علا إبراهيم اللوز: التصوير قربني من الآخرين

وراء الكاميرا، تقف علا إبراهيم اللوز، المصورة والفنانة الإماراتية؛ لتنظر إلى العالم بزوايا فريدة، تعيد بها إحياء الدهشة، التي فقدها الآخرون في مشاهدهم اليومية. كاميرتها ليست مجرد أداة للتصوير؛ بل وسيلتها للتواصل مع العالم؛ والتغلب على الخجل، وصنع حوارات بصرية ملهمة؛ فحبها للتصوير دفعها إلى تعليم الآ

وراء الكاميرا، تقف علا إبراهيم اللوز، المصورة والفنانة الإماراتية؛ لتنظر إلى العالم بزوايا فريدة، تعيد بها إحياء الدهشة، التي فقدها الآخرون في مشاهدهم اليومية. كاميرتها ليست مجرد أداة للتصوير؛ بل وسيلتها للتواصل مع العالم؛ والتغلب على الخجل، وصنع حوارات بصرية ملهمة؛ فحبها للتصوير دفعها إلى تعليم الآخرين عبر ورش ومشاريع أسستها.. التقتها «زهرة الخليج»؛ للتعرف عليها عن قرب، واكتشاف رحلتها الفنية المدهشة، التي انتقلت بها من خلف الكاميرا إلى قلب المشهد الفني:

كيف كانت بداية علا إبراهيم اللوز في مجال التصوير الفوتوغرافي؟

بدايتي كانت عام 2007، خلال رحلة حج، حيث لاحظت الدكتورة نجاة مكي مهاراتي في التصوير بكاميرتي الوردية الصغيرة؛ فاقترحت عليَّ دراسة التصوير في جمعية الفنون التشكيلية بالشارقة. عند عودتنا، أخذتني بنفسها إلى الجمعية، وهناك بدأت رحلتي في عالم التصوير، بتلقي دروس كثيرة، وحضور ورش عدة.

شغف عائلي

من أين أتى شغفك بالتصوير الفوتوغرافي؟

 شغفي بالتصوير ينبع من والديّ، اللذين كانا يوثقان لحظاتنا العائلية بالكاميرا. وقد لاحظت في الألبومات العائلية حرص والدي على التقاط الصور في المناسبات المختلفة، حتى أصبحت هذه مهمتي في الأعياد. هكذا، أدركت أن علاقتنا بالكاميرا قديمة، رغم أنني لم أكن أتوقع أن أصبح مصورة محترفة يوماً ما.

  • علا إبراهيم اللوز: التصوير قربني من الآخرين

كيف بدأتِ تقديم الورش التعليمية في التصوير؟

بعد اكتشاف موهبتي في التصوير، اكتشفت حبي لتعليم هذا الفن؛ وربما تأثرت بوالدتي، التي كانت تعمل مدرسة ومديرة لروضة أطفال. أشعر بالفرح؛ عندما أرى نتائج مختلفة لطلابي؛ لأنها تتيح لي رؤية الصور بطرق متنوعة.

حدثينا عن مشروعك «فوتو يو إي إيه» (فوتو الإمارات)!

«فوتو يو إي إيه» منصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت عام 2015 استقطاب عشاق التصوير. نظمت أكثر من 130 جولة فوتوغرافية برحلات داخل الدولة وخارجها، تتيح للمشتركين التعبير عن إبداعهم بطريقتهم الخاصة. ولا تقتصر الجولات على استخدام الكاميرات الاحترافية، فحتى الهواتف الذكية قادرة على التقاط صور رائعة، وتهدف هذه الجولات إلى كسر الروتين، وتنمية هواية التصوير.

هل أثر التصوير في حياتك الشخصية؟

نعم، فمنذ أن كنت طالبة في المدرسة، كنت أشعر بالخجل من المشاركة في الأنشطة المختلفة، رغم أنني كنت أحصل على درجات مرتفعة دائماً. استمر هذا الأمر حتى المرحلة الجامعية، فلم أكن أحب لفت الانتباه، لكنَّ التصوير قربني من الآخرين، وسهل الحوار معهم، كما قلل خوفي من الاحتكاك بالعالم الخارجي، ومنحني ثقة أكبر بنفسي.

«أرشفة الحاضر»

ما مشروع «أرشفة الحاضر»، الذي أنتج، مؤخراً، كتاباً عن طريق منشورات «غاف»؟

«أرشفة الحاضر» مشروع يهدف إلى توثيق اللحظات الحالية؛ لنتذكرها مستقبلاً. دائماً، نرى صوراً قديمة في وسائل التواصل، أو الجرائد والمجلات، فنتأثر بها. وفي المستقبل، حينما نرى الصور التي التقطناها اليوم، سنتأثر بها بالتأكيد، ولا يهم بأي كاميرا تم التقاطها، فالتأثير سيظل موجوداً، خاصة أننا في زحمة الحياة وانشغالاتها قد لا ننتبه إلى بعض التفاصيل. دائماً يقال: «لا تضمنوا الأشياء من حولكم، واستمتعوا بها، وانتبهوا لكل الأشياء البسيطة»؛ لذلك أحاول من خلال هذا المشروع توجيه نظر الناس، وتذكيرهم بالأشياء العادية؛ ليروها بطريقة مختلفة، وليشعروا باللحظة أكثر. وقد تم هذا المشروع بعد اجتماع مع بعض المصورين الهواة والمحترفين خلال رحلة جمعتنا؛ لتصوير وتوثيق ما يلفت انتباههم، ثم نشرنا النتائج، ورأيت ألا نكتفي بالنشر الإلكتروني، فالصورة المطبوعة تمنحنا شعوراً مميزاً، وقمنا بنشر النتائج في كتاب، بالتعاون مع منشورات «غاف»، وشجع هذا المشروع الناس على تقدير اللحظات البسيطة، واستشعارها بعمق.

ماذا يعني لكِ يوم المرأة الإماراتية؟

يوم المرأة الإماراتية فخر لكل إماراتية؛ فالتقدير الذي تقدمه الدولة يعزز عزيمة المبدعات، ويدفعهن إلى الاستمرار في العطاء بمجالاتهن.