عفراء عتيق: فخورة بما وصلت إليه قصائدي
لا نراها إلا واقفةً على المسرح، الذي يحتفي بها وحدها، كأنها تغني كلماتها، وتمتزج معها بروحها وجسدها، فالشاعرة عفراء عتيق، من الشاعرات القليلات اللواتي اخترن لغات مختلفة لكتابة قصائدهن، فهي محبة للعلم والتعلم، وتسعى إلى أن يجد الشعر طريقه إلى كل شيء في الحياة. أخذتها الكلمة إلى أبعد مما توقعت، وما زالت تسير معها في رحلتها، محققة لها كل ما تصبو إليه، ومانحةً قلبها الفرح.. حاورتها «زهرة الخليج»، فسافرت معها قليلاً على شاطئ بحر موهبتها اللامتناهي:
حدثينا عن اللحظة، التي أدركتِ فيها أنك شاعرة!
لم أمر بلحظة أدركت خلالها أنني شاعرة، فأنا دائماً أقول: «الشعر هو الذي اختارني، ولم أختره». حينما أنظر إلى حياتي، وما مررت به، والقصائد التي كتبتها؛ أجد أن الشعر كان معي منذ طفولتي؛ فقد كانت الكلمات دائماً حاضرة، والكتب تحيط بي. أذكر أنني اكتشفت القاموس الأزرق الكبير؛ حينما كان عمري ثلاث سنوات، وكان مصدراً مهماً للغة. جلست في المكتبة، وأخذته من الرف الأخير، وبدأت أتصفحه، منبهرة بما يحويه من كلمات ومعانٍ. أعتقد أن هذه البداية جعلت مني شاعرة، أكتب بثلاث لغات؛ فأنا محبة لتعلم اللغات، وأشعر أحياناً بأن هناك أموراً لا يمكن ترجمتها بشكل صحيح. لذا، أكتب الكلمة بلغتها؛ لتحمل معناها الصحيح في مكانها الصحيح. تجربتي بدأت بالقاموس، ومحاولتي الدائمة البحث عن كلمات لا أعرفها، وهذا ما ظل معي إلى اليوم.. هذه هي بداية رحلتي الشعرية.
مكانة متميزة
إلى أين أوصلك الشعر؟
عندما كنت في المدرسة، لم أكن من الطالبات المتميزات، ولم أتخيل، يوماً، أن يصل المرء إلى مكانة كبيرة بالكلمات والشعر؛ فأحياناً نتوقع أشياء، ويحدث أجمل منها. أنا أحب توقع الأمور، لكن تحدث معي أمور لم أتوقعها، وتكون أفضل مما توقعت.. فكم هو واسع خيالي، وهذه حال الشعراء!
ما أهم مشاركاتك الشعرية؟
الإنجاز لا يقاس بحجم الفعالية التي نشارك فيها، ولا بكمية متابعينا على وسائل التواصل الاجتماعي، إنما يقاس بوصول كلماتي وقصائدي إلى الناس. قد تكون القصيدة علاجاً لمن يمر بإحساسها نفسه، وقد تُغير حياة أحدهم، وربما يفرح من يقرأها، وكم هو مذهل أن تكون سبباً في فرح إنسان آخر! لكن ربما يمكن أن نتحدث عن بعض مشاركاتي، مثل: مشروعي مع دار «بولغري»، ومشاركتي في «كوب 28»، وهي مشاركة كبيرة في قدرها، ولا أقلل أبداً من مشاركاتي عامة، فقد نلتفت إلى كمية المتابعين، وكمية إعادة تدوير ما ننشره، لكن الجانب الإنساني والاجتماعي أكثر أهمية. بالإضافة إلى هذا، أحب إلقاء قصائدي في المدارس، وتقديم الورش في الجامعات، ما يُشعرني بالفرح. أذكر أنني، بعد الانتهاء من إحدى الورش في مدرسة ما، جاءتني طالبة، وقالت: إنها بدأت الكتابة، ولم تكن تتوقع أنها تملك القدرة عليها، وبعد سؤالها عن نوع كتابتها، قالت: إنها بدأت بكتابة الشعر، وشكرتني لأنني فتحت لها هذا الباب، ما جعلني فخورة بما وصلت إليه، وما يمكن تحقيقه بالكلمة، وإبداعها.
من أكبر الداعمين لكِ في رحلتك الشعرية؟
البيئة التي نشأت فيها شجعتني على الكتابة، بداية من والديَّ، فأمي علمتني القراءة والكتابة، وأبي كان مدرساً، وعمتي كذلك كانت كاتبة. لقد تربيت في بيت يقدس التعليم. بالإضافة إلى الأصدقاء، والدعم الكبير من القيادة، التي مهدت لنا كل الفرص؛ لنبدع في مجالاتنا المختلفة، وكل العوامل، التي تساعدنا في كتابة القصيدة، من دون تحديات كبيرة تعترض طريقنا.
«الفنان المقيم»
مؤخراً، تم اختيارك للمشاركة في برنامج «الفنان المقيم» بالجامعة الأميركية في الشارقة.. حدثينا عن هذه التجربة!
أنا في قمة الفرح؛ كوني ضمن هذا «البرنامج»، تحت قيادة الشيخة بدور القاسمي، الداعمة دائماً للثقافة والتعليم، وكل ما يتعلق بهما، وأنتظر بحرارة الفصل القادم لبدء «البرنامج»، جنباً إلى جنب مع الفنانة الدكتورة نجاة مكي، والفنانة فاطمة الهاشمي. أعتقد أننا دفعة قوية جداً، كلٌّ في مجاله، وستكون فرصة مفيدة ورائعة؛ فأنا أحب الوجود في البيئة الجامعية، وأراها خطوة طبيعية بالنسبة للجامعة الأميركية في الشارقة، فهي من الجامعات التي تعتني بالابتكار، وتقدر الفن والثقافة. وأتشرف بكوني في الدفعة الأولى من برنامج «الفنان المقيم»، ومع فنانات أحمل لهن تقديراً ومحبة، وأتعلم منهن.
ماذا تقولين للمرأة الإماراتية.. في يومها؟
إنني أحب يوم المرأة الإماراتية كثيراً؛ فهو عزيز على قلبي، لأننا نحتفي فيه بإنجازات المرأة الإماراتية، وطموحها وإبداعها، وجهودها. وأعلم أن كل ما وصلنا إليه، لم نكن لنصل إليه لولا الدعم غير المحدود الذي نجده من القيادة، ومن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات).