثم قررت أن أكمل دراستي للحصول على درجة الدكتوراه في تخصص الجينات الوراثية الطبية، وركزت على مرض الزهايمر، والبحث عن حلول ومؤشرات حيوية؛ لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة وتحليله. وقد أهلني اجتهادي البحثي لنيل جائزة الملحق الثقافي السعودي بأستراليا للتميز البحثي.
مهارات حياتية
هل أثرت تجربتك بالخارج في تطوير مهاراتك الشخصية، والقيادية؟
الإقامة في بريزبن، لأكثر من عشر سنوات، زودتني ليس فقط بالدرجات العلمية، بل أيضاً بمهارات حياتية، مثل: اتخاذ القرارات، والتكيف مع الثقافات المختلفة، والتواصل الفعال، وإدارة الوقت. بالإضافة إلى ذلك، تعلمت مهارة التفكير النقدي وحل المشكلات، وأتقنت التفكير الإبداعي من خلال البحث العلمي، فهذه التجربة علمتني أن المثابرة أساس النجاح.
ماذا حدث بعد عودتك إلى المملكة؟
بعد عودتي، جاء دوري لرد الجميل إلى وطننا الغالي؛ فالتحقت بجامعة الملك عبدالعزيز عضو هيئة تدريس بشعبة «التقنية الحيوية». ومن هنا، تمت الاستعانة بخبراتي في كلية البترجي الطبية؛ لأكون عضو هيئة تدريس، ووكيلاً لشؤون الطلاب بالكلية، ومدير وحدة الأبحاث؛ لاهتمامي الكبير بالبحث العلمي في تخصص الجينات الوراثية، لأن لديَّ أكثر من 40 بحثاً علمياً في مجلات مرموقة.
نشاطاتك المجتمعية تعكس رغبتك في خدمة المجتمع، وترك أثر إيجابي لدى أفراده.. ما أبرز مساهماتك في هذا الجانب؟
أشعر بالمسؤولية المجتمعية منذ الصغر، لكنني لم أتمكن من تفعيل دوري، إلا عندما عدت بعد غربة طويلة، فشاركت ونظمت أكثر من 150 فعالية تثقيفية، تخدم المجتمع، في: الجامعات، والمستشفيات، والمراكز التجارية، ودور الرعاية المختلفة.
تطور إيجابي
كيف ترين حضور المرأة السعودية في مجال التدريس الجامعي؟
لا شك في أنه أصبح أكثر وضوحاً وتأثيراً خلال السنوات الأخيرة. وهذا التطور الإيجابي يعكس التقدم الكبير لتمكين المرأة السعودية، فهناك تزايد مستمر في عدد النساء اللواتي يشغلن مناصب أكاديمية بالجامعات السعودية، كعضوات هيئة تدريس وباحثات. كما تزايد عدد النساء السعوديات، اللواتي حصلن على درجات علمية عالية من جامعات مرموقة محلياً ودولياً، فقدمن إسهامات متميزة في الأبحاث العلمية والنشر الأكاديمي، ما عزز سمعة الجامعات السعودية عالمياً. وكذلك، شغلت المرأة السعودية مناصب إدارية عليا في الجامعات، واستطاعت - باقتدار - صنع القرارات، وتوجيه السياسات الأكاديمية.
ماذا عن دور العائلة في مسيرة نجاحك؟
كان دور والدي، رجل الأعمال السعودي عبدالعزيز سندي، رحمه الله، دائماً مصدر إلهامي في رحلتي نحو النجاح. فقد تعلمت منه قيم العمل الجاد والإصرار والتفاني في تحقيق الأهداف. فرؤيته الواسعة، وآماله الكبيرة لمستقبلي، كانت القوة الدافعة وراء كل إنجازاتي؛ لأن كل نجاح حققته انعكاس لتوجيهاته الحكيمة، التي ستظل عالقة بذهني إلى الأبد، وكل نجاح أحققه هو إهداء له؛ ليفتخر به، كما أفتخر دائماً بكوني ابنته.
ما تطلعاتك المستقبلية؟
أطمح أن أكون قوة دافعة للإبداع والابتكار في مجالات ريادة الأعمال، وأن أساهم بفاعلية في تعزيز وتطوير المجتمع. كما أحلم بأن أكون نموذجاً ملهماً لتمكين المرأة السعودية، ومثالاً يحتذى في تحقيق النجاح، والإسهام في دفع عجلة التنمية الوطنية.
بمناسبة اليوم الوطني السعودي، ما تقييمك لدور المرأة السعودية حالياً؟
أشعر بفخر كبير بما حققته المرأة السعودية، التي تولت مناصب قيادية وأكاديمية وإدارية، وأثبتت أنها شريك أساسي في بناء الوطن.