منذ عامين، ومعظم الناس مهووسون بتقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، ولم يدع المؤيدون لهذه التقنية الرقمية المتطورة، أو المهاجمون لها، أمراً إلا وناقشوه، فتعددت إيجابيات «تشات جي بي تي»، وقدرته على حل العديد من المشاكل العالقة رقمياً، وكذلك سلبياته، وأهمها إمكانية الاستغناء عن العنصر البشري في العديد من الوظائف والمهن.

 

 

لكن الشركة التكنولوجية العملاقة، المبتكرة والمطورة لـ«تشات جي بي تي»، قررت أن تسلك طريقاً جديداً، هو التحذير من إدمان بعض الناس، وتعلقهم العاطفي ببرنامجها للذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل إيجاد الحلول دائماً أمام كل القضايا والمشاكل التي يطرحها المستخدمون، ما يؤثر في علاقة هؤلاء بالجنس البشري حولهم.

ما سبق يعني أننا سنكون، في غضون سنوات قليلة جداً، أمام تفشي مرض الوحدة والاكتئاب، من جهة، ومن جهة أخرى سنكون على موعد مع مرض عاطفي جديد، هو التعلق بالذكاء الاصطناعي!

ويحذر خبراء التكنولوجيا، في الشركة، من تأثير الصوت المدمج المثير في نسخة «جي بي تي 4»، من «تشات جي بي تي»، على نفسية الأشخاص الذين يتعاملون معه، خاصة في ظل قدرة الذكاء الاصطناعي على التعاطي مع الناس على أنه بشري مثلهم، خاصة أن الناس العاديين سيشعرون كأنهم يتعاملون مع أشخاص مثلهم من لحم ودم، وليس مع تقنيات رقمية متطورة.

ورصدت الشركة المطورة أن بعض الناس بدؤوا يتعاملون مع «تشات جي بي تي» في الولايات المتحدة الأميركية، على أنه بشر مثلهم، لكن في سياق يمكن السيطرة عليه. ويبدي خبراء الشركة أهمية دراسة هذه الحالات، لمعرفة كيف يمكن أن تتطور هذه الحالات خلال فترة زمنية، خشية أن يؤدي التفاعل الاجتماعي مع الذكاء الاصطناعي إلى جعل المستخدمين أقل ميلاً للتواصل مع البشر.

 

  • خطر جديد للذكاء الاصطناعي.. التعلق العاطفي!

 

تأتي هذه المخاوف الجديدة، لتبني رأي مطابق للذين يجدون في الذكاء الاصطناعي تهديداً مباشراً للبشر، ووظائفهم ومستقبلهم العملي، خاصة في ظل أتمتة بعض الوظائف، التي يمكن أن تستغني في المستقبل القريب عن العنصر البشري.

وتساعد أدوات الذكاء الاصطناعي «مدمني استخدام الهواتف الذكية» في إنجاز العديد من المهام، من خلال الهاتف، ودون الحاجة إلى الإمساك به، كما توفر إجابات عن الأسئلة التي تطرحها عليها في أي وقت. ويمكنها، أيضاً، ضبط المنبه، وإضافة المهام إلى التقويم، كما تضيف الشركات المصنعة للهواتف دوماً، وبشكل دوري، مميزات إضافية، لها علاقة بالتصوير، وتحرير الصور والترجمة والتعديل بشكل آلي، الأمر الذي يزيد التعلق بالهاتف وتطبيقاته، خاصة أن محركات بحث الذكاء الاصطناعي تهتم بـ«مراقبة اهتمامات الشخص»، من حيث معرفة المواقع التي يزورها بهاتفه، حيث تُظهر إعلانات مُلائمة لاهتماماته وموقعه، كما تتوفر لدى منصات تفاعلية، مثل: «فيسبوك»، و«إنستغرام»، استراتيجيات مماثلة في ما يتعلق بظهور الإعلانات، ما يجعل تجربة تصفح هذه التطبيقات مخصصة لكل مستخدم، بحسب اهتماماته.