تعتبر العودة إلى الأجواء الدراسية، بعد نهاية موسم العطلات، تحدياً لأي طفل.. فما بالك بأطفال «التوحد»! إلا أن الاستعداد المناسب للعودة إلى المدرسة، وتبني منهجية منظمة، يجعلان انتقال الأطفال لأجواء الصفوف والدراسة أمراً أكثر يسراً ومتعة.

قد تكون تغيرات الروتين والبيئات الجديدة والتفاعلات الاجتماعية مرهقة للأطفال. ومع ذلك، من خلال التخطيط الدقيق والدعم، يمكن للوالدين تيسير هذا التحول، وإعداد أطفالهما لعام دراسي ناجح. وتشارك جوان توماس، مديرة إعادة التأهيل في الرعاية الصحية المنزلية وخدمة العلاج بالمدرسة في «أمانة للرعاية الصحية»، جزءاً من مجموعة (M42)، أفضل الاستراتيجيات لإعداد الأطفال المصابين بالتوحد للعام الدراسي الجديد.

  • جوان توماس

يشعر أطفال التوحد بالراحة، غالباً، في اتباع روتين محدد. لذلك إن التغيير التدريجي في جدول نشاطاتهم بهدف الوصول إلى الروتين الدراسي، والبدء بذلك قبل أسابيع من عودة المدارس أمر مهم. وأوضحت جوان: «تغيير أوقات الذهاب للنوم، والاستيقاظ، وأوقات الوجبات، بشكل تدريجي يجنب أطفال التوحد تعرضهم لصدمة مفاجئة مع عودتهم للمدرسة».

زيارة تعريفية:

إن تعريف طفل التوحد على أجواء المدرسة، قبل عودته إليها بشكل رسمي، يحد من القلق الذي قد يتعرض له. لذلك يتعين تنظيم جولة تعريفية في المدرسة، ليتمكن من استكشاف الصفوف الدراسية والردهات ومناطق اللعب، وسيكون من الأفضل تعريفه بالمعلم أو المعلمة إن أمكن. فالوجوه المألوفة تعزز راحته، حتى في الأماكن التي لا يألفها.

التواصل مع المدرسة:

من الضروري إقامة تواصل مفتوح مع مدرسة طفلك، والتعاون مع المعلمين وموظفي الدعم؛ لإنشاء خطة منظمة تعالج احتياجات طفلك المحددة. كما أن تزويد المدرسة بمعلومات مفصلة حول تفضيلات طفلك ومحفزاته، واستراتيجيات التهدئة الفعالة، يمكن أن يساعد في خلق بيئة تعليمية داعمة. ومن الضروري العثور على مدرسة مناسبة لطفلك، والتركيز على المدارس التي توفر أجواءً شاملة ومناسبة للجميع، حيث تساعد أحجام الفصول الأصغر والاستراتيجيات الشخصية كل طالب على النجاح.

  • أطفال «التوحد».. كيف نجعل عودتهم إلى المدرسة تجربة ممتعة ويسيرة؟

استخدام الدعم البصري والقصص الاجتماعية:

إن الدعم البصري، مثل: الجداول أو المخططات، والقصص الاجتماعية، أدوات فعّالة لإعداد الأطفال المصابين بالتوحد لتجارب جديدة. ويمكن أن تساعد القصص الاجتماعية الأطفال على فهم ما يمكن توقعه، وما هو متوقع منهم، وكيفية الاستجابة للمواقف المختلفة. وتوفر وزارة تنمية المجتمع موارد مفيدة، يمكن لأولياء الأمور استخدامها.

الزي المدرسي المريح:

إن ارتداء الزي المدرسي للمرة الأولى تجربة مهمة. لذلك من المهم التأكد من أن هذا الزي مريح، ويعزز ثقة الطفل بنفسه. لذلك، يمكن تجربة ارتدائه والقيام بأي تعديلات ضرورية عليه، وضمان شعور الطفل بالراحة فيه.

التوفيق بين الحياة المدرسية والمنزلية:

بعد يوم مدرسي حافل، يتعين منح الطفل مساحة للاسترخاء. والتوفيق بين إيقاع الدراسة والنشاطات المنزلية، على أن تضم وقتاً للعب والترويح عن النفس، ومساحة مناسبة للدراسة.

تعزيز الإيجابية والاحتفاء بالتقدم:

وأخيراً، أكدت جوان على أهمية الاحتفاء بإنجازات الطفل مهما بلغ حجمها، وتعزيز السلوكيات الإيجابية. وأضافت: «تقدير جهود طفلك، وتقدمه مهما كان صغيراً، يمكن أن يعزز ثقته بنفسه، ويحفزه على المضي في النجاح. كما أن الموقف الإيجابي تجاه المدرسة يمكن أن يهيئ له الأجواء ليكون عامه مكللاً بالإنجاز».

ومع عودة طفلك للأجواء الدراسية، يتعين الصبر ودعمه إلى أبعد الحدود، وتفهم احتياجاته. وبذلك، يتمكن من قضاء عامه الدراسي براحة تامة ويحقق المأمول منه.