مع بدء تغير لون أوراق الشجر، وانتشار البرودة في الهواء، يحتضن عالم الموضة جانبه البري مرة أخرى، ومن المقرر أن تستمر الطبعات الحيوانية، المفضلة لدى المصممين وعشاق الموضة، بقوة في خريف عام 2024. فمن بقع الفهد إلى خطوط الحمار الوحشي، تشق هذه الأنماط الجريئة طريقها إلى خزانات ملابسنا، ما يثبت أن الموضة المستوحاة من الطبيعة باقية.
طبعات الحيوانات طاغية على أزياء خريف 2024:
بعد ظهورها على منصات العرض، تزايدت قوة الطبعات الحيوانية على منصات العرض، من طبعة جلد النمر والفهد والثعبان، إلى جلد البقر. ويُعدُّ إطار النمط الحيواني بجاذبية عتيقة مع قشور مخفضة، أو تأثيرات ملطخة، أمراً أساسياً لإطلالة مميزة، كما رأيناها في «مايكل كورس» و«ديور».
وكانت الطبعات الحيوانية من الأكثر انتشاراً في عالم الموضة لقرون من الزمان، حيث ترمز أنماطها الجريئة إلى كل شيء، بدءًا من القوة والثروة، إلى التمرد والإثارة.
ويعود تاريخ وجود طبعة جلد النمر إلى قرون مضت، حيث تظهر الصور المبكرة آلهة مصرية مزينة بجلد النمر، الذي يرمز إلى القوة والمكانة. وفي القرن الثامن عشر، تبنى النبلاء الأوروبيون أقمشة طبعة جلد النمر كرمز للثروة والحصرية.
نقشات الحيوانات.. رمز التمرد:
شهد القرن العشرون تحول النمر من «بيان نخبوي» إلى رمز للتمرد، وجلبت العشرينيات الصاخبة عصر «الفلابر»، مع نجمات السينما الصامتة الأيقونيات، مثل جوان كروفورد، التي عرضت ملابس داخلية من الحرير بتفاصيل طبعة جلد النمر، متحدية بذلك الأعراف المجتمعية، وتبنت أسلوباً أكثر تحرراً، واستمر الارتباط بالجاذبية، ولمسة من الخطر على مر العقود، حيث جعلت أساطير هوليوود، مثل: مارلين مونرو، وصوفيا لورين، من النمر رمزاً للجاذبية الأنثوية.
ولكن كريستيان ديور كان له دور كبير في ترويج طبعات الفهد، في مجموعته الرائدة «New Look» لعام 1947، وأصبح يُنظر إلى طبعة الفهد على أنها رمز للقوة والفخامة، وارتبطت بالثروة والأناقة. كل ذلك حتى الستينيات، عندما تبنت طبعات الفهد روحاً أكثر تمرداً وثقافة مضادة مع: ميك جاغر، وإيدي سيدجويك.
جلد البقر من الطبعات المتفردة في عالم الموضة:
يتمتع جلد البقر، الذي يعود بقوة أيضاً في خريف 2024، بعلاماته البنية والبيضاء المميزة، برحلة غير متوقعة في عالم الموضة منذ القدم، فقد ارتبط جلد البقر تقليدياً بملابس العمل والحياة الريفية، ودخل التيار الرئيسي في الستينيات والسبعينيات مع ظهور الحركات البوهيمية والهيبية. وكان يرمز إلى الارتباط بالطبيعة، ورفض المادية التقليدية، لكن عندما أدرج مصممون، مثل رالف لورين، جلد البقر في مجموعاته المستوحاة من الغرب، عزز ارتباطه بأسلوب مريح وحر.
جلد الثعبان.. رمز للثراء:
جلد الثعبان بمقاييسه المعقدة وبريقه الفاخر، رمز للثراء والترف، وهو من طبعات الحيوانات المُسيطرة على أزياء خريف 2024، ويعود استخدامه في الموضة إلى الحضارات القديمة، حيث كان مخصصاً للملوك، والنخبة.
وفي القرن العشرين، تبنت شركتا: «هيرميس»، و«شانيل»، جلد الثعبان بسبب فخامته التي لا يمكن إنكارها وملمسه الفريد، ولا يزال جلد الثعبان من الإكسسوارات العصرية، ويُرى على الحقائب والأحذية؛ لمتانته وجاذبيته الغريبة. ومن المتوقع أن نراه على البناطيل الجلدية، والفساتين الجلدية، والسترات، في الموسم المُقبل.