عفراء السعيد: «ماما لاما» حكاية نجاح في عالم «أثاث الأطفال»

منذ نعومة أظافرها، كانت عفراء السعيد ترى العالم من خلال عدسة مفعمة بالألوان والحياة، وعندما أنجبت أطفالها، أرادت أن ينظروا إلى العالم بالنقاء والفرح نفسيهما؛ ما ألهمها إنشاء مشروعها الخاص في مجال أثاث الأطفال. في حديثها مع مجلة «زهرة الخليج»، كشفت عفراء عن الجذور، التي غرستها في هذا المشروع، وكيف اس

منذ نعومة أظافرها، كانت عفراء السعيد ترى العالم من خلال عدسة مفعمة بالألوان والحياة، وعندما أنجبت أطفالها، أرادت أن ينظروا إلى العالم بالنقاء والفرح نفسيهما؛ ما ألهمها إنشاء مشروعها الخاص في مجال أثاث الأطفال. في حديثها مع مجلة «زهرة الخليج»، كشفت عفراء عن الجذور، التي غرستها في هذا المشروع، وكيف استطاعت - بفضل شغفها وحبها لأطفالها - أن تملأ فجوة في السوق بمنتجات تعكس شخصية الطفل، وتساعده على اكتشاف نفسه، وتكون كالمرآة التي ينظر من خلالها إلى نفسه وعقله، وتساعده في اكتشاف مخيلته وأحلامه.. إليكم تفاصيل رحلتها الريادية، وأحلامها المستقبلية:

بدايةً.. حدثينا عن أولى خطواتك في مجال ريادة الأعمال!

لم أخطط لدخول عالم ريادة الأعمال، لكن ذلك كان أمراً أحببته. بدأت القصة عندما كنت حاملاً بطفلتي الثانية «راية» في شهرها الثامن. كانت صديقتي المقربة «عائشة» تزورني في بيتي، وعندما رأت غرفة ابني «ياسر»؛ أبدت إعجابها الشديد بها، وبصندوق ألعابه، الذي صنعته خصيصاً له، وزينته باسمه؛ فكان إضافة مثالية إلى غرفته، التي تتمحور حول شخصيته، والأشياء التي يحبها. وشجعتني «عائشة» على بدء مشروع لبيع أثاث غرف الأطفال، وأضحكني الاقتراح في البداية، كما أثار استغرابي؛ فكيف لي أن أبدأ عملي الخاص رغم وجود ابني «ياسر»، وابنتي التي أنتظر قدومها؟.. كانت المهمة تبدو مستحيلة، ورغم ذلك بدأت الخطوة الأولى، وأسست مشروع «ماما لاما»، وأصبح تنفيذ غرف الأطفال بالنسبة لي مثل لوحة بيضاء ألوّنها بكل حب وسعادة؛ لأجعل حلم كل أم وطفلها حقيقة.

  • عفراء السعيد: «ماما لاما» حكاية نجاح في عالم «أثاث الأطفال»

منظور إيجابي

كيف تمكنتِ من تنفيذ هذا المشروع؟

تمكنت من تنفيذ أفكاري ومشاريعي بمعاونة فريقي الذي أثق به، كما كان استماعي إلى صوتي الداخلي، باتباعي حدسي، عوناً لي على تجاوز حالة التشتت والفوضى، التي ترافق أي مشروع جديد. عندما يريد شخص إنشاء مشروع خاص، فإن العقبة الأولى التي يواجهها، هي اتخاذ الخطوة الأولى، التي تحتاج إلى الجرأة لتجاوزها، وبمجرد قيامه بهذه الخطوة؛ تقابله العقبة الثانية وهي التأثر بالآراء والمواقف السلبية. لذلك، من المهم جداً أن تنظر كل سيدة أعمال إلى مشروعها من منظور إيجابي، وأن تؤمن بقدراتها؛ لإنجاز الأمور العظيمة، وهذا هو سر المشاريع التجارية الناجحة.

تمثل نجاحاتك، وقدرتك على الموازنة بين الحياة العملية والأسرية، نموذجاً يحتذى.. كيف نستقي من تجربتك هذه؟

كل مرحلة في الحياة تتطلب توازناً بشكل ما؛ فمثلاً عندما نذهب إلى المدرسة نتطلع إلى الجامعة، وعندما نصل إلى الجامعة لا نطيق صبراً لنتخرج ونعمل، وعندما نعمل نفكر في الزواج، وبعد الزواج نريد الإنجاب.. وهكذا. دائماً الإنسان يتطلع إلى المرحلة التالية، ولا ينتهي ذلك أبداً، ولا بأس بذلك، وتكمن الفكرة الأساسية للنجاح في عيش كل لحظة كما هي؛ لأنها ستمر أسرع مما نظن. في أيام العمل المضنية، عندما كان يغمرني التعب والإرهاق، كنت أذكر نفسي بأنني أعيش الحياة، التي لطالما تمنيتها، وعليَّ أن أستشعر هذه النعمة حتى آخر لحظة. لقد اخترت - بوعي - دمج هذين العالمَيْن: الحياة العملية والأسرية، وأحمد الله على ذلك، لأن هذا الدمج كان يصب في مصلحة أسرتي، ومصلحة عملي أيضاً. 

ما طموحاتك المستقبلية؟

أحلم بأن يكبر «ماما لاما»، ويرتقي إلى المكانة العظيمة التي أتمناها؛ لذلك أعمل على تطوير طرق الشحن؛ لإيصال منتجاتنا إلى دول العالم كافة؛ لجعل «ماما لاما» علامة عالمية، كما أنني أعمل على مشروع جديد، سأكشف عنه في الوقت المناسب.

نافذة للاكتشاف

من يلهمك في هذه الحياة؟

في كل مرحلة من مراحل حياتي كان لديَّ أشخاص يمدونني بالإلهام؛ ففي صغري كان أبي وأمي، ومعلميَّ مصدر إلهامي. أما الآن فأستقي الإلهام من أبنائي؛ فعيونهم المليئة بالدهشة هي نافذتي لأعيش طفولتي من جديد. فمثلاً ابني «ياسر» هو الذي أطلق اسم «ماما لاما» على المشروع، وقد حدث ذلك عندما كنا نقرأ قصة معاً، وكان يشير بإصبعه لأنظر إلى «اللاما»، وهو يقول لي: «ماما!.. لاما!». منذ تلك اللحظة، انغرست العبارة في ذهني اسماً للمتجر؛ لطرافتها، وسهولة نطقها، ولأنها بالتأكيد جاءت من ابني.

كلمة توجهينها إلى المرأة الإماراتية.. في يومها!

كامرأة إماراتية، أفتخر وأعتز بوطني الإمارات، الذي منحني صوتاً ومنصةً؛ لأكون جزءاً من التغيير، ولأرد بعضاً من هذا الجميل، وأسعى لأكون قدوة لسيدات الأعمال الإماراتيات؛ لذلك أقول لكل امرأة إماراتية: كوني قدوة لجميع النساء في الإمارات، وفي غيرها من دول العالم، وكوني نموذجاً للنجاح والإلهام، لأنك في بلد النجاح والإلهام، بلد يدعم المرأة في كل جوانب حياتها؛ فكوني جديرة بهذا الدعم، وعند حسن ظن الوطن بكِ.