هل سبق أن قابلت شخصاً تشعر بأنه يملك خارطة واضحة لكل خطوة في حياته؟.. شخصاً يحاول أن يُبعد أثر الصدفة، ويتعامل مع التفاصيل، كأنه يضع في جيوبه كلّ مفاتيح السّرية لأي نجاح، فإذا كنت مولوداً بين 23 أغسطس، و22 سبتمبر، فمن المؤكد أنك تتمتع بصفات كثيرة، بينها الغموض.. هذا هو العذراء، البرج الترابي، الذي يتميز أصحابه بقدرتهم الفائقة على إدارة حياتهم بدقة وإتقان.
لهذا يعرفون بأنهم أشبه بالمهندسين الذين يرون الحياة محكومة بمنطق عقلاني، كمن يقول: «واحد زائد واحد، يساوي اثنين»؛ لهذا ليس غريباً أن يبني صاحب هذا البرج عالمه على أسس منطقية، وقواعد متينة، ويركز على التفاصيل كي لا تضيع منه أي فرصة.
كثيرون يربطون بين الشخص وبرجه، ويطلقون صفات توحي بالاقتراب من صاحب البرج، أو الحذر منه. ويبقى العذراء، أحد الأبراج الترابية، التي تنتصر للعقل على العاطفة، وهذا يدعونا إلى التعرّف أكثر على هذا البرج، والأفلاك التي يرتبط بها.. لكن يكفي أن نقول إنه برج ترابي، يرتبط بالأرض، التي تعني الثبات، والبحث عن الاستقرار!
ولأن مواليده لا يرضون بأنصاف الحلول، ويسعون دائماً إلى الكمال، ليكونوا مثالاً متميزاً، سواء في الأسرة أو العمل، أو أي علاقة يعيشونها، فإنهم يسعون ليكونوا رمزاً للانضباط؛ للوصول إلى أفضل الصور دائماً، ولأنهم يبحثون عن الكمال، فإنهم طموحون، ويجعلون كل تجربة فرصة للتعلم والتحسين.. إذا كنت تعرف أحدهم، فأنت بالتأكيد تتعامل مع شخص لا يرضى إلا بالنتائج المثالية، ودائماً يسعى ليكون الأفضل في كل ما يقوم به.
العذراء، الذي يحكمه كوكب عطارد، يُعرف بذكائه الحاد وفطنته، فهو قادر على تحليل الأمور بسرعة، وإيجاد الحلول للمشكلات التي يواجهها؛ فشخصيته العملية تجعله أحد أكثر الأبراج اعتماداً على المنطق، فهو لا يتأثر بالعواطف بسهولة، ويعتمد على التحليل الدقيق، لهذا يتسم بالموضوعية في اتخاذ قراراته، وقراءة ما يراه حوله.
ولأنه يسعى إلى الكمال، فإن حساسية هذا البرج عالية جداً، فقد يؤرقه أي نقد رغم مظهره الهادئ، فهو يهتم بآراء الآخرين، ويحرص على أن يكون على قدر التوقعات، ويجعله إحساسه بالمسؤولية شخصاً يُعتمد عليه في المواقف الصعبة، فهو هادئ ومتزن، حتى في أصعب الظروف.
ولأنه إنسان جادّ، يتميز هذا البرج بالوفاء والإخلاص، لاسيما في العلاقات العاطفية، ورغم هذا يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره، لأنه يميل إلى الكتمان والتحفظ. ورغم أنه يقدم كل ما بوسعه لإسعاد لشريكه؛ إلا أنه يفضل العلاقة التي تقوم على الاحترام المتبادل، والثقة.
لا يحب العذراء الفوضى والعشوائية، فهو يجد الراحة في البيئة المنظمة، حيث كلُّ شيء في مكانه، ولهذا السبب يمكن أن ينتقد أولئك الذين لا يهتمون بالتفاصيل، أو الذين يتهاونون في العمل. ومع أنه قد يبدو صارماً في بعض الأحيان، إلا أنه يفعل ذلك بدافع الحرص على الجودة والإتقان.
يتميز أصحاب هذا البرج بالعطاء، ومساعدة الآخرين، بطرق عملية، فهم لا يكتفون بالكلام، ويسعون إلى تقديم الدعم الفعلي، وهذه السّمة تجعل صاحب هذا البرج مستشاراً رائعاً، وأحد أكثر الأصدقاء تفهماً. ولأنه يحلل الأمور بدقة، فإنه يقدم نصائح واقعية وفعّالة.
رغم المزايا العديدة، التي يتمتع بها مواليد برج العذراء، إلا أن لديهم بعض الصفات السلبية، التي قد تؤثر في حياتهم شخصياً وعملياً، فهم ينتقدون بشكل كبير، أنفسهم والآخرين، ما قد يؤثر في علاقاتهم، أو ينفّر من حولهم منهم؛ وهذه السمة قد تجعلهم عرضة للشعور بالإحباط، حينما تتعثر أمامهم بعض الأمور، ولا تأتي النتائج كما رسموها، ما يجعلهم متوترين داخلياً، لاسيما أثناء مواجهتهم أموراً غير منظمة، ومحبطة. وبسبب طبيعتهم الحساسة، وتركيزهم الكبير على تفاصيل الحياة، يكونون عرضة للقلق، خاصة إذا لم تسر الأمور كما خططوا لها.
والكمال، الذي يسعون إليه، قد ينهزم أمام أي موقف، أو مشكلة، فتهرب منهم أجمل لحظاتهم، لأنهم لا يكتفون بما هم فيه. ورغم هذا، فإنهم يسعون إليه، وينعكس هذا على شخصيتهم التي تتسم بالاتزان، والقوة الداخلية، فيواجهون تحديات الحياة بثقة وعزيمة، لأنهم يعملون دائماً على تحسين الذات، ويجتهدون لتحقيق أهدافهم، فهم شركاء حياة يُعتمد عليهم، وأصدقاء يمكن الوثوق بهم في الأوقات الصعبة.