عكست أزياء الثمانينيات المزاج المتفائل في تلك اللحظة، وكان «ارتداء الملابس التي تُظهر قوة الأشخاص» رائجًا للغاية، لا سيما مع احتلال النساء مراكز الصدارة في المكاتب والسياسة، ما جعل الموضة تعكس هذا التحول من خلال البدلات المصممة بألوان جريئة، وأقمشة مبالغ فيها للأكتاف لإبرازها. وكانت الملابس، التي ابتكرها مصممو الأزياء في الثمانينيات، تهدف إلى شغل المساحة، وإظهار الثقة دون التضحية بالأنوثة.

  • خلال الثمانينيات.. مصممون غيروا قواعد لعبة الأزياء

وعلى نفس خط بدلات القوة، التي تركز على لفت الانتباه، برزت الفساتين الضيقة، وازدادت شعبيتها. كما كان القماش الجديد نسبياً «الليكرا» (الإسباندكس) في كل مكان، وشق طريقه إلى إطلالات الأزياء الراقية، بعدما أصبحت الملابس الرياضية شائعة.

ومع زيادة الاهتمام بالتمارين الرياضية والصحة في الثمانينيات، كان من المنطقي أن تكون ملابس التمرينات الرياضية رائجة، بجانب أسلوب الملابس الضيقة. أي أنه في كل النواحي، كانت الثقافة والأسلوب في الثمانينيات أكبر وأكثر جرأة وأعلى صوتاً، لذا كان مصممو الأزياء في الثمانينيات في طليعة كل هذا التغيير الثقافي.

هنا، نرصد أكبر الأسماء في أزياء الثمانينيات:

جان بول غوتييه:

  • جان بول غوتييه

حقق جان بول غوتييه نجاحاً كبيراً في الثمانينيات، وكان معروفاً بتصميماته غير التقليدية، التي تتميز بزخارف معقدة، وغالباً تكون عبارة عن مشدات. وإلى جانب ذلك كان، غالباً، يُشار إليه باسم «الطفل المشاغب» في عالم الموضة.

واستطاع جان تأسيس علامته التجارية، التي تحمل اسمه عام 1982، ولم يتلق تدريباً رسمياً كمصمم، وكان يرسل رسومات إلى مصممي الأزياء المشهورين؛ ليتم تعيينه كمساعد.

وبحلول عام 1984، كانت ملابسه معروضة للبيع في «بيرجدورف جودمان»، وكانت مادونا من أشد المعجبات بتصميمات غوتييه، لا سيما بارتدائها ملابسه في فيلم «Desperately Seeking Susan»، عام 1985.

وفي 1990، صمم غوتييه جميع أزياء مادونا لجولة «Blond Ambition World Tour».

تييري موغلر:

  • تييري موغلر

كان المصمم الفرنسي، تييري موغلر، هو من عرّف أزياء الثمانينيات بعدة طرق، ويستمر المشاهير اليوم في الإشارة إلى أعماله، كما كان يُشار إليه باسم «الطفل الرهيب»؛ عندما كان يصعد في صناعة الأزياء. وكان موغلر يرى في الموضة أداة لخلق الدراما والمشاهد المبهرة، إذ كان يحب دفع حدود الخيال في تصميماته، وغالباً كان يخلق إطلالات من عالم آخر، تستغل الخيالات المستقبلية.

وافتتح موغلر أول متجر له عام 1978 في باريس، وقضى الثمانينيات في بناء طائفة من العارضات والمشاهير، الذين ارتدوا إبداعاته بفخر.

وكان موغلر يقارن، باستمرار، بين الأنماط الحديثة الشعبية والخيال العلمي والأساطير والخيال، وكانت الأكتاف العريضة، والخصر المشدود، من الثوابت في عمله. ومن نعومي كامبل إلى مايكل جاكسون وجورج مايكل وديمي مور.. ارتدى الجميع من تصميمات موغلر.

كلود مونتانا:

  • كلود مونتانا

حصل كلود مونتانا على لقب «ملك وسادات الكتف»، حيث اشتهر بقصاته ​​الجريئة، التي أدت إلى انتشار مصطلح «الملابس القوية».

وتأسست علامته التجارية «The House of Montana» عام 1979، بعد أن أقام أول عرض أزياء له عام 1976.

وذاع صيته في الثمانينيات، إلى جانب موغلر، وقد استوحى تصميماته من أنماط الأربعينيات والخمسينيات، لكنه دفع بالقصات إلى مناطق أكثر مبالغة.

وكانت وسادات الكتف من الخطوط العريضة بتصميماته في النصف الأول من الثمانينيات، بالإضافة إلى موضوعات الألوان: الأحمر والأزرق والمعدني والمحايد.

عز الدين عليا:

  • عز الدين عليا

حتى بعد وفاته عام 2017، لا يزال عز الدين عليا أحد أكثر الأسماء احتراماً في عالم الموضة، وكان عليا أساس الصور الظلية الضيقة، وتصميمات «الفخامة الهادئة».

وبعد دراسة النحت، انتقل عليا إلى باريس أواخر الخمسينيات، وقضى سنوات في العمل لدى مصممين كبار، ومنهم: كريستيان ديور، وتييري موغلر، الذي أصبح في ما بعد صديقاً مقرباً له.

وعرض أول مجموعة ملابس جاهزة له عام 1980، وهو العام الذي اكتشف فيه مشترٍ من «Bergdorf Goodman» تصميماته، وقام بتخزين أعماله في أميركا.

كينزو تاكادا:

  • كينزو تاكادا

كينزو تاكادا مصمم ياباني أسس العلامة التجارية «Kenzo»، التي ازدهرت في الثمانينيات؛ بعد أن قاد تغييراً في الصورة الظلية بمنتصف السبعينيات يسمى «Big Look»، فأعطى الأولوية للأنماط الفضفاضة والضخمة.

وكان تاكادا من بين المصممين اليابانيين، الذين حققوا نجاحاً كبيراً في مشهد الموضة بباريس، ثم في النهاية في أميركا. وتميزت قطعه بالألوان والتصميمات اليابانية التقليدية، كما كانت عروضه على المدارج دائماً عالية الطاقة وممتعة.