يبدأ الناس، منذ الصغر، بتكوين علاقات مع زملائهم في محيطهم، والعلاقات التي تبدأ من المدارس غالباً، يطلق عليها صفة الصداقة، التي يمكن أن تستمر لسنوات طويلة، وتسمى صداقة حقيقية، وقد تنتهي بمجرد افتراق الناس عن بعضهم، ويطلق عليها حينها زمالة لمدة معينة، حتى لو استمرت لسنوات عدة.

فالأصل في الصداقة هو حرص كل طرف على الآخر، والوقوف بجانبه في أزماته وظروفه، الحزينة قبل السعيدة، وأن يشعر كل طرف بالآخر، وأن يشاركه لحظاته ومواقفه، وقال الأجداد قديماً: إن الظروف والمحن تمتحن حرص الصديق على صديقه.

  • هل تنوع الأصدقاء من حولك سر السعادة؟.. اكتشف ذلك

شبكة الأمان:

يشير تقرير استقصائي، نشرته «فوربس» الأميركية، إلى أن الأصدقاء هم سر السعادة، ووصفتهم بأنهم شبكة أمان مهمة، لضمان الصحة، واستمرار الشعور بالسعادة، وتأتي نتيجة الاستقصاء بناء على دراسة بحثية، جرت على 40 ألف أسرة، قامت بها دورية «Psychological Science»، ووجدت أنه كلما وجد أصدقاء مختلفون عن الشخص، لا يشبهونه من حيث العمر والدين والعرق والدخل والتعليم، سيشعر الفرد أكثر بالانطلاق والراحة، باعتبار أن هذا التنوع مفيد للفرد، كي يتعرف على جميع أطياف المجتمع، ما يغني خبرته بالحياة اليومية.

ويكون الفرد أقل عرضة بنسبة 50% للإصابة بالاكتئاب أو القلق، في حال وُجد بين أصدقاء تختلف اهتماماتهم وميولهم وبيئاتهم، في الوقت الذي سيشعر به الفرد بالحد من حريته والتكرار وعدم التجديد والانطلاق، إذا كان ضمن دائرة أصدقاء يتشابهون تقريباً بكل شيء.

  • هل تنوع الأصدقاء من حولك سر السعادة؟.. اكتشف ذلك

زملاء الدراسة والعمل:

ويعتبر محيطا الدراسة الجامعية والعمل، أكثر مجتمعين يمكن للفرد تكوين علاقات صداقة فيهما، فالجامعة قد تكون البيئة الأكبر والأشمل، لاكتساب أصدقاء جدد من معارف وبيئات مختلفة، يليها مكان العمل.

كما أن الصداقة في مكان العمل مهمة جداً، لأنها تسهم في تعزيز مشاركة الموظفين، والرضا الوظيفي، وإنتاجية العمل، وعندما يحدث هذا، يمكن أن يزداد المرء سعادة.

وسواء كان الموظف يعمل في مكتب، أو عن بُعْد، أو في وضع العمل الهجين، فإن وجود الصداقات بين زملاء العمل ينعكس إيجاباً على الأجواء العامة في الشركات، ونمو الفريق.

ومن أهم شروط إدامة الصداقة، التواصل مع الأصدقاء القدامى، في المدرسة أو الجامعة أو العمل السابق، من خلال البقاء على اتصال بالأشخاص الذين يعرفهم الشخص جيدًا والحفاظ على شبكة الأصدقاء القدامى والجدد. ووفق نتائج البحث الاستقصائي، يرغب الشخص في أن يكون مع أشخاص يقدمون له وجهات نظر مختلفة، وأيضًا أولئك الذين يشاركونه شغفه أو حتى طرائفه وغرائبه.