رحاب ناصر: أسعى إلى نشر ثقافة الطعام الإماراتي
في عالم الطهي، تبرز قصص كثيرة، تُلهمنا وتُثير إعجابنا، وقصة رحاب محمد عبدالله ناصر، صاحبة مشروع «هني وعافيه» (مشروع طهي منزلي)، هي إحدى تلك القصص. رحاب، سيدة إماراتية شغوفة بالطهي، وقد ورثت حبه من والدتها، واستطاعت تحويل شغفها إلى مشروع ناجح، يُقدم أشهى المأكولات الإماراتية الأصيلة. وقصة رحاب تُؤكّد أنّ النجاح لا يأتي بسهولة، لكنّه يتحقق بالصبر، والمثابرة، والإيمان بالنفس.. وهذا ما اكتشفناه في حوارنا معها:
كيف دخلت إلى عالم الطهي؟
عشق الطبخ يسكنني منذ الصغر، فقد ورثته عن والدتي، التي كانت تُبدع في تحضير أشهى الأطباق. كما شجعني أهلي، وصديقاتي على دخول هذا العالم، فبدأتُ بتجربة وصفات جديدة، لتطوير مهاراتي.
مخاوف البدايات
ما الصعوبات التي واجهتكِ في البداية، وكيف تخطيتها؟
في بداية مشواري، واجهت بعض الصعوبات، ومنها الخوف من عدم تقبل الناس لأطباقي، خاصةً مع تنوع الأذواق. لكن شغفي وحبي للطبخ دفعاني إلى التغلب على تلك المخاوف؛ فبدأت نشر صور أكلاتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وشاركت في بعض المعارض، وحظيت بتعليقات إيجابية مشجعة، ما زاد ثقتي بنفسي، ودفعني إلى المضي قدمًا.
متى بدأت مشروعك، وما العبرة التي استخلصتها من تجربتك هذه؟
عام 2015 كان شاهداً على انطلاقة مشروعي، لكن خطواتي كانت متعثرة وممزوجة ببعض التخبط، إلى أن كانت الانطلاقة الفعلية عام 2018. وخلال هذه الرحلة، تعلمت الصبر والمثابرة، وأدركت أنّ النجاح لا يأتي بسهولة.
أخبرينا عن قصة ملهمة حدثت معك!
عندما كنتُ صغيرة، وقتها كان عمري 11 عامًا تقريبًا، وكنتُ أراقب أمي وخالتي وهما تعدان طبق «معكرونة البشاميل». في البداية، ظننتُ أنّها وصفة سهلة، فحاولتُ تحضيرها بنفسي. لكنّني فشلتُ في المرة الأولى والثانية والثالثة، لكنني لم أستسلم، وظللتُ أحاول حتى نجحتُ في تحضيرها بشكلٍ رائع، وكانت لذيذة جداً. علّمتني هذه التجربة الصبر، والمثابرة، وعدم الاستسلام للتحديات.
هل من حلم تسعين إلى تحقيقه في المستقبل؟
أسعى إلى تطوير مشروعي، وإنشاء مطعم إماراتي يُقدّم أكلاتنا الأصيلة، ويكون وجهة مفضلة للعائلات والسياح. وأطمح، أيضًا، إلى أن يكون طاقم عملي من الإماراتيين، وأن يُساهم المطعم في نشر ثقافتنا وتقاليدنا، من خلال الطعام.
بماذا يتميز مشروعك عن بقية المشاريع المماثلة؟
يتميز مشروعي بتركيزي على تقديم أطباق إماراتية بنكهات أصيلة وبجودة عالية، كما أحرص على اختيار المكونات والبهارات الطازجة، وأحضّر جميع الخلطات في المنزل. بجانب تقديم خدمة توصيل سريعة وفعالة، ولا أنسى التواصل المستمر مع الزبائن؛ لمعرفة ملاحظاتهم، وآرائهم.
قصة طريفة
ما الطبق المفضل لديك؟
أحبّ تحضير ورق العنب بطرقٍ مُبتكرة، بعيدًا عن الطريقة التقليدية. أول مرة أعددت فيها ورق العنب كان عمري 18 عامًا، وقد تعلمتُ إعداده من أمي، فقد كانت تُحضّره بطريقة لذيذة جدًا، لكنني أضفت لمستي الخاصة إلى هذا الطبق، وصرت أقدّمه بأشكال وألوان جذابة، تجعل كل من يتذوقه يطلبه ثانيةً وثالثةً. ولا أذكر أنني لم أحظ، يوماً، بإشادة على هذه الوصفة.
هل لديك قصة طريفة ترتبط بإعداد وصفة معينة؟
نعم، حدث هذا عند اكتشافي وصفة «نودلز خورفكان»، التي أتميز بها، وتطالبني العائلة، دائماً، بإعدادها كلما اجتمعنا لتناول «النودلز». كنت في رحلة إلى خورفكان مع عائلتي، وذهبنا لتناول الغداء في أحد المطاعم هناك. وقتها طلبتُ طبق «نودلز»، فأعجبتني نكهته كثيرًا، وبسبب قدرتي على إعداد أي طبق بعد تجربته ولو لمرة واحدة، وإن لم أعرف مقاديره، عدت إلى المنزل، وجهزت طبق «نودلز» على طريقة مطعم خورفكان، فنال استحسان الجميع، وأطلقنا عليه اسم «نودلز خورفكان».
ما نصيحتك لكل فتاة، أو سيدة، ترغب في بدء مشروع ما؟ أقول لها: لا تخافي من التجربة! ولا تدعي الخوف من الفشل يمنعك من تجربة أشياء جديدة، وتطوير مهاراتك، ومتابعة شغفك. أيضاً ثقِي بنفسك، وكوني مُبدعة في مجالك، ولا تنسي أن تردي الجميل إلى مجتمعك.
كرائدة أعمال.. ماذا تقولين في «يوم المرأة الإماراتية»؟
يمثل «يوم المرأة الإماراتية» فرصة رائعة؛ للاحتفاء بجميع النساء الإماراتيات، ممن أسهمن، وما زلن يسهمن بجدارة وإخلاص، في تحقيق التقدم والازدهار بالقطاعات المختلفة، فالمرأة الإماراتية قادرة على الإبداع في أي مجال، والطبخ مجالٌ رائعٌ، يُتيح لها إظهار إبداعها وقدراتها. وأطالب المرأة التي تحب الطبخ، وترغب في تأسيس مشروعها الخاص، بألا تتأخر في الإقدام على ذلك، لا سيما أن الإمارات تشجع عمل المرأة وتوفر لها التسهيلات للعمل بمختلف المجالات بما في ذلك الطهي.