أسدل «مهرجان جرش للثقافة والفنون»، في الأردن، الستار على فعاليات دورته الثامنة والثلاثين، بنجاح كبير، إذ زار الفعاليات التي أقيمت بالمدينة الأثرية بجرش، وفي العاصمة عمان، أكثر من 150 ألف شخص، خلال 11 يوماً، بحسب تصريحات صحافية للمدير التنفيذي للمهرجان، أيمن سماوي، الذي أشاد في تصريحات خاصة لـ«زهرة الخليج»، بالمشاركة الإماراتية المميزة، التي أثرت البرنامجَيْن الفني والثقافي.
وقال سماوي: «تعودنا على تنوع مفردات الإبداع الإماراتي في مهرجان جرش، وهذا العام كان الحضور الإماراتي لافتاً في جميع مفاصل المهرجان، وسنعمل على زيادة المشاركة الإماراتية في دورة العام المقبل 2025، وسنبدأ التحضير لها اعتباراً من شهر سبتمبر المقبل». وأضاف: «هذا العام كان معنا الفنان الكبير الدكتور حبيب غلوم، كعضو لجنة تحكيم في مهرجان المونودراما المسرحي، واستضفنا الشاعرَيْن: حسن النجار ومحمد البريكي، كما حضرت للمرة الأولى مطربة الأوبرا فاطمة الهاشمي، وكان مقرراً أن يكون معنا أحد نجوم الغناء الكبار أيضاً، على خشبة المسرح الجنوبي، لولا إغلاقه، وسنسعى إلى تأكيد الحضور الفني والثقافي الإماراتي بقوة خلال العام المقبل».
وشهدت الدورة الثامنة والثلاثون، من مهرجان جرش، مشاركة إماراتية متميزة في جانب من الفعاليات، حيث ساهم مشاهير دولة الإمارات في تعريف الجمهور بالأدب والفن الإماراتيين، في المهرجان الذي يستقطب زواره من كل حدب وصوب.
وفي تاريخ المهرجان مشاركات كثيرة للإبداع الإماراتي، فخلال سنوات انعقاده، غنى الفنانون: أحلام، وحسين الجسمي، وعيضة المنهالي، ومحمد المازم، على مسرحه الكبير (الجنوبي)، الذي يعتبر أحد أهم المسارح الغنائية، التي وقف عليها كبار نجوم الغناء العرب.
وخلال الدورة الأخيرة، تميزت المشاركة الإماراتية بحضور الفنانة فاطمة الهاشمي، كما أطل على جمهور المهرجان الشاعران: محمد البريكي، وحسن النجار، حيث أحيا كلٌّ منهما أمسيتين شعريتين، بمشاركة شعراء أردنيين وعرب، فضلاً عن حضور الفنان الدكتور حبيب غلوم كعضو لجنة تحكيم في مهرجان المونودراما المسرحي. وتميزت المشاركة الإماراتية، كذلك، بجناح يجمع التراث والفلكلور والتقاليد الإماراتية العريقة، التي عُرف بها المجتمع الإماراتي منذ زمن بعيد، ضمن جناح السفارات.
وشرفت فاطمة الهاشمي، أول «ميزو سوبرانو» إماراتية بالغناء الأوبرالي، الفن الإماراتي في حفلها الكبير الذي أحيته على خشبة المسرح الشمالي بجرش، وكشفت عن قدرات غنائية هائلة، جعلت سهرتها الفنية تحفة غنائية فنية فريدة، سحرت بها جمهور المهرجان.
وحرصت فاطمة، في أمسيتها التي شاركتها فيها الفرقة الأوركسترالية الموسيقية بقيادة فاضل الحميدي، وحملت عنوان «عندما يلتقي الشرق بالغرب»، على تقديم أنواع مختلفة من الموسيقى الكلاسيكية، إضافة إلى موسيقى الجاز، مع مزيج خاص من الألحان الشرقية والغريبة، بهدف تقديم برنامج غنائي، يلبي كافة الأذواق، ويطربها.
ويشكل مهرجان جرش للثقافة والفنون ظاهرة ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة، بأبعادها الوطنية والعربية والعالمية، ويحملُ رسائل ثقافية وسياسية عميقة، كما يلعب دوراً كبيراً في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية بالأردن عامة، ومدينة جرش ومجتمعها المحلي خاصة.