سميرة خليفة: الثقافة جوهر مشروع الإمارات الحضاري

«نقل المعرفة إلى الآخرين من أفضل أنواع العطاء، الذي يبهج الروح، ويشعل فتيلة التفاؤل من جديد».. بهذه الكلمات، تعبر الكاتبة الإماراتية، سميرة خليفة، عن رؤيتها وأهدافها؛ فمن خلال إصداراتها تعمل على نشر الوعي، وتعزيز مهارات المرونة، ومواجهة التحديات، إلى جانب حضورها الثري في الساحة الثقافية الإماراتية،

«نقل المعرفة إلى الآخرين من أفضل أنواع العطاء، الذي يبهج الروح، ويشعل فتيلة التفاؤل من جديد».. بهذه الكلمات، تعبر الكاتبة الإماراتية، سميرة خليفة، عن رؤيتها وأهدافها؛ فمن خلال إصداراتها تعمل على نشر الوعي، وتعزيز مهارات المرونة، ومواجهة التحديات، إلى جانب حضورها الثري في الساحة الثقافية الإماراتية، التي تسعى عبرها إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع؛ لتمهيد طريق النجاح لأفراده. وتؤكد في حديثها مع «زهرة الخليج» أن الثقافة والإبداع أساس حياة المجتمع الإماراتي، فهما يثريان مسارات الحياة، ويعززان حضور الإمارات وتأثيرها عالمياً.. في هذا الحوار، نستعرض معالم شخصية الكاتبة الإماراتية، وأهم محطات حياتها، وإصداراتها التي تناولت مواضيع عدة، منها: كيفية مواجهة التحديات، وتأثير السفر خلال العطلات الصيفية في تقليل الضغوط:

بدايةً، كيف بدأ شغفك بالقراءة والاطلاع؟

ولدت ونشأت في مدينة العين، تلك الواحة الخضراء الهادئة، وبدأ شغفي بالقراءة والكتابة في المرحلة الابتدائية، بفضل تشجيع مدرسة اللغة العربية، التي أثنت على مهاراتي في التعبير والكتابة. كنت أحب المشاركة في الإذاعة المدرسية، وأترقب - بفارغ الصبر - الرحلات المدرسية إلى معرض أبوظبي للكتاب، الذي كان فرصة ثمينة بالنسبة لي؛ لاقتناء قصص الأطفال، والاستمتاع بقراءتها. أما في الجامعة، فقد تخصصت في «العلوم الحيوية» بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وعملت بعد التخرج في المختبرات الطبية بالمستشفيات التابعة لإمارة أبوظبي، وبالتحديد في قسم البكتيريا، لمدة 20 عاماً، تمكنت خلالها من خدمة بلادي بمجال عملي.

  • سميرة خليفة: الثقافة جوهر مشروع الإمارات الحضاري

مواجهة التحديات

قضيت سنوات طويلة تعملين في تخصصك الدراسي، فكيف تركت بصمة في المجال الثقافي؟ 

كان ذلك عن طريق الصدفة، خلال رحلتي للبحث عن حلول؛ لمواجهة التحديات والعقبات في حياتي المهنية والاجتماعية، التي ساهمت في تغيير طريقة تفكيري بشكل إيجابي، فحصلت على شهادات متعددة في التدريب كانت بوابتي إلى هذا العالم، حيث سعيت إلى المحافظة على المصداقية والواقعية، وترك أثر طيب بنقل تلك المعلومات، مع الالتزام بقيمنا وموروثاتنا. رؤيتي تمثلت في التأثير الإيجابي بالمجتمع، من خلال رفع مستوى الوعي والتفكير الواقعي، ثم أصدرت مجموعة من الكتب، المستندة إلى خبراتي السابقة، مثل: «ملامح قلب»، و«التخطيط وحده لا يكفي»، و«عقول خارج خط الزمن»، و«لمن يهمه الوعي».

خلال هذه الرحلة.. ماذا تعلمتِ؟

تعلمت كيفية التعامل مع العقبات بأنواعها، بتطبيق ما قرأته في الكتب ذات الصلة، وبما يتناسب مع قدراتي وخبراتي. هذا البحث كان بمثابة البوصلة التي وجهتني لفهم السلوك البشري، وتنوع طبائع الناس، ومشاعرهم، وكيفية التعامل معهم، ثم وجدت نفسي أتعمق في فهم شخصيتي، وكيف يمكن أن أعالج سلبياتي، وأستثمر طاقاتي لإيجاد الحلول المناسبة. ومع الاستمرار في القراءة والبحث، تكونت لديَّ حصيلة ثقافية وفكرية متواضعة، أصبحتْ أداة لمواساة الآخرين، ومساعدتهم في إيجاد حلول مناسبة لحياتهم. بعدها، رغبت في نقل هذه المعلومات المفيدة بشكل أوسع، من خلال تقديم دورات وورش تدريبية في المؤسسات المختلفة، والتفاعل مع الحضور، ومناقشة الأفكار والتحديات، خاصة ضغوط الحياة الاجتماعية والمهنية، والبحث عن أسبابها وحلولها على المستوى الفردي، لنقلهم إلى مستويات تفكير واقعي وواعٍ ومتزن.

أيُّ إصداراتك الأقرب إلى قلبك؟

جميع إصداراتي قريبة إلى قلبي، لأنها تعكس مراحل معينة في حياتي، وكذلك نضجي الفكري؛ فأنا أستمتع برؤية هذا التطور والتغير والنمو مع كل إصدار، وأتمنى أن أرزق البصيرة والحكمة في سلوكي، وحديثي، وفكري.

التوتر السلبي

تتحدثين في إصداراتك عن المهارات الشخصية، وكيفية تخطي التحديات.. هل يمكنك توضيح ذلك؟

 نعم، لقد ركزت على هذا الجانب؛ لأنه يلمس احتياجات المجتمع. وهنا، يمكن أن أتحدث عن الضغط والتوتر السلبي المستمر، وليس التوتر الإيجابي القصير، الذي يسبق تحقيق هدف أو إنجار ما، ولعل من أهم أسباب التوتر السلبي عدم الرضا، والنظر إلى ما يمتلكه الآخرون، وكذلك عدم امتلاك مهارة التحكم في الأفكار السلبية، التي تجب تنميتها من خلال مراقبتها، ورؤية الأحداث من زوايا مختلفة قبل استنتاج القناعات والنتائج، وهذه الوسيلة قد تحدثت عنها بشيء من التفصيل في كتابي «عقول خارج خط الزمن»، حيث أشرت إلى أن الأفكار الإيجابية تولد مشاعر وسلوكيات إيجابية والعكس صحيح، وهذه الطريقة تضمن للفرد شيئاً من الهدوء، وتقلل التوتر. أيضاً، فقدان قيمة الوقت، وعدم وجود خطط وأهداف واضحة للفرد في حياته، قد يسببان ضغطاً كبيراً، يؤدي إلى وجود إنسان يتقبل كل المسؤوليات المهمة وغير المهمة، العاجلة وغيرها، فيعتاد من حوله إلقاء المسؤوليات على عاتقه، ما يزيد سرعة انفعاله وتوتره.

خلال العطلات الصيفية.. هل يساعد السفر في تقليل الضغوط؟

لا شك في أن للسفر فوائد عدة، مثل: الاستجمام، والابتعاد عن التوتر، وضغوط العمل والحياة، وتجديد النشاط، وأيضاً الاطلاع على الثقافات المختلفة. لكن هناك من يفقد هذه الفائدة عندما يثقل لحظاته بـ«السوشيال ميديا»، وينشغل بشكل مبالغ فيه بالتصوير، ومشاركة كل شيء يصادفه، وكل لحظة يعيشها مع المتابعين، ما يؤدي إلى فقدان التواصل مع الأسرة والأصدقاء، وهم أولى برفقته، وبأن يشاركهم هذه اللحظات بكل مشاعره وفكره، فتجده غارقاً في شبكات التواصل الاجتماعي، ومهملاً للتأمل والمتعة، ما يسبب استمرار الضغط والتوتر، رغم السفر، ولا أنكر الحق في الشعور بجمالية نقل التجربة إلى «السوشيال ميديا»؛ لتعريف الآخرين بالأماكن الجميلة، لكن باعتدال، وخلال وقت معين، حتى لا يسلب تلك اللحظات متعتها.

كيف ترين تطور دولة الإمارات، من ناحية الثقافة والإبداع؟

الثقافة جوهر مشروع الإمارات الحضاري والتنموي، الذي يبدأ بوعي الإنسان ومعارفه وقيمه ومبادئه، وأصبحت الإمارات من أهم المراكز الثقافية العالمية، فهي تثري المشهد الفكري الإنساني بأسمى القيم والمبادئ.

بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، ما رأيك في ما وصلت إليه المرأة من ريادة وتمكين؟

بكل الفخر، يسعدني أن أقول: إن المرأة حجر الأساس في مسيرة البناء والتطوير، ورائدة الإبداع والعطاء في القطاعات الحيوية كافة، بفضل دعم قيادتنا الرشيدة، التي آمنت بدور المرأة الفاعل والمؤثر في المجتمع، وبقدراتها وإمكاناتها، وعملت على تمكينها والاستثمار فيها؛ عبر منحها فرصة التعبير عن رؤاها وأفكارها وتطلعاتها المستقبلية، ما مكنها من تحقيق النجاح والتميز، ومواصلة رحلة إنجازاتها المشرفة.