بعد نيل قسط من الراحة، وأخذ إجازةٍ طويلة هذا الصيف.. قد تبدو العودة للعمل أمراً صعباً، لا سيما إذا كنتِ تعيشين التعب الرقمي. وقد وجدت الإحصاءات أن الأشخاص، الذين تراوح أعمارهم بين 16 و64 عامًا، يقضون في المتوسط ست ساعات و37 دقيقة أمام الشاشة كل يوم.
لذا، إذا كنتِ تكافحين من أجل إعادة التكيف مع روتينك، وتعانين نقص الطاقة ورأساً ضبابياً، فإننا هنا نساعدكِ على معرفة ما يتعين عليكِ فعله؛ لتعلم كيفية التعايش مع ذلك بشكل أفضل، وإليك كيفية تجنب التعب الرقمي، وبدء عامكِ، وأنتِ تشعرين بنشاط كامل.
الترطيب الصحي:
أحد الأسباب الرئيسية، التي تجعلكِ تشعرين بالتعب بعد يوم تقضينه في التحديق في الشاشات، هو التأثير على عينيكِ، فقد أثبتت الدراسات أن استخدام الشاشة لأكثر من ست ساعات يومياً يرتبط بجميع أنواع مشاكل صحة العين، ومنها: إجهاد العين، والصداع، وجفاف العين، وبالطبع تدهور الرؤية.
والسبب وراء هذه المشاكل المتعددة الطبقات، أنه وإضافة إلى السطوع غير الطبيعي للشاشة مقارنة بالبيئة المحيطة بك، فإنكِ ترمشين بمعدل أقل من ست إلى ثماني مرات أثناء النظر إلى الشاشة، مقارنة بعدم النظر إليها.
لذا، تأكدي من استخدام الإضاءة الجيدة دائماً، بأن يضاهي سطوع الغرفة سطوع الشاشة.
وكذلك من المهم استخدام قطرات أو بخاخات العين الجافة اللطيفة، الخالية من المواد الحافظة بشكل يومي، كونها تساعد على تعويض الجفاف الناتج عن عدم الرمش.
كما يوصي الخبراء بإضافة أحماض «أوميغا 3» العالية الجودة إلى نظامكِ الغذائي، وزيادة تناولكِ للماء، واستخدام قناع العين الساخن.
أعيدي تركيزك:
أثناء التحديق في جسم ثنائي الأبعاد (سواء كان شاشة هاتف، أو جهازاً لوحياً، أو كمبيوتر مكتبياً)، تنتقل عيناك إلى وضع الرؤية البؤرية. وعندما يحدث هذا، تدور مقلتا عينيكِ إلى الداخل باتجاه أنفكِ؛ للسماح لتركيزك بالتضييق، حتى تتمكني من التركيز فقط على ما هو أمامك دون أي تشتيت بصري آخر.
ورغم أنها ردة فعل طبيعية، إلا أن وضع التركيز العالي هذا مرتبط أيضًا بمستويات مرتفعة من التوتر، لأنه يحفز الجهاز العصبي الودي في الجسم.
ومن الممكن التحكم في مجال الرؤية لديك، والابتعاد بوعي عن هذه الحالة البصرية العالية الضغط، وإجبار عينيكِ على الرؤية البانورامية أو الطرفية، بدلاً من ذلك.
وللقيام بذلك، حولي نظركِ بنشاط عن شاشتكِ، واحتفظي بعينيكِ موجهتين إلى نقطة ثابتة على بُعْد بضع أقدام أمامكِ؛ لأن هذا التصرف يزيد مجال الرؤية لديكِ، ما يسمح لدماغكِ باستقبال أكبر قدر ممكن من بيئتك البصرية.
غادري مكانك.. واخرجي إلى الهواء:
إذا كنت أمام شاشتك لساعات متواصلة، فمن المرجح أن تكوني في الداخل، إما جالسةً على مكتبكِ، أو متكئةً على الأريكة، أو في عربة قطار متجهة إلى العمل أو عائدة منه، وهذا جزء آخر من المشكلة.
وإحدى طرق تقليل الضرر هي الخروج أكثر، فبالإضافة إلى تحسين صحة عينيك، وصحتك البدنية بشكل عام، فإن «السيروتونين»، الذي يحفزه التعرض للأكسجين النقي معزز طبيعي للمزاج. كما أن البقاء في الهواء الطلق يساعد أيضاً على تحسين وظائفكِ الإدراكية، وهو أمر مهم عندما يجعلك قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات تشعرين بالخمول.
الحد من الضوء (الأزرق):
يضرب الضوء الأزرق الغدة الصنوبرية، ويربك الجسم بالاعتقاد بأنه في مرحلة مختلفة من اليوم. وفي حين أن نظارات الضوء الأزرق تساهم إلى حد ما في تقليل تأثير وقت الشاشة المفرط، فإن أفضل مسار للعمل هو تجنب جميع الشاشات لمدة ساعتين على الأقل قبل أن بدء الاسترخاء للنوم، إلى جانب أنه تجب عليك أيضاً جدولة فترات راحة منتظمة طوال اليوم.