تؤدي المتاحف دوراً مهماً في عرض التاريخ وتوثيقه أمام الناس، فكل دولة تقيم متاحفها؛ للاحتفاء بتاريخها وعاداتها وتقاليدها، للحفاظ عليها من الاندثار من جهة، وتوعية الأجيال الجديدة بموروث الدولة الثقافي، وإبداعات أبنائها في جميع المجالات، لأغراض التعليم والدراسة والترفيه.

وتوجد، في جميع أنحاء العالم، متاحف تهتم بجمع أشياء ذات قيمة علمية، وفنية، أو ذات أهمية تاريخية، وتجعلها متاحة للجمهور من خلال المعارض، التي قد تكون دائمة أو مؤقتة. وتعرف الموسوعة العربية المتحف بأنه «دار لحفظ الآثار القديمة، والتحف النادرة، وروائع المنحوتات واللوحات الفنية، وكل ما يتصل بالتراث الحضاري، وقد يضم المتحف أعمالاً علمية أو أعمالاً فنية، ومعلومات عن التاريخ والتقنية».

وتحظى المتاحف في جميع أنحاء العالم بأهمية قصوى، لما تمثله من انعكاس حقيقي لموجوداتها، ومن أشهر الدول التي تمتلئ بالمتاحف، فرنسا التي تعرض تاريخاً من الحضارات المتعاقبة، وهذه أشهر متاحفها، التي يمكن زيارتها في كل وقت:

متحف اللوفر:

  • متحف اللوفر

متحف فني وطني، وهو أشهر متاحف فرنسا على الإطلاق، وأحد أشهرها في العالم. يقع اللوفر على الضفة الشمالية لنهر السين في العاصمة باريس. ويعد متحف اللوفر أكبر صالة عرض للفن عالمياً، وبه العديد من مختلف الحضارات الإنسانية. وبالمتحف توجد لوحة «الموناليزا» الشهيرة للرسام ليوناردو دا فينشي. وكان المتحف بالأصل قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190، وأخذت القلعة اسم المكان الذي شُيدت عليه، لتتحول لاحقاً إلى قصر ملكي عُرف باسم قصر اللوفر. والمتحف مقسم إلى أجزاء عدة، حسب نوع الفن وتاريخه. ويبلغ مجموع أطوال قاعاته نحو 13 كيلومتراً مربعاً، ويحتوي على أكثر من مليون قطعة فنية، لوحة زيتية أو تمثالاً.

وبالمتحف مجموعة رائعة من الآثار الإغريقية والرومانية والمصرية، ومن حضارة بلاد الرافدين العريقة، ويبلغ عددها 5664 قطعة أثرية، إضافة إلى لوحات وتماثيل يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي.

متحف أورانجيري:

  • متحف أورانجيري
يعتبر متحف أورانجيري من أهم متاحف المدرسة الانطباعية، وهي أم المدارس الفنية الحديثة، فكل محب للفن والتاريخ الفني عليه زيارة هذا المتحف الفريد، فهناك أعمال لأهم رواد هذه المدرسة الفنية ومؤسسيها، ومن أشهرها: «زنابق الماء» الشهيرة للفنان كلود مونيه، وأيضاً أعمال كلٍّ من: رينوار، وإدغار ديغا، وبول سيزان، وبابلو بيكاسو. كما يمتاز المتحف بموقعه الساحر؛ فهو يقع في حديقة «التويلري»، على ضفاف نهر السين

 

متحف رودان:

  • متحف رودان

أنشئ متحف رودان، في العاصمة الفرنسية باريس عام 1916، بمبادرة من الفنان الفرنسي أوغست رودان، بفضل التبرعات التي قدمها إلى فرنسا، من خلال أعماله الفنية، ومكتبته ورسائله ومخطوطاته. وتجاوزت شهرة أعمال أوغيست حدود فرنسا، خاصة تماثيله المعروفة عالمياً، مثل تمثال «المفكر» (The Thinker)، الذي أصبح أيقونة للفن الغربي.

يوجد المتحف في فندق «بيرون» وحديقته، وهو قصر تم بناؤه أوائل القرن الثامن عشر على يد الرأسمالي الغني إبراهام بيرينك دي موراس (1727 ـ 1737)، ثم استأجره رودان منذ عام 1908. ويشكل هذا القصر القديم، المؤلف من طابقين، تحفة فنية للهندسة المعمارية الفرنسية، ويحتوي على أعمال أوغست رودان، والنحاتة الفرنسية كاميل كلوديل، بالإضافة إلى لوحات ومنحوتات وأعمال أثرية من مجموعات رودان.

المتحف العسكري:

  • المتحف العسكري

يعرف، أيضاً، باسم «متحف الجيش»، وهو متحف حربي يقع في قصر «ليزانفاليد» بالدائرة السابعة في باريس، ويعد قصر «ليزانفاليد»، الذي تم بناؤه عام 1905، موطنًا لمتحف الجيش.

وجاء هذا المتحف نتاجاً لاتحاد متحف المدفعية، الذي تأسس عام 1796، ومتحف الجيش الأصلي، الذي تم تأسيسه بعدها بقرن من الزمان. ويمتد على مساحة 8000 متر مربع، ويتكون من كنيستين، ومتحف يضم حوالي 500 ألف قطعة أثرية فريدة.

ويضم المتحف، أيضاً، مجموعة واسعة من القطع العسكرية تعود إلى العصور الوسطى حتى القرن العشرين، ويتكون من عدة أقسام، بما فيها: قسم الأسلحة والدروع، وقسم الحروب الحديثة، وقسم نابليون، وقسم التاريخ المعاصر. ومن أبرز معالم المتحف ضريح نابليون بونابرت، الموجود تحت قبة «الإنفاليد».

ويقام في المتحف، أيضًا، الكثير من المعارض المؤقتة، والبرامج التعليمية المتنوعة. كما يعد وجهة ثقافية وتاريخية مهمة، حيث يعرض التاريخ العسكري الفرنسي والعالمي، وتأثيره في العالم الحديث.