تعتبر العادات والتقاليد، إضافة إلى الآثار القديمة، شواهد تاريخية على حضارة أي بلد، ودليلاً على رفعتها وأصالتها، فالدول الكبيرة تهتم بماضيها وأساس حضارتها. ودولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول، التي تُعنى بتاريخها الماضي، وأساس قيامها، ووحدتها.
وتزخر دولة الإمارات بإرث عربي وإسلامي كبير، نراه في عادات وتقاليد وسلوكيات شعبها، والآثار الإسلامية والعربية، التي بقيت شاهدة على تاريخ الدولة، حيث أقامت الدولة المتاحف والفعاليات الثقافية؛ للحفاظ على هذا الإرث للأجيال القادمة، كسفير ينقل تاريخ الدولة العتيق إلى العالم.
وعادة، ينعكس التراث الإماراتي على كافة التقاليد الموروثة الخاصة بنمط الحياة الاجتماعية، وثقافة الطعام، والزواج، والطقوس الدينية، والحرف اليدوية، والفنون الشعبية، ومرافقها المتعددة التي تجسد تاريخ المنطقة، مثل: القلاع، والحصون، والمساجد، ومرافئ الصيد، وأسواق السمك، وأرصفة بناء القوارب، ومراكز تدريب الصقور، وأسواق الذهب، وأسواق البهار، وغيرها، بحسب الموقع الرسمي لحكومة دولة الإمارات.
ومن أبرز الشواهد التاريخية في دولة الإمارات: «منطقة العين» الواقعة على طريق القوافل الممتد من دولة الإمارات إلى سلطنة عُمان، وتعدّ المركز التراثي لإمارة أبوظبي، وأحد أقدم التجمعات البشرية الدائمة، وتندرج ضمن قائمة "اليونيسكو" لمواقع التراث العالمي، وتتضمن ست واحات ومواقع أثرية على غرار: «بدع بنت سعود»، و«جبل حفيت»، و«هيلي»، وتشهد جميع هذه المواقع القديمة على سكن البشر المتواصل في هذه المنطقة الصحراوية منذ العصر الحجري الحديث، مع ما فيها من آثار لثقافات عديدة، تعود إلى ما قبل التاريخ.
ويتميز موقع «أم النار»، في إمارة أبوظبي، بموقع أثري قدّم اكتشافات كبيرة ساعدت على إلقاء الضوء على حياة سكان الإمارات، خلال العصر البرونزي، وثقافتهم، وأسلوب حياتهم، وكانت هذه الجزيرة الصغيرة، في ما بين 2500 و2000 قبل الميلاد تقريباً، بمثابة مستوطنة كبيرة، لعبت دوراً فعالاً في التجارة الإقليمية، حيث أظهرت القطع الأثرية المكتشفة أن الناس في الجزيرة كانوا يتاجرون مع حضارات بعيدة، مثل: بلاد الرافدين القديمة (العراق حالياً)، وحضارة وادي السند (باكستان والهند حالياً).
ويعتبر موقع «جميرا الأثري» واحداً من أهم المواقع الأثرية الإسلامية، التي تعود للعصر العباسي، ويقع في إمارة دبي بالقرب من شاطئ البحر، ويضم عدداً من المباني الحجرية. فيما يعود «موقع المليحة»، في إمارة الشارقة، إلى الفترة 300 - 300 ق.م، وله دلالة على تواصل المنطقة مع باقي الحضارات في حوض البحر المتوسط، وجنوب آسيا، والجزيرة العربية ووادي الرافدين.
أما «مسجد البدية» في الفجيرة، فيعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر ميلادي، ويتميز بقبابه المميزة، وقد تم ترميمه مؤخراً، ويندرج على القائمة التمهيدية للدولة، ليتم ترشيحه في المستقبل لقائمة التراث العالمي.