قد تمرين بلحظاتٍ لا تستطيعين فيها مسامحة نفسكِ، وتعرفين جيداً تلك اللحظات، فهي تطفو على السطح بشكلٍ عشوائي في ذهنكِ، وتعذبكِ، منذ تلك المرة التي قلت فيها شيئاً غير لطيف عن أفضل صديق لكِ، إلى الوقت الذي سلمتِ فيه عملك مليئاً بالأخطاء إلى رئيسكِ.

هناك اعتقاد خاطئ شائع، مفاده أن رفض مسامحة نفسكِ يثبت أنكِ أكثر أسفاً، لكن ما يحدث في الواقع هو إعاقتكِ، ووفقاً للخبراء فإن ذلك يجعلنا ندخل في علاقات ووضعنا متدهور. وربما الأهم من ذلك، أن عدم مسامحة نفسكِ اختيار لعيش حياة أقل بهجة.

وإذا كان تعلم مسامحة نفسكِ مهماً جداً، فكيف تفعلين ذلك؟.. هنا، نقدم لكِ نصائح واستراتيجيات؛ للتخلي عن الأفعال التي تطاردكِ.

  • لحياة سعيدة وناجحة.. ابدئي بمسامحة نفسك

افصلي خطأكِ عن هويتكِ:

إذا كنتِ تلومين نفسكِ على ارتكاب شيء خاطئ، ثم تلومين نفسكِ على جلد نفسكِ، فلن تشعري بتحسن أبداً. وبدلاً من ذلك، اعترفي بأن شعوركِ بالذنب كان له غرض، لكن هذا الغرض ليس تعذيب نفسكِ إلى الأبد. ولدى عقلكِ مصلحة راسخة هي التأكد في جميع الأوقات من أنكِ شخص قادر على إيذاء شخص ما، حتى لا تفعلي ذلك مرة أخرى، وهذا هو السبب في أن هذه الأخطاء تنتهي إلى الشعور بالإرهاق الشديد فنحن لا نريد ارتكابها مرة أخرى، لذلك تلح أدمغتنا عليها لإنشاء إشارة تحذير مستمرة.

لكن، إذا تمكنت من إدراكِ أنكِ لن تفعلي ذلك مرة أخرى، وأن الذكرى تخدم غرضها، فيمكنكِ بدء التوقف عن تعذيب نفسك.

اكتبي أفكارك:

يعتبر تدوين اليوميات أداة قوية في جميع أنواع الشفاء النفسي. لكن في هذه الحال يكون مفيداً بشكل خاص. يمكنك أن تكتبي على سبيل المثال: «أنا كاذبة، وأنا لست جديرة بالثقة». ثم تنظرين إلى ذلك، وتطلبين الدليل، وتسألين نفسكِ: هل أنتِ غير جديرة بالثقة حقاً، أم أنكِ فعلتِ شيئاً غير جدير بالثقة مرة واحدة فقط؟

اكتشفي الإجابة في كتابتكِ، على سبيل المثال: من خلال سرد الأشياء غير الجديرة بالثقة التي فعلتها، قد تجدين أنها قائمة قصيرة جداً، وتهيمن عليكِ.

  • لحياة سعيدة وناجحة.. ابدئي بمسامحة نفسك

اطلبي المسامحة:

إذا فعلتِ شيئاً سيئاً بما يكفي، لدرجة أنكِ لم تسامحي نفسكِ عليه، فمن المحتمل أن يكون هناك شخص آخر معني، وجزء من مسامحة نفسكِ هو إخبار الطرف، أو الأطراف الأخرى، بأنكِ تعلمين أنكِ كنتِ مخطئة. وتذكري أن هذه الطريقة تقودكِ للشعور بالسلام، لكن تذكري أنه ليس لديكِ الحق في تحديد شكل المسامحة. بعبارة أخرى، قد لا يسامحكِ الشخص، أو الأشخاص الآخرون، وهذا أمر طبيعي. لكن ما يفعلونه بعد ذلك يجب ألا يمنعكِ من مسامحة نفسكِ، فيحق لهم أن يشعروا بمشاعرهم، تماماً كما يحق لك أن تتوقفي عن تعذيب نفسك.

تقبلي العواقب:

إن مسامحة نفسكِ تعني فهم أنكِ ربما كنتِ تستحقين العواقب التي واجهتها، لكن العقوبة يجب ألا تثقل كاهلك إلى الأبد، ويجب أن تكوني على استعداد لفصل العواقب عن هويتكِ.