لا يوجد شخص لا يحلم بالثراء، وأن يكتفي مادياً، ملبياً احتياجاته العائلية والاجتماعية، فضلاً عن أن يكون بمقدوره السفر والانطلاق إلى أرجاء العالم، سواءً في إجازاته السنوية، أو في مرحلة ما بعد التقاعد.
الحلم بالثراء مشروع، لكن المال لن ينمو وحده، والعائدات المالية التي تحققها من عملك الشهري، سواءً كنت صاحب عمل أو موظفاً وتحقق راتباً معقولاً، سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه هذه الأموال. أما فكرة أن تكون مليونيراً بين ليلة وضحاها، فهي حلم الملايين حول العالم، بأن يرثوا من قريب لا يعرفون عنه شيئاً، أو عبر ربح ورقة يانصيب.
لذا، يمكن لكل شخص، مهما كانت طبيعة عمله، أن يبدأ التخطيط لاستثمار الفائض من أمواله، مهما كان قليلاً، لكن بذكاء وثقة وقدرة على اتخاذ القرار، وأن يكون ملماً بالحسابات المالية، وأن يتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، وأن يبني توقعاته على المخاطرة أو المغامرة المحسوبة.
وقبل الشروع في معرفة كيفية استثمار أموالك، عليك أن تفرق بين العمل والاستثمار، فإن كنت تريد أن تعمل من خلال هذه الأموال، على أن تدر عليك من خلال عملك مبلغاً، فهذا ليس استثماراً بل هو عمل لك، فالاستثمار هو تشغيل المبلغ الفائض عن الحاجة لديك، في مشاريع مالية أنت لا تعمل بها، لذا تجب معرفة الفرق بينهما، لكن المستثمر هو صاحب القرار الأخير، فيما تؤول إليه أمواله، من خلال البيع والشراء، واتخاذ القرارات، كما أسلفنا سابقاً.
ومن مجالات الاستثمار، التي يمكن تجربتها، شراء الأسهم من خلال اختيار مجموعة من الشركات العاملة في بورصات المال الحكومية المعتمدة في كل بلد، حيث يمكن استثمار مبلغ مالي من خلال وسيط استثماري، يعمل على جلب العوائد والفوائد لصاحب المال مقابل نسبة، لكن على المستثمر أن يأخذ في الاعتبار إمكانية خسارته في سوق الأسهم.
كما يمكن للمستثمر، اللجوء إلى شراء السندات وصكوك الدين، المتوفرة في البنوك، التي تصرف لأصحابها مقابل الالتزام بتسديدها من قبل الدائنين، لاحقاً.
كما يمكن للمستثمر، بحسب قدرته المالية، شراء العقارات، أو افتتاح مكتب لتأجير السيارات، والعمل على تأجيرها من خلال مكاتب متخصصة في هذا المجال، بحيث يمكن الاستثمار بها، وجني عوائد سنوية من خلالها.