مريم العوضي: أقدم أفلاماً تمس مشاعري وحياتي

نشأت مريم العوضي في بيئة مفعمة بالاهتمام بالأفلام والكاميرات، ما زرع في نفسها بذور الشغف بالسينما، وتطور هذا الشغف؛ ليصبح مهنة تألقت فيها كاتبةً ومخرجةً سينمائية، فقدمت أفلاماً تعبر عن قضايا تمس مشاعرها وحياتها، منها: «أمي»، و«الخطابة أم سلامة».. في حوارها مع مجلة «زهرة الخليج»، تأخذنا مريم في رحلة

نشأت مريم العوضي في بيئة مفعمة بالاهتمام بالأفلام والكاميرات، ما زرع في نفسها بذور الشغف بالسينما، وتطور هذا الشغف؛ ليصبح مهنة تألقت فيها كاتبةً ومخرجةً سينمائية، فقدمت أفلاماً تعبر عن قضايا تمس مشاعرها وحياتها، منها: «أمي»، و«الخطابة أم سلامة».. في حوارها مع مجلة «زهرة الخليج»، تأخذنا مريم في رحلة عبر مسيرتها الفنية، والقضايا التي تهتم بإبرازها في أعمالها السينمائية، كما تسلط الضوء على تجربتها الأخيرة في المهرجان السينمائي الخليجي بالرياض، وتشاركنا رؤيتها حول دور النساء في صناعة الأفلام بالإمارات.

هل أثرت الحياة الجامعية في دخولك مجال صناعة الأفلام؟

نعم، فشغفي بالاتصالات المرئية والفن والإعلام والسينما قادني إلى دراسة الوسائط المتعددة في جامعة زايد. وشاركت بفاعلية في أنشطة الإعلام بالجامعة، وغطيت أخبار المجتمع الطلابي، ما أتاح لي اكتشاف مختلف أدوار العاملين في هذا المجال. كما شاركت في مسابقات الأفلام القصيرة، وإعداد مقاطع الفيديو مع الأصدقاء، ما زاد خبرتي وأدائي بهذا المجال. وقد تقدمت خطوة كبيرة بالانضمام إلى برنامج استوديو الفيلم العربي الوثائقي في عامي الدراسي الأخير، ما منحني الفرصة لإنتاج وإخراج فيلمي الوثائقي القصير الأول «أمي» عام 2017.

صناعة الأفلام

متى بدأ اهتمامك بصناعة الأفلام؟

كانت لديَّ ذكريات جميلة عن الذهاب إلى السينما مع عائلتي، وكانت لدينا طقوس مشاهدة الأفلام في عطلات نهاية الأسبوع. أمي كانت، دائمًا، تلتقط لحظات طفولتنا بالكاميرا، وهذا أثار اهتمامي بالكاميرات، وتحرير مقاطع الفيديو. كما كنت متابعةً جيدةً لأفلام الكرتون والقصص، ما زاد اهتمامي بسرد القصص؛ فكان سردها في الوسط الذي نشأت فيه هو الخيط المشترك الذي يربط ذكرياتي، فالقصص ذات صدى عميق في حياتي، وتعكس مشاعري. وزاد فضولي بصناعة الأفلام؛ عندما كبرت وشاهدت المزيد منها، وبدأ اهتمامي بالعاملين وراء تلك المشاهد التي لا تنسى. كما بدأت التعرف على ما وراء الكواليس، منبهرة بالعمل الدقيق، الذي يحقق النجاح والتألق السينمائيين، ومراحل عملية صناعة الأفلام، بدءًا من إنشاء مواقع التصوير، وحتى تنفيذ اللقطات المعقدة، فأدركت أنني لا أرغب فقط في مشاهدة هذه الأفلام الرائعة، بل في تنفيذها كذلك.

  • مريم العوضي: أقدم أفلاماً تمس مشاعري وحياتي

ما القضايا التي تهتمين بإبرازها، من خلال أفلامك؟

 أسعى إلى تصوير المشاعر البسيطة المباشرة، التي نتشاركها جميعاً، وأهتم بأن تترك هذه المشاعر، التي يتم تصويرها، صدى عميقاً لدى الجمهور. كما أسرد القصص بطريقة جذابة تأسر المشاهدين، من البداية إلى النهاية، ما يضمن متابعتهم لها طوال الوقت.

حدثينا عن مشاركتك الأخيرة في المهرجان السينمائي الخليجي بالرياض!

شاركت في المهرجان السينمائي الخليجي، الذي عقد في الرياض، وتشرفت بوجودي بجانب العديد من صناع الأفلام المتميزين، ومشاهير الصناعة. هذه المشاركة أعتبرها محطة مهمة في مسيرتي الإخراجية؛ لأنها كانت تجربة مثيرة جدًا، خاصة مع ردود فعل الجمهور على فيلمي الجديد «الخطّابة أم سلامة»، فهي تجربة إيجابية جدًا، وشعرت بسعادة غامرة تجاهها.

حضور نسائي

من أين استلهمت فكرة فيلم «الخطّابة أم سلامة»، وهل لها ارتباط بمجتمعك المحلي؟

«الخطّابة أم سلامة»، الذي تم إخراجه وإنتاجه بدعم من استوديو الفيلم العربي للأفلام الروائية، جاء بسبب انخراطي في صناعة الأفلام الطويلة، حيث عملت كاتبةً ومنتجة ومخرجة. تدور أحداث هذا الفيلم العائلي في إطار كوميدي حول الخاطبة الإماراتية «أم سلامة»، التي تحاول إقناع ابنتها «سلامة» بالتفكير في الزواج. وتبدأ الأم رحلة العثور على خاطب مثالي لابنتها. وعندما تبدأ «سلامة» نفسها تفكر في الأشخاص المحتملين للزواج، فإن مشاعر أمها تؤثر في قراراتها، ما يؤدي إلى مفارقات غير متوقعة. بالنسبة لي، عندما اقتربت من أواخر العشرينيات، لاحظت تلميحات والدتي المستمرة بشأن الزواج، وأدركت أن كل أم تقريبًا تتولى دور الخاطبة في مرحلة ما من حياة بناتها، ما دفعني إلى التفكير في هذه المشاعر، التي قد تشعر بها أم وحيدة، مثل أمي، تتولى ترتيب زواج ابنتها الوحيدة، رغم علمها بأنها، بزواج الابنة، ستعاني العزلة مستقبلًا.

الحضور النسائي في صناعة الأفلام محدود.. فما الأسباب، وكيف يمكن زيادته مستقبلًا؟

تزايد، في الأعوام الأخيرة، عدد النساء المهتمات بالسينما، وانعكس الوضع تمامًا، ودخلت سيدات كثيرات هذه الصناعة، في أماكن كثيرة من العالم، بما في ذلك دولة الإمارات. ويتوقع أن تستمر نساء عديدات في دخول صناعة السينما، ليشاركن رواياتهن مع جمهور يهتم بإنتاجهن، حتى إن بعض السيدات يقمن بالإنتاج، ويبدعن أعمالًا سينمائية رائعة. صحيح أنه لم تحقق السيدات أهدافهن تماماً، ومازال الاعتراف بمواهبهن عالميًا أقل من المأمول، إلا أن وجودهن، والتزامهن برواية القصص الجيدة، يمثلان خطوة مهمة للمجتمع بأكمله. في الإمارات؛ تدعم هيئات ومؤسسات كثيرة منشئي المحتوى، ذكورًا وإناثًا، مثل هيئة الإعلام الإبداعي، وذلك بتوفير التوجيه الاستراتيجي، وتنمية المواهب، والتدريب الداخلي، وتقديم الدعم المالي، حتى يتمكن أي شخص، بغض النظر عن جنسه، من اكتشاف مواهبه الإبداعية، واستغلالها، والتعبير عن أفكاره، ورواية قصصه.

من الشخصية التي تتذكرين فضلها عليكِ.. في يوم المرأة الإماراتية؟

أتذكر اليوم، الذي التقيت فيه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، وكان ذلك أثناء تخرجي، فقد كانت لحظة حافلة بالمشاعر، فقد وقفت فيها أراقب هذه الأم الملهمة، التي تنال احترام وإعجاب الجميع؛ لتفانيها ودعمها للنساء في وطننا. فقد كان حضور سموها، لتمنحني شهادتي، رمزاً إلى دعمها الرائع لبنات الإمارات. فبتوجيهات سموها نكبر، ويسمعنا العالم، ويحترمنا، ونتمكن من تجاوز التحديات.