تسافر الألحان بنا، فتحملنا على أجنحة الخيال إلى عوالم بعيدة، إلى مدن وأزقة لم نرها إلا في أحلامنا، وكأن الموسيقى سحرٌ ينقلنا عبر الزمان والمكان، في لحظة واحدة نكون هنا.. وهناك.
لكن، هل سمعت يوماً صوتاً يأخذك إلى عالم من الرفاهية والأحلام؟.. صوتاً يوقظ في أعماقك مشاعر دفينة، وحنيناً إلى أيام لم تعشها بعد؟.. هذا ما حدث عندما سمعنا أغنية «الحب في بورتوفينو»، بصوت التينور العذب أندريا بوتشيلي، في أمسية احتفالية، استضافتها «أمنيات»، في إطار فعاليات صيف 2024، من تنظيم «بيغ آرت فيستيفال»، لتعكس من خلالها رؤيتها المستقبلية في إبداع مساحات معمارية مميزة، وتوفير تجارب لا مثيل لها، بمستويات لا تضاهى من التميز والصفاء، والانطباعات الفنية والثقافية الراقية.
أما لماذا «بورتوفينو»؟.. فلأن هذه الجوهرة المتلألئة على سواحل إيطاليا، وجهة مميزة بإطلالاتها السينمائية، التي لطالما شكلت مصدر إلهام للشعراء والفنانين، وتغنّى بها النجوم والحالمون، فأضحت رمزاً لحياة الرفاهية والرقي والجمال والاسترخاء، التي تسعى «أمنيات» إلى إظهارها في مشاريعها.
عندما تبحث عن اسم «بورتوفينو» على الإنترنت، لن تجد صوراً لصيادي الأسماك المحترفين العاملين بجد، بل سترى صوراً لنجوم ومشاهير عالميين، وصور لقوارب فاخرة ويخوت ومنازل رائعة، فهذه القرية الساحلية والساحرة والمحمية، أصبحت وجهة عطلات شهيرة في إيطاليا لدى المشاهير، الذين لن يجدوا مكاناً للاختباء فيها، لصغر مساحتها.
تدور الحياة في «بورتوفينو»، بشكل أساسي، حول مينائها القديم، حيث ترسو اليخوت الفاخرة، وساحة «مارتيري ديل أوليفيتا» النابضة بالحياة، التي تعرف أيضاً باسم «البيازيتا»، وتمتد منها الشوارع المنحدرة؛ لتمنحك إطلالات خلابة، على المباني والمنازل الملونة بألوان الباستيل، والفلل والقصور والفنادق الفاخرة، المحمية بأشجار السرو، ونباتات العربيش ذات الخضرة الفاخرة.
وعلى بعد خطوات قليلة من «البيازيتا»، يوجد متحف «دل باركو»، وهو متحف في الهواء الطلق على جانب التل، يحتوي على مجموعة متنوعة من المنحوتات الكلاسيكية والمعاصرة. هناك، يمكنك التقاط صور خلابة للأعمال الفنية المعروضة في الحديقة مع المشهد الطبيعي المتوسطي المذهل كخلفية.
وفي «فيا روما»، الطريق الرئيسي في «بورتوفينو»، يمكنك التجول بين المحال والبوتيكات الراقية، التي تصطف على طول الشارع، وبعضها يشتهر ببيع المنتجات اليدوية، والهدايا التذكارية، والأزياء. بعد ذلك، دلل حاسة التذوق لديك بتناول الطعام في «بورتوفينو»، وتمتع بأشهى المأكولات البحرية الطازجة، والمأكولات الإيطالية التقليدية، في أحد المطاعم والمقاهي الرائعة فيها، كما لا تفوت فرصة تجربة البيستو الجينوفي الشهير، وهي صلصة لذيذة نشأت في هذه المنطقة. ولا تكتمل التجربة إلا بتناول الجيلاتو الشهير.
بعد أن ترضي حاسة التذوق من المطبخ الإيطالي، توجه إلى الأزقة الصغيرة، والطرق الخلابة التي تصعد التلال. واحرص، أثناء ذلك، على زيارة كنيسة سان جورج، والاستمتاع بهندستها المعمارية الباروكية الجميلة.
أما قصر وقلعة «براون»، فهو مبنى آخر يطل على ميناء «بورتوفينو»، ومكان لا بد من زيارته، لما يتمتع به من تاريخ غني، وجمالية رائعة؛ فهو محاط بأشجار السرو، والصنوبر والزهور، ما يجعله مقصداً رومانسياً لدى الراغبين في الزواج.
داخل القصر ساحر كخارجه، إذ يعرض فيه الأثاث الأصلي، والنوافذ القوطية المذهلة، والسقوف الخشبية المطلية بصور القديسين والحكام، والسلالم المغطاة ببلاط «الماجوليكا» الرائع. كما يمكنك استكشاف الغرف الشهيرة في المبنى (إحدى هذه الغرف تسمى «دولتشفيتا»، لأسباب واضحة)، حيث سترى صورًا لبعض الزوار المشهورين، مثل: والت ديزني، وهمنغواي، وإليزابيث تايلور، وبالمناسبة لم تقضِ إليزابيث شهر عسل واحداً في «بورتوفينو» فحسب، بل ثمانية. وإذا كنت من محبي التاريخ، فستعشق الصعود إلى برج القصر، حيث يشرح معرض الوسائط المتعددة بعنوان «الأمس واليوم وغدًا» تاريخ تأسيس القرية الصغيرة.