إسماعيل الشريف: النجاح يُصنع ولا يُمنح
استقى إسماعيل الشريف إلهامه من نجاح دولة الإمارات، موطن ريادة الأعمال والأحلام المتجددة، بعدما عبر الشاب الإماراتي بوابة المشاريع التجارية بعلامات رائدة في مجال المطاعم والضيافة، ليقدم نموذجاً مضيئاً لطاقات الشباب الهائلة، وعقولهم النيرة.. في هذا الحوار مع مجلة «زهرة الخليج»، يروي إسماعيل قصة نجاحه، بدايةً من خلفيته المهنية في القطاع الحكومي، وحتى تأسيسه مشاريع تجارية ناجحة:
في بداية مسيرتك العملية، قدمت مساهمات واسعة بقطاع الخدمات الحكومية.. حدثنا عن هذه الفترة من حياتك!
عملت بالقطاع الحكومي لأكثر من 14 عاماً، فقد بدأت حياتي المهنية بالقطاع المصرفي بعد حصولي على شهادة البكالوريوس في إدارة المالية والاستثمار من الولايات المتحدة الأميركية، ثم حصلت على درجة الماجستير في السياسة العامة من المملكة المتحدة. خلال فترة عملي، اكتسبت العديد من الخبرات، وتعلمت أهمية التطور المستمر عن طريق الاحتكاك بالشخصيات الملهمة في القطاع الحكومي، والاهتمام بالتفاصيل. لقد ساعدتني هذه العقلية على التنقل والنجاح، وتجاوز التحديات، خاصةً مع الدعم والتشجيع اللذين تقدمهما القيادة الرشيدة في الإمارات إلى شباب الوطن.
لمسات إماراتية
عالم ريادة الأعمال جانب آخر من قصة نجاحك.. متى بدأتْ شرارة شغفك بهذا المجال؟
بدأت شرارة شغفي بريادة الأعمال خلال المرحلة الجامعية، فرغم انشغالي بالدراسة، إلا أنني كنت دائمًا أفكر في كيفية الدخول إلى هذا العالم. حينها نشأت فكرة مشروع «Moylo’s» للبرغر، الذي يهدف إلى تقديم أطباق عالمية بلمسات إماراتية. وكان هذا المشروع نقطة انطلاقي في عالم ريادة الأعمال.
كيف طورت تجربتك في مجال الضيافة؟
بعد نجاح مشروعي الأول، تحمست لافتتاح مشروعي الثاني مطعم «Around The Block»، الذي حقق نجاحاً واسعاً، مع فروع امتدت عبر مواقع استراتيجية في الدولة، ثم طورت الفكرة، وأطلقت مطعماً مزدوجاً، يضم: مطعم «Around The Block» نهاراً، ومطعم «Tōri» للطعام الياباني ليلاً، ومنها إلى افتتاح مطعم «51»، الذي يقدم مزيجاً نابضاً من التوابل اليابانية في جنوب شرق آسيا، إلى أن افتتحت مشروع «Room 1618» للحلويات والمعجنات على الطراز الكلاسيكي، فأضاف جوهرة أخرى إلى مجموعة مشاريعي.
عائلتك لديها تاريخ حافل بريادة الأعمال، وقد انضممت مؤخرًا إلى الشركة العائلية.. ماذا يعني لك هذا؟
منذ صغري، كنت أرى روعة الطبيعة الديناميكية للأعمال التجارية؛ لأنها تبقيك نشيطاً ومتفاعلاً، وتبحث دائماً عن فرص جديدة، وأصبح البحث المستمر عن النمو والتحسين جزءاً لا يتجزأ من هويتي. تتمتع شركتنا العائلية «مجموعة شركات فرزانة التجارية» بمكانة بارزة، كواحدة من الشركات الرائدة في مجال استيراد وتصدير وتوزيع الفواكه والخضروات والمواد الغذائية الأخرى. لقد ألهمني هذا الإرث، وحجم عملياتنا دائماً، فازدادت رغبتي بالمساهمة في نجاحها ونموها المستمر، وعندما تم تعييني نائباً لرئيس مجلس الإدارة، شعرت بأن هذا تكليف كبير، ومسؤولية عظيمة؛ لتعزيز مكانة الشركة في السوق، والمساهمة في استمرار نجاحها.
الأفضل عالمياً
هل تمكنت العلامات التجارية الإماراتية من النجاح، في ظل المنافسة الكبيرة؟
العلامات التجارية الإماراتية وضعت معايير عالية في الخارج، وهذا يجعلنا جميعًا نشعر بالفخر؛ فنجاح هذه العلامات ليس فقط دليلًا على نجاحها الخاص، بل هو أيضًا شهادة على إنجازات مواطني دولة الإمارات. ويدفعنا هذا النجاح، دائمًا، إلى السعي لتحقيق التميز، وأن نكون الأفضل عالميًا.
حققت نجاحات كبيرة في سن صغيرة، ونلت جوائز عدة، تقديرًا لأفكارك المبتكرة.. ما وصفة نجاحك للجيل الجديد؟
ريادة الأعمال محرك الابتكار والنمو الاقتصادي. ويتعلق الأمر بتحويل الأفكار إلى واقع، وإيجاد الفرص، وإحداث تأثير إيجابي في المجتمع؛ فإذا كان لديك حلم، فاتبعه بشغف وتفانٍ ومرونة. وتذكر أن كل عمل ناجح يبدأ بخطوة واحدة. ويمكن أن تُعزى أسباب نجاحي إلى الشغف والتفاني والعمل الجاد والاهتمام بالتفاصيل. لقد أمضيت عدداً لا يحصى من الليالي في التركيز على الجوانب الدقيقة لعملي؛ للتأكد من أن كل شيء يتوافق تماماً مع رؤيتي. كذلك، كان تخصيص بعض الوقت لنفسي للتفكير، وتحويل شغفي إلى خطط قابلة للتنفيذ وجداول زمنية جيدة التنظيم، أمراً بالغ الأهمية، أتاح لي الوقت لوضع استراتيجية العمل، والتأكد من أن كل خطوة متوافقة مع أهدافي. كذلك وجود الفريق المناسب ضروري جداً؛ ليشاركني رؤيتي، ويكون قادراً على إنشاء وتنفيذ خطط وخرائط طريق تفصيلية، فنادراً ما يأتي النجاح برحلة فردية. بشكل عام، نجاحي مزيج من الدافع الشخصي، والتخطيط الاستراتيجي، وفريق داعم يعمل على تحقيق الأهداف المشتركة.
ما رسالتك إلى أقرانك من شباب الإمارات؟
كشاب إماراتي يعيش في دولة الإمارات النابضة بالحياة، أرى أن الأحلام حاضرة دائماً. خلال دراستي في الخارج، كلما عدت لقضاء إجازة، كنت أشاهد تطورات جديدة وملموسة في وطني. لقد ألهمتني الروح الطموحة لدولة الإمارات باستمرار، ما دفعني إلى فكرة مفادها: «يجب أن أفعل شيئاً مهماً.. لنفسي، ولمجتمعي». وبعد تكريس الكثير من الوقت والجهد، تمكنت من تحقيق جزء بسيط من طموحاتي الكبرى؛ لذلك رسالتي إلى أي شاب، هي: «لا تفكر أبداً في التوقف عن السعي؛ فهناك دائماً حل وطريق للنجاح؛ طالما كان هناك عمل جاد، وإخلاص، والتزام».