كثر الحديث، في السنوات الماضية، عن البوتوكس كحلٍ لعلاج مشكلات البشرة، ومكافحة علامات التقدم في السن والشيخوخة، وهناك العديد من الاستخدامات الطبية، التي تتجاوز تنعيم التجاعيد، حيث يمكنه علاج أعراض الاضطرابات العصبية. واللافت في الأمر أن البوتوكس كان يُستخدم في الطب الطبيعي وإعادة التأهيل قبل فترة طويلة من استخدامه في علاج مشاكل البشرة. وقد وجد أن حقن البوتوكس أداة مفيدة للذين يعانون تصلب العضلات المزمن والتشنج والألم، إلى جانب مجموعة متنوعة من الاضطرابات العصبية.

هنا نشرح، بشكلٍ أكثر شمولية، ما يمكن للبوتوكس القيام به.

  •  حقن الـ"بوتوكس"

تشنج العضلات والاضطرابات العصبية:

لسنوات عدة، تم استخدام البوتوكس لعلاج وتحسين تشنج العضلات، وكذلك التصلب الناتج عن تلف الأعصاب، الذي يحدُّ من حركة العضلات.

والتشنج هو أحد الأعراض والمشاكل الرئيسية للأشخاص الذين عانوا السكتات الدماغية، أو إصابات الحبل الشوكي، أو الذين يعانون اضطرابات عصبية مختلفة، تؤثر في حركتهم الجسدية، مثل: التصلب المتعدد، والشلل الدماغي، والشلل النصفي، وخلل التوتر العضلي.

وعندما يحقن الأطباء البوتوكس في المناطق المتشنجة من الجسم، فإنه يريح العضلات المشدودة، ويسمح بتحسينات أكثر أهمية في الحركة والوظيفة، ما يساعد في العلاج، ويحقق نتائج أكثر ديمومة.

وفي حين أن البوتوكس مفيد في القوة وإعادة التأهيل، إلا أنه ليس علاجًا للتشنج، فهو أداة لمساعدة المرضى على أداء تمارين العلاج المهني والفيزيائي بنجاح وسهولة أكبر، حيث تساعد إجراءات حقن البوتوكس في إيجاد حلول أسرع لإعادة التأهيل.

وقد وجدت الأبحاث أن حقنة واحدة من البوتوكس يستمر مفعولها لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، ما يمنح المرضى فرصة كبيرة لأداء تمارين التمدد وتدريب العضلات، التي من شأنها تحسين قدراتهم الحركية.

  • الحقن بالبوتوكس لعلاج آلام الرقبة

إدارة الألم والتعافي:

إضافةً إلى إعادة التأهيل، فإن البوتوكس مفيد أيضاً لإدارة الألم. على سبيل المثال، يعاني الأشخاص المصابون بخلل التوتر العضلي (اضطراب الحركة، الذي يتسبب في تقلص العضلات بشكل لا إرادي) من الألم؛ عندما تتشوه أجسادهم في أوضاع غير طبيعية وغير مريحة، حينها يمكن استخدام البوتوكس لتفكيك التشنجات والتوتر، وبالتالي تقليل الألم.

وكذلك يمنع البوتوكس المواد الكيميائية، التي تحمل إشارات الألم إلى الأعصاب حول الرأس والرقبة، ما يجعله أداة فعالة لإدارة ألم الاضطرابات، مثل: متلازمة اللفافة العضلية، والصداع، والصداع النصفي، والتهاب المفاصل، وآلام الظهر والرقبة المزمنة.

هل استخدام البوتوكس آمن؟

يؤكد الأطباء أن المخاطر المرتبطة بالبوتوكس ضئيلة، ما يجعله خياراً آمناً، لأولئك الذين يحتاجون إلى إعادة تأهيل جسدي، أو إدارة الألم.