تُدرب الأمهات أطفالهن على تنظيف الأسنان بالفرشاة، للحفاظ على نظافة أفواههم صباحاً ومساءً، وبعد تناول الطعام، من باب النظافة الشخصية، التي يجب على كل شخص المحافظة عليها.
إلا أن علامات تسوس الأسنان كانت مدخلاً للعديد من أخصائيي الأسنان، للبحث عن أسباب تسوسها، على الرغم من المحافظة على نظافتها، واستخدام معجون مليء بالفلورايد، الذي يعد ملائماً لصحة الأسنان واللثة، ويحافظ عليهما.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، نصحت أخصائية تقويم الأسنان الدكتورة سيبيل، بالتوقف عن استخدام شطف الأسنان بالماء، واستخدام غسول الفم، بعد القيام بعملية تنظيف الأسنان بالمعجون، حتى يبقى معجون الأسنان على الأسنان، للاستفادة من تركيبته في طرد التسوس.
وتبني الدكتورة سيبيل وجهة نظرها من تكامل الفلورايد مع مينا الأسنان، ما يضمن حمايتها، باعتبار أن الفلورايد الذي يصنع منه المعجون معدن طبيعي، يساعد على تقوية الطبقة الواقية الخارجية الصلبة للأسنان، التي تسمى مينا الأسنان، ما يمكن بدوره أن يحمي الأسنان من التلف والتآكل.
وتعتبر أن شطف الأسنان على الفور بالماء سيزيل معجون الأسنان بالكامل، وبالتالي إهدار كل الفلورايد، الذي تم وضعه على الأسنان للتو؛ لأنه سيختفي. وترى سيبيل أن الطريقة المناسبة لتنظيف الأسنان هي «بصق» معجون الأسنان الزائد المتراكم أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة، والامتناع عن شطف الأسنان واللثة والفم بالماء نهائياً.
ومعروف أن معجون الأسنان يعمل على حمايتها من التسوس، وإعادة اللمعان لها، الذي قد تفقده هذه الأسنان نتيجة عوامل متعددة، منها: تقدم السن أو الأحماض الموجودة في الأطعمة، التي تعد سبباً رئيسياً لوجود البكتيريا المؤدية لتسوس هذه الأسنان وتلفها.
وأهم ما يميز معجون الأسنان هو وجود مادة الفلورايد به، وتحتاج هذه المادة للبقاء على سطح الأسنان بعض الوقت للقيام بعملها بشكل تام، وبالتالي جني الفائدة المرجوة منها بشكل كامل.
وقد يكون أحدنا زار طبيب الأسنان، وعمد الأخير لعلاجه بفرك أسنانه بمادة الفلورايد، وتركها لتشكل طبقة فوق أسنانه دون إزالتها ودون طلب المضمضة، للتأكد من الحصول على أكبر قدر من الفائدة.
ويزيل شطف الفم والأسنان بالماء مباشرة، بعد الانتهاء من تفريش الأسنان، هذه الطبقة الحامية لمينا الأسنان، قبل الحصول على الفائدة المنتظرة منها، وبالتالي سيخفف الماء بشكل كبير من فوائد الفلورايد، الذي ينصح غالباً بتركه لعدة دقائق، مشكلاً طبقة فوق الأسنان.
وكانت مؤسسة صحة الفم البريطانية قد نصحت، سابقاً، بعدم المضمضة، أو غسل الفم مباشرة بعد تفريش الأسنان، وإنما يفضل القيام ببصق الزائد من اللعاب، ومعجون الأسنان، بدلاً من شطفها بالماء، وتركها لمدة لا تقل عن عشر دقائق بعد ذلك، دون تناول أي طعام أو شراب، خلال هذه الفترة.